صدر حديثاً رواية بعنوان:”لا شيء منك يموت “للأديبة الشابة لجين مصطفى الدعفيس وهي خريجة كلية الصيدلة من مواليد 1997تضم الرواية مئتي صفحة مقسمة إلى سبعين جزءا متبايناً في عدد الصفحات فقد يشغل الجزء عدة صفحات وقد يتكون من صفحة واحدة ,لا يوجد ما يحكم هذا سوى انتهاء الفكرة وتمامها لتنتقل الكاتبة إلى الحدث التالي فكل جزء يتحدث عن تفصيل يخص قصة حب قلقة بين طالبة جامعية تقطن المدينة الجامعية وبين زميلها في الجامعة وتتعرض هذه القصة لهزات كثيرة لكنها تصمد حتى تنتهي بموت بطلة الرواية متأثرة بمرضها ويتخلل قصة الحب هذه أحداثاً أخرى ثانوية لعل أبرزها الحديث عن سيطرة المسلحين على إحدى البلدات السورية وهي بلدة بطلة الرواية الطالبة الجامعية لين , وما وقع من أعمال قتل وإجرام فتقول في الصفحة 133:”علا صوتهم للمرة الثانية ,واختلط بأصوات نشيج النساء,كان الأمر ينذر بفاجعة قد حلت …
شخصيات الرواية محدودة والبطلة هي صوت الراوي الوحيد ,هناك عدد قليل من الأحداث والشخصيات ولكن الكاتبة تتصدى لموضوع راهن تعري فيه ممارسات وجرائم المسلحين في تلك البلدة التي سيطروا عليها فترة من الزمن وتتحدث عن تفاصيل وحشية قام بها المسلحون خلال 22 يوما من حصار تلك البلدة وتواجدهم فيها …
نعم تشكل الحروب بيئة خصبة للرواية وهذه هي الرواية الخامسة التي أقرأها لكاتبة حمصية عاشت فترة الحرب في سورية وتقول رأيها فيما تعرضت له من أحداث… شكرا لتلك الأقلام التي تتكلم بصدق وتتألم بصمت مدو في رواية ,رغم حجم المال الذي يتغذى على دماء أبنائنا و الذي ضُخ ليقلب الحق باطلاً وما استطاع ولن يستطيع طالما أن حفيدات جوليا دومنا وزنوبيا يكتبن بشفافية عن تلك المرحلة السوداء من عمر السوريين .
ميمونة العلي