الوعي المجتمعي في ظل “جائحة كوفيد 19” … الكمامة والتباعد المكاني وغسل اليدين حماية لنا وللآخرين… المواطنون بين التقيد وعدم الالتزام …
بعض البلدان تمتلك ثقافة ووعيا مجتمعيا جيدا وخاصة عند انتشار أنواع مختلفة من الأوبئة والذي يحتم على الفرد التحلي بالوعي الصحي والإدراك للخطر المحدق جراء التهاون بإجراءات الوقاية للحد من العدوى وذلك بارتداء الكمامة ، وحاليا في بلدنا علينا كأفراد أن نعمل على تطبيق إجراءات السلامة للحد من انتشار الفايروس الذي تفشى بطريقة من الصعب السيطرة عليه ضمن الإمكانيات الصحية الموجودة فارتداء الكمامة في الفترة الراهنة، سيكون ثقافة مجتمع، على الجميع الالتزام بها لتخطي تلك الأوقات العصيبة، وإنهاء أزمة كورونا…
ومن المهم لنا جميعاً أن نتذكر أن ارتداء الكمامة وحدها لا يجعلنا في مأمن من العدوى، فنحن بحاجة إلى الاستمرار في غسل أيدينا على نحو متكرر والحفاظ خارج منازلنا على مسافة التباعد عن الآخرين.
هل يصبح ثقافة ؟
ينبثق الارتداء الناجح للكمامة من تحويله إلى عادة جديدة، وتشكيل نموذج للسلوك الصحيح وتكرار الارتداء هما مفتاحا هذا النجاح وفي لقائنا مع بعض المواطنين حول أهمية الالتزام بارتداء الكمامة والسلوكيات المتبعة للوقاية من الفيروس أكد الموطن أحمد – موظف – أهمية تكرار الحديث عن ارتداء الكمامة على النحو الصحيح، وهو يشجع عائلته على تذكير بعضهم البعض لإتباع هذه العادة ،
أما سلوى وهي سيدة لديها ثلاثة أطفال لفتت إلى ما يتميز به الأطفال من سرعة في تطبيق التوجيهات وحفظها ، لذلك دأبت على تذكير أطفالها بارتداء الكمامة وإتباع التوصيات وخصوصا في المدرسة وأيضاً تنبيه الأقارب والأصدقاء من حولها على إتباع التوصيات المتعلقة بارتداء الكمامات.
أما محمد وهو مدرس في إحدى الثانويات قال : لم يعد هناك راحة في ظل خطر كورونا، فهناك التزام من قبل المواطنين بارتداء الكمامة بشكل كبير في الأماكن والتجمعات، وخاصة في وسائل النقل العام والجماعي وسيارات الأجرة , وما لفت نظري الوعي الكبير عند السائقين وعدم السماح لأي مواطن بالركوب دون الكمامة، وذلك حفاظا على الصحة العامة وتجنبا للمخالفة والتقيد بالتعليمات .
وقال حسام وهو صاحب بقالية: إن أصحاب المحال بمختلف أنواعها عليهم الالتزام بارتداء الكمامة، لأن البائع يضطر للتعامل مع العشرات و أحياناً المئات من الزبائن يوميا وقد يتعرض للعدوى ، وهذا ينطبق على كل من يعمل في أي مكان سواء سوق أو منشأة حكومية أو خاصة، ومن يخالف يجب أن يقع تحت طائلة المساءلة القانونية .
وهذا ما أكده مروان صاحب محل ألبسة وقال : هناك تعليمات تنص على التزام جميع المواطنين في أي موقع بارتداء الكمامة ، فالأمر لم يعد اختياريا بل إجباريا من أجل الصالح العام، كما أن مواقف السيارات تشهد رقابة لإلزام جميع سائقي السيارات بالكمامة.
