في مركز وادي الذهب الصحي… التدفئة معدومة و أجهزة المعالجة الفيزيائية تحتاج صيانة …. لا يوجد أطباء في الفترة المسائية …

تعرض القطاع الصحي مثله مثل باقي القطاعات الحيوية الخدمية خلال سنوات الحرب على سورية لكثير من الأضرار, فدمر الإرهابيون المشافي الحكومية وسرقوا  أجهزتها الطبية واغتالت يد الإجرام خيرة كوادرها الطبية والتمريضية ,الأمر الذي حدا بالقائمين على هذا القطاع إلى العمل ما أمكن وبوتيرة عالية لاستمرار تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين وعلى قاعدة العمل في ضوء الإمكانات المتاحة وبروح الفريق الواحد وبإحساس عال من المسؤولية فتحولت بعض المراكز الصحية والعيادات الشاملة إلى نواة لمشاف صغيرة بعيادات شاملة لكافة الاختصاصات والخدمات الطبية المجانية .

ومركز وادي الذهب الصحي –الشهيد منهل عزيز الصالح –أحد هذه المراكز التي كانت وما تزال تقدم خدماتها مجاناً رغم الإمكانات المتواضعة والمحدودة.

وردت شكاوى من بعض المواطنين حول عدم وجود طبيب خلال الفترة المسائية في المركز المذكور وعدم وجود طبيب خاص بالمعالجة الفيزيائية أيضاً .

وقد زارت العروبة المركز و اطلعت على الواقع والتقت بعض المراجعين المتواجدين …

السيدة ماريا قالت :الخدمة جيدة أتيت بطفلتي ذات السنوات الثلاث حيث أصيبت بسعال حاد وقد راجعت العيادة التخصصية بالمركز وتلقت الفحص والعلاج بشكل جيد .

السيدة كوثر قالت :أزور عيادة المعالجة الفيزيائية كوني أتعالج من شلل نصفي فالخدمة مجانية ولا أستطيع تحمل تكاليف العلاج  الخاصة ،أتمنى الاهتمام أكثر من المعالجين فهم في الجلسة الأولى يدربون المريض على تمارين محددة وعليه القيام بها لوحده في الجلسات القادمة وأنا أعاني من الشلل وبحاجة للمساعدة …!

كما التقينا  أحد الكوادر الفنية في قسم المعالجة الفيزيائية ليطلعنا على واقع القسم فقال: يوجد عطل في بعض الأسرّة إذ يوجد 5 إحداها معطل وبحاجة للصيانة كما يوجد جهاز أشعة تحت الحمراء عدد /2/وهو موضوع بالخدمة وجهاز واحد أمواج فوق الصوتية وهو خارج الخدمة إضافة إلى أربعة أجهزة حركية ,ويضم قسم المعالجة ثلاث غرف خصص منها غرفة واحدة للمعالجة الرئيسية .

و من الصعوبات التي يواجهها القسم بشكل دائم هو عدم وجود تدفئة مع الإشارة إلى وجود مولدة بالمركز إلا أنها لا تلبي حاجته كاملة .

الواقع يفرض نفسه..!

ولإلقاء الضوء على واقع العمل في المركز التقينا  رئيس المركز الدكتور محمد الربعوني حيث قال:جميعاً يعلم أنه وقبل بدء الحرب على سورية كيف كانت تعمل المراكز الصحية والكميات الكبيرة والكافية من الأدوية والمستلزمات الطبية التي كانت تزود بها…عدا عن الخدمة المتوفرة على مدار الساعة من قبل كوادر طبية وتمريضية متميزة ..ولكن اليوم وبعد الحرب الكونية على بلدنا اختلف الأمر كثيراً وفرض هذا الواقع نفسه بقوة بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغير ذلك …إذ لم تعد ترد الكميات المطلوبة من الأدوية والتي المركز بحاجة فعلية لها كما كانت في السابق بل أصبحت أقل بكثير جراء الظروف المذكورة ,وللأسف نجد أن كثيراً من المراجعين للمركز لا يدركون الحالة الراهنة للواقع الصحي …في الوقت الذي تعمل فيه مديرية الصحة على تزويد المراكز والمشافي بالمستلزمات الخاصة وضمن الإمكانات المتاحة .

وتابع : قامت مديرية الصحة بتزويد مستودع المركز مؤخراً بالمستلزمات الطبية الخاصة بالإسعاف من شاش و”بلاستر” ومعقمات وكحول وكمامات وقفازات وأجهزة قياس ضغط جديدة وجهاز رذاذ إضافة إلى سماعة طبية عدد /2/وقفازات استعمال مرة واحدة (لا تكس ).

وفيما يتعلق بجهاز الأشعة تحت الحمراء وجهاز الأمواج في قسم المعالجة الفيزيائية اللذين يخرجان عن الخدمة  بين الفينة والأخرى ولفترات طويلة أفادت مديرية الصحة إلى أنه ستتم صيانتهما إضافة إلى صيانة كافة الأجهزة الخاصة بهذا القسم الذي يخدم ويعالج عددا كبيرا من المواطنين..ونحن بانتظار ذلك ..!

