صدرت رواية «نصف قطعة شوكولا» للقاصة والروائية السورية ريمة راعي.
تقول الكاتبة عن الرواية : الشوكولا, التي يعلن عنوان الرواية عن وجودها, توحي بحضور الكثير من الفراديس في هذه الحكاية, لكن مفردة “نصف” تشي بأن هذه المسرات الدنيوية منقوصة, وأن ثمة حكاية أخرى قد فرضت نفسها على أبطال الحكاية, واستبدلت المتعة الكاملة المشتهاة والمتخيلة بترتيب الحياة الخاصة, بكل ما يتضمنه ذلك من مصائد وحفر وانحرافات عن الطرقات الممهدة. بطل الحكاية هو آدم الذي يكتشف إصابته بورم خبيث في الدماغ, وبعد جردة حساب مع الحياة, يجد أنه خلال حياته, التي على وشك الانتهاء, لم يحصل على أي شيء أراده كاملاً, ويستعيد خسائره التي بدأت منذ اللحظة, التي حصل فيها على نصف قطعة شوكولا,عوضاً عن قطعته المعتادة, ثم توالت الأنصاف التي بات يحصل عليها من أشياء الحياة المختلفة. وفي مواجهة الندم يقرر آدم استعادة حصته من الحياة كاملة, وهكذا يمضي ما تبقى له من أيام على هذه الأرض, بالسعي لاستعادة حبيبته ورفيقة طفولته ورد, التي سبق وخطفها منه, بخفة لاعبي السيرك, بيدر الذي كان صديق طفولته أيضاً. وخلال هذه الرحلة, يخبرنا الراوي الذي ينسج خيوط الحكاية, حكاية كل واحد من أبطالها, بينما يتنقل برشاقة بين ماضي أدم وطفولته الملتبسة المعالم, والحاضر حيث ورد التي تعيش تحت تأثير الشوكولا التي تتناولها دائماً, وتتسبب في تسوس أسنانها, لكنها تمنحها هرمون السعادة بانتظام, وعلى الرغم من أحلامها الكبيرة تنتهي للعمل صانعة حلويات كأمها مرنانه,المرأة اللعوب, التي تدخلت في القصة المرسومة بين آدم وورد, ففتحت صندوق باندورا مجدّداً, ليخرج منه آخر الشرور: فقدان الأمل, والذي يملك قدمي غول ضخم داس على أحلام آدم كلّها, وجرّده من نقائه, وسلبه حكايته مع ورد؛ وبيدر, زوج ورد, طبيب الأسنان ذو الأسنان السليمة, الذي يصاب بالاكتئاب, ولا يعالجه بالشوكولا, بل بالتعلق بحب لجين المراهقة التي تسميه صاحب الظل الطويل, وتسدد لاحقاً ثمن سذاجة حلمها به؛ومهيار الذي يقتحم القصة, ويضع آدم أمام عدو جديد لأحلامه؛ وأخيراً “متلازمة اليد الدخيلة”, التي يصاب بها آدم, ويكتشف القارئ في خواتيم الحكاية أنها بدورها كانت بطلة في كثير من منعطفات الرواية.
هذه حكاية تمجد الحب, وتدعو للحصول على الأشياء كاملة؛ لأن النصف وهم؛ وهم الأخذ ووهم العطاء.
ريمة راعي كاتبة وإعلامية سورية, عملت في عدد من وسائل الإعلام السورية واللبنانية, صدرت لها مجموعتان قصصيتان: ” وأخيراً ابتسم العالم”, « القمر لا يكتمل», وروايتان: «أحضان مالحة», و «بائعة الكلمات»
. عبدالحكيم مرزوق