أثبتت المرأة حضورها المجتمعي وقيامها بالعمل العام بما يتناسب مع متطلبات الحياة المعاصرة بحيث لا يطغى جانب على آخر ،فتربية الجيل حق وواجب , والعلاقات الإنسانية حاجة ومطلب والنجاح بل التفوق في العمل ضرورة إنسانية وبناء الذات وصقل المواهب والقدرات والتحصيل العلمي والمعرفي من أهم الأولويات فليس مجدياً أن تتفوق المرأة وتنجح في البيت على حساب شخصيتها التي ربما تتقولب داخل جدران المطبخ ،وليس صحيحا أن تقضي يومها كاملا بالتلميع والترتيب بينما تستطيع القيام بذلك في زمن محدد والحصول على نتائج أفضل قياسا بالزمن الذي يحمل مكسباً مادياً ومعنوياً ..وليس سليماً أن تتفوق وتنجح في مهامها الأسرية بينما تكون في عملها الوظيفي مشوشة محدودة الآفاق, ومن غير المنطقي أن تبدع في عملها العام كحالة من الاعتياد على حساب حياتها الشخصية وحياتها الأسرية .. ولحل هذه الإشكالات التي تبدو بسيطة جداً هو تنظيم الوقت وحسن استثماره وتكامل الأدوار بين جميع أفراد الأسرة ففي ذلك ارتياح ونجاح .
أما على الوجه المقابل أي على صعيد ضياع الوقت وعدم ضبطه واستثماره بدقة فالمشاكل كبيرة ،توتر هنا وضغط هناك، حاجات غير ملباة نقص وعدم كفاية في هذه المهمة ،تراكم وظائف يومية لتصبح كتلة مرهقة بدنياً ونفسياً فينعكس كل ذلك على الأداء ومدى تلبيته للهدف المنشود ، ما يؤدي لعدم الاستقرار وتشتت الذهن والتفكير المستمر وبالتالي عدم الإتقان وعدم الرضا ذاتياً وموضوعياً ,ومن كل ذلك نخرج بتوصيف وتقييم غير مرض ونتعرض لسلسلة من الإشكالات التي نحن بغنى عنها,و بكل تأكيد لا تطال هذه المعايير المرأة فقط بل تمتد لتشمل جميع أفراد الأسرة والذين هم في غالب الأحيان يرثون هذه الفوضى وما تحمله من معاناة تلتهم حياتهم فيخسرون الكثير وتضيع عليهم فرص كثيرة وقد تسهم في عدم نجاح أسرهم المستقبلية .
إن عدم استثمار الوقت والتقيد بالمواعيد واحترام الأولويات وتقديم الجهد الفكري والبدني لصالح الانجاز الأفضل لا يؤذي الفرد وأسرته فقط بل يمتد إلى المجتمع فتتلاشى المعايير الناظمة وتضمحل وتتقلص النتائج المتوخاة وتتراكم النواقص وتتدنى نسبة ونوعية العمل وهكذا نكون أمام الخسارة بكل معانيها أو عدم الاستثمار ولو بالحد الأدنى وهو ما يعد تخلفاً وبدوره يفرز الفقر والجهل والمرض ..هذه المفاهيم التي تهدم أي مجتمع مهما كان يملك من إمكانيات ،بينما العلم والوعي والتطور يمكن قياسهما بجدية الأداء وإتقان العمل واحترام الوقت وبالتالي تحقيق النتائج في زمن محدد يتطلبه نوع العمل .