مسيرة طويلة مع الفن التشكيلي بدأها الفنان إبراهيم سلامة منذ السبعينيات ، استطاع من خلالها أن يحلق في فضائه الواسع و يتخذ منه بعد تجربة فنية وخبرة زمنية طويلة أداة للتعبير عن هموم وأحزان الإنسان، وليتميز في أسلوبه برسم اللوحات باستخدام الطين ،فاللوحة بالنسبة له تحمل في طياتها الكثير من الدلالات فهي تعبر عن الفن والجمال وتساعد في خلق مساحات واسعة للخيال والأفكار في عالم الفن .
الخيال الواسع
عن تجربته مع الفن التشكيلي ومشاركاته الفنية قال :الموهبة وجدت معي منذ الطفولة وبدأت بصقلها في السبعينيات ففي عام 1970 انتسبت إلى مركز الفنون التشكيلية في “حمص “وتدربت على أيدي أساتذة كبار منهم “أحمد دراق السباعي” ومصطفى بستنجي ورشيد شما وكان لهم فضل كبير في تنمية موهبتي وصقلها وتشجيعي للاستمرار وتابعت بالدورات حتى عام 1974 وتابعت بالعمل الفني دون انقطاع ، والموهبة لدي ترافقت مع الخيال الواسع في رؤيتي للأشياء ولامست الواقع وأصبح الفن بالنسبة لي لخدمة الناس و التعبير عن همومهم وآلامهم وأحزانهم .
التجريدي التعبيري
أما عن أسلوبه في الرسم قال: أسلوبي في الرسم هو التجريدي الذي له علاقة بالتعبيري واللوحة بالنسبة لي بناء عقلاني وروحاني والحالة الروحانية تطغى على العقلانية وانطلقت من مبدأ أن الفن مسؤولية تجاه الناس والمجتمع، فركزت على الموضوعات التي تلامس هموم الناس وتصور حياتهم الاجتماعية، وركّزت على الإنسان بشكل خاص وهو أساسي عندي في معظم اللوحات لأن الحياة خلقت لأجله والفنان يستفيد ويتأثر بكل من سبقوه ولكن في النهاية يخط كل فنان أسلوب يمتاز به ويعبر عنه وكل فنان له تكنيك معين وأسلوب معين لولادة اللوحة عنده و أحاول بطريقة غير مباشرة من خلال لوحاتي تشجيع المتلقي على إعمال خياله والتفاعل مع اللوحة بإحساسه الخاص، وترك له مساحة للتفكير بمضمون اللوحة وتحليل هذا المضمون ويتلقى الفكرة حسب ثقافته ورؤيته .
تخدم الموضوع
وعن تجربته في الرسم بالطين قال: بدأت تجربتي مع الرسم بالطين في عام 2007 وتخصصت بالأعمال الأثرية كونها من نفس المادة وتخدم الموضوع بشكل واقعي ويجعل العمل الفني يحاكي بواقعيته، والألوان الطينية تستهويني بالإضافة إلى الألوان الباردة والزيتية .
وعن نشاطاته الفنية قال : لدي 13 معرضا فرديا منها ثلاثة معارض في جامعة البعث في كليات ” العمارة والمدني والآداب” وفي قصر الزهراوي وفي رابطة المحاربين القدماء وفي المركز الثقافي ومعرض في محافظة اللاذقية وفي الرقة بالإضافة إلى المعارض الجماعية .
يتفاعل مع داخله
وعن دور الفنان في مجتمعه قال : علاقتي وطيدة فنيا مع الإنسان الموجود في هذه الحياة حيث أضع كل مشاعري و أحاسيسي لخدمته بكافة القضايا التي تهمه واستوحي لوحاتي من الواقع الذي نعيشه وأحولها إلى خيال واللوحة فيها شيء من الإيحاء و هذا الإيحاء يعبر عن شيء معين والإنسان يتأثر بكل شيء من حوله من رؤية أي شيء ويتفاعل مع داخله ويتولد لديه أحاسيس وخيال ويصنع منه عمله الفني والفنان بعد الخبرة الطويلة بالفن يصبح اقرب إلى المشاعر والأحاسيس .
وعن أوقات الرسم قال : يصعب التحديد فالنهار أمامي كله مفتوح، وليس هناك لحظة معينة أو وقت معين للرسم ، وعندما اشعر بدافع أو رغبة في الرسم سواء في أوقات الليل أو النهار امسك ريشتي وأبدأ الرسم .
محور مهم
وعن دور المرأة في لوحاته قال : المرأة هي التي تعطي اللوحة لونها العاطفي والرقة والشفافية البعيدة وتعطينا الدافع الروحي.
وعن رأية بالنقد قال : حسب نوعه فالنقد السلبي اسمعه ولا اخذ به أما النقد الايجابي البناء فهو يعطيني حالة معنوية ودافع قوي.
وعن طموحاته المستقبلية قال : لم أصل لطموحاتي سأسعى إلى تحقيق رسالتي الفنية ومجال الفن لا يقتصر على مشاركات عديدة أو عدد معين من اللوحات, الفن ليس بالكم وإنما بالعطاء وطموحاتي مستمرة ليس لها نهاية .
المزيد...