قلة الكوادر الطبية

وفيما يتعلق بالكوادر الطبية لتغطية حاجة المركز خلال فترة بعد الظهر يقول الدكتور الربعوني: يبدأ الدوام الصباحي الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية  والنصف ظهراً, والفترة المسائية  من الثانية والنصف حتى السابعة والنصف مساءً  ولكن خلال الفترة الثانية لا يوجد طبيب لقلة عدد الأطباء بالمركز مع الإشارة إلى أن هذه المعاناة عامة .

ونوّه إلى أنه يوجد بالمركز 5 أطباء أسنان يداومون دواماً كاملاً طيلة أيام الأسبوع وطبيب المعالجة الفيزيائية يداوم دواماً جزئياً يومي الأحد والأربعاء وطبيب –أذن- أنف- حنجرة – يداوم دواماً جزئياً يومي الاثنين والأربعاء, كذلك طبيب الصدرية يداوم يومي الاثنين والأربعاء وطبيب أطفال يداوم يومي الأحد والثلاثاء, وأطباء الداخلية والجلدية والنسائية دوام كامل مع الإشارة إلى أن طبيب الأطفال على وشك التقاعد. بمعنى أن الأطباء الثابتين بالمركز هم الداخلية والنسائية والجلدية والعام وطبيب واحد مقيم في قسم المعالجة الفيزيائية , كما يوجد في  المركز 10 ممرضين .

ونوه إلى أنه لا يمكن إلزام أي طبيب بالدوام من الصباح وحتى الساعة السابعة والنصف مساء.

من جانب آخر يتواجد خلال الفترة المسائية ممرض اختصاص صحة عامة ومراقب دوام وموظفان اثنان أعمال إدارية . وعند ورود الحالات الطارئة إلى المركز يتم الاتصال بمنظومة الإسعاف السريع التي تلبي الحاجة بسرعة عند الطلب ونقله إلى مشفى الباسل – العيادات الشاملة وهذا أحد الأسباب أيضاً لعدم وجود طبيب خلال الفترة المسائية بالمركز .

                                         عالوعد يا كمون

وأضاف : سيتم توسيع مساحة المركز بضم مساحة إضافية أفقية خلفه وما زال الأمر قائماً بانتظار التمويل لا سيما أن المكتب الهندسي بمديرية الصحة كان قد أعد كافة المخططات الخاصة بالتوسع .

بحاجة صيانة

ونوه إلى أن  قسم المعالجة الفيزيائية يقع  في قبو المركز و من الناحية الفنية  غير معد لهذه الغاية فلا مكان مخصص لنزول المرضى سوى الدرج وهناك من لا يتمكن من ذلك (المقعدون وعلى كراس متحركة)… إذ يقوم عناصر المعالجة الفيزيائية بمساعدتهم  وحمل ونقل المرضى  إلى القسم . ويبلغ عدد المعالجين 15 معالجاً وطبيباً واحداً يداوم يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع .

ومن خلال المشاهدة (والكلام للمحررة) فإن القسم بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل و دهان وتدفئة المكان عدا عن الحاجة الماسة لصيانة الأجهزة الخاصة بالمعالجة الفيزيائية … للأسف فالواقع غير مقبول…,

 وبخصوص أوقات الدوام يذكر رئيس المركز أنه يتم استقبال مراجعي( المعالجة الفيزيائية) يومياً خلال فترة الدوام إذ تم تخصيص الفترة التي تبدأ من 30ر8- 30ر11 صباحاً للرجال والفترة التي تبدأ من 30ر11-30ر2 للسيدات .

                              فريق مدرب ….

وحول متابعة المرضى المصابين بالكورونا يذكر الدكتور الربعوني أنه يوجد بالمركز فريق خاص مهمته فحص المراجعين بماسح حراري ومتابعة حال المصابين به في منطقة عمل المركز والمخالطين للمصابين إذ يتم يومياً إعداد تقرير يوضح الواقع الصحي للمصابين ومن خالطوهم في منازلهم وآخر التطورات الصحية لهم بشكل يومي وقد تم تدريب هذا الفريق على آلية العمل الخاصة بدءاً من المسحة الخاصة مع الإشارة إلى توفر الألبسة الوقائية الكاملة لأعضاء الفريق ويطالب أعضاء الفريق بالتعويضات المادية لقاء هذا العمل الخطر الذي يهدد حياتهم .

ويختتم الدكتور الربعوني : إن مديرية الصحة تسعى لتأمين مستلزمات المراكز الصحية في ضوء الإمكانات المتاحة لخدمة المواطن  مجاناً وتأمين استمرارها في ظل الظروف الراهنة كذلك العاملون بالمراكز الصحي لا يؤلون جهداً في ذلك .. فهم الجيش الأبيض المسؤول عن الصحة العامة للمجتمع بأكمله .

نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار