هذا هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً الذي جمعه وحققه وقدم له الشاعر محمد عدنان قيطاز , والعنوان يشي بالمتن فيتضمن كل القصائد التي لم ينشرها الشاعر الدكتور وجيه البارودي في حياته ولم يحفظها في أي مجموعة شعرية, قسمها المحقق قيطاز إلى ثلاثة أقسام بحسب تاريخ كتابتها مبتدئا بعام 1994ومثنيا بقصائد عام 1995ومنتهيا بقصائد عام 1996وهذه هي السنة التي انتهت فيها حياة الشاعر وجيه البارودي .
من الوفاء النادر هذه الأيام أن نرى شاعراً معاصراً يجمع ويحقق ما لم ينشر من نتاج شاعر عاصره لفترة زمنية محددة.
يبين الأديب قيطاز أن الهدف من هذا الجمع للفائت من قصائد البارودي بالقول ص28:”كلي أمل أن يجد أصحاب البحث والنقد في هذا الفائت ما يصبون إليه من معرفة جوانب في حياة الشاعر الوجيه وشعره ‘ليقول فيه النقد البصير كلمته الحقة إنصافا لهذه الشاعرية الفريدة في فضائنا الأدبي.”
تضمن الكتاب مقدمة وافية للمحقق عدنان قيطاز استشهد فيها بآراء نقدية لمعاصري الدكتور وجيه البارودي فكتب ص13 :”يقول شاعر العاصي بدر الدين الحامد :وجيه شاعر موهوب يتقد ذكاء وفطنة , وهو من الذين أوتوا النظر في الكلام وحسن الاختيار ,أسلوبه عربي ناصع بعيد عن الأساليب الملتوية المضطربة التي خلقها هذا الزمان ،وهو ليس ممن ينظمون الشعر للنظم ولا من أولئك الذين يتحينون المناسبات للقول ولا ممن يضعون الموضوع نصب أعينهم فلا يزالون يجهدون النفس حتى يستقيم لهم الشعر ..” لن أفسد عليكم متعة القراءة فالكتاب جميل وشائق تصدى لمهمة تحقيق وجمع القصائد شاعر فذ ,ليحفظ فيه شعر شاعر فريد هو الدكتور وجيه البارودي 1906-1996أخلص للشعر والطب وله مجموعات شعرية عدة منها :”بيني وبين الغواني”و”كذا أنا”و”سيد العشاق.
الجدير بالذكر أن محقق الكتاب الشاعر محمد عدنان قيطاز من مواليد حماة 1936 عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر تقاعد من مهنته التدريس بناء على طلبه وتفرغ لتجربته الشعرية والنقدية وله العديد من الإصدارات في هذا الشأن جهوده مشكورة على هذا العطاء وأمد في عمره فهذا الكتاب من إصدارات العام الحالي.
ميمونة العلي