أما ماجدة – مدرسة قالت : هناك حالة من الوعي سادت بين المواطنين مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وبالتالي يوجد التزام كبير من قبل المواطنين ، كما يوجد تعاون والتزام من قبل المواطنين بالضوابط التي أقرها الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفايروس كورونا، وباعتقادي ونظرا لخطورة الوضع يجب أن يكون هناك إبلاغ عن أي مخالف لا يرتدي الكمامة سواء سيارة أو منشأة أو سوق أو محال…الخ .
موضة جميلة للبعض
بعض الطالبات الجامعيات أكدن أن ارتداء الكمامة أصبح موضة جديدة حيث يتفنن بألوان الكمامة وما تحمله من رسومات وزركشات .
من جانب آخر التقينا مع الدكتور الصيدلاني وليد خدام عضو الهيئة التدريسية في جامعة البعث ورئيس اللجنة العلمية في مجلس نقابة أطباء حمص الذي قال :
مرض كورونا “والأدق تسميته بمرض (كوفيد 19 )هو مرض إنتاني يسببه فيروس من عائلة فيروسات كورونا ،وهو فيروس جديد ظهر في نهاية عام 2019 يصيب بشكل رئيسي الجهاز التنفسي ويمكن أن يصيب أعضاء أخرى في الجسم كالجهاز الهضمي والبولي والعصبي والأعراض الناجمة عن الإصابة متنوعة وتشمل ارتفاع الحرارة وضيق التنفس والسعال والتعب ونقص أو فقدان حاسة الشم وحاسة التذوق وأعراض هضمية كالإسهال وأعراض أخرى مع الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة ظهور كل هذه الأعراض ويمكن حدوث بعضها فقط ،كما يمكن أن تحدث الإصابة دون أية أعراض لدى المصاب وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من المصابين
ومن المهم جداً التعرف على طرق العدوى بالمرض لأن ذلك يدلنا على طرق الوقاية منه, حيث تحدث العدوى عن طريق دخول الفيروس عبر الأنف أو الفم وأحياناً العين ،وذلك بطريقتين رئيسيتين … الأولى هي استنشاق الرذاذ الصادر من المصابين من هنا تأتي أهمية ارتداء الكمامة وترك مسافة بينك وبين الآخرين ،والطريقة الثانية هي لمس الوجه والفم والأنف بالأيدي بعد لمس أحد السطوح أو الأدوات الملوثة بالفيروس ،حيث أن الفيروسات تبقى على السطوح قابلة للعدوى قد تصل لعدة أيام(ومن هنا تأتي أهمية غسل اليدين المتكرر أو تعقيمها ).
وعن طرق الوقاية قال : بما أن طرق الوقاية أصبحت معروفة فيمكن تجنبها باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تمنع العدوى وتشمل هذه الإجراءات ارتداء غطاء الوجه (الكمامة )لتغطية المنافذ التي يمكن أن تدخل الفيروس منها وإبقاء اليدين نظيفتين بغسلهما باستمرار بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل أو باستخدام المعقمات (لمنع نقل الفيروس إلى الأنف أو الفم عن طريق اليدين والحفاظ على التباعد المكاني وترك مسافة مع الآخرين لا تقل عن متر لتجنب تلقي واستنشاق أي رذاذ قد يحوي الفيروسات وتعتبر إجراءات الوقائية هي الحل الأمثل وخاصة في ظل عدم توفر اللقاح الواقي لدينا حتى الآن ،علماً انه تم التوصل إلى بعض أنواع اللقاحات وبدأ تطبيقها في بعض الدول ،وإلى أن يتسنى لنا الحصول على اللقاح المناسب تبقى إجراءات الوقاية الفردية هي الأهم .
بقي أن نقول:
يجب أن يصبح ارتداء الكمامة عادة، وسلوكا مستمرا ، ومن المهم تذكير الأطفال بضرورة الجمع بين ارتداء الكمامة والاحتياطات الرئيسية الأخرى مثل التباعد المكاني وغسل اليدين المتكرر لحماية أنفسهم والآخرين.
شعبة التحقيقات