موريس قبق شاعر حمصي (1933-1996) ترك لنا مجموعتين شعريتين هما (الحب واللاهوت)1962 و (شهيد النهر الأسود) وبعدهما ترك مخطوطاً بعنوان ( أوراق متناثرة ) فيه آخر ما كتب من قصائد . وقد قامت زوجته بجمع أشعاره كلها تحت عنوان ” ديوان موريس قبق “
ونقرأ مقدمة الدكتور كمال أبو ديب ، الناقد الشهير ، لمجموعة ” الحب واللاهوت ” وفيها ( إن الشاعر قبق يندفع إلى الحياة بطيبة ومحبة .. وهو شاعر المرأة بامتياز .. يندفع نحوها ويحكي عن كنوزها …
ثمة شغف عفوي بالمرأة ، أية امرأة ، في شعر موريس قبق فالمرأة عنيدة ، وهو أكثر عناداً منها .ومثل هذه اللقطات التي يصورها ، لم نعهدها عند شعرائنا . فالمرأة ترفض أن تتصرف ببراءة وعفوية ، وهكذا يسحب ورقة وقلماً ويكتب قصيدة تعبر عن سخطه عليها ..!! يخاطب إحداهن :
أبحري ..
ما يسوط تيارك العاتي
بغاء ، وجد في عن رصيفي
زبد حبك المريب
ستدوخين في الموانىْ يوماً
وتعودين طوع أمري
فطوفي
وفي قصيدة له بعنوان / تبرج / يرصد حركات المرأة ، التي ينتظرها لتكمل زينتها
وثمة قصائد تبدو عفوية ، وأقرب إلى الأناشيد ، في ” أوراق متناثرة ” وهي قصائده الأخيرة التي كتبها ما بين /1970-1996/ .. نقرأ من قصيدة له بعنوان ” البيت القرميدي “:
يا بيت الحب القرميدي
لملم حبات عناقيدي
و استقبل محبوباً غنجاً
قبل الميعاد المرصود
يا مأوى لسنا ننساه
من عاج الشوق بنيناه
يا بيت الحب القرميدي
إن أنت العيد فكن عيدي
و نذكر أن موريس قبق كان صديقاً للشاعر الحمصي عبد الباسط الصوفي الذي مات في “كونا كري ” عندما كان يدرس اللغة العربية هناك وقد رثاه قبق بقصيدة قال فيها :
رباه مات البلبل
و غاب وجه أجمل
مقالع المرمر تبكي
و الصخور تذهل
ملون الحروف أنت
في الخلود ترفل
شهيد شعر لم تزل
أبياته ترتل
و لعلي أذكر أنني تعرفت على الشاعر موريس قبق في أوائل تسعينيات القرن الماضي و التقيته مرات عديدة في نادي ضباط حمص عند صديقه الشاعر الدكتور أحمد أسعد الحارة الذي كان مديرا للنادي و كان مكتبه أشبه بصالون أدبي يجتمع فيه الشعراء و النقاد وأمثال احمد المعلم و مصطفى خضر و موريس قبق و عبد الرحيم الحصني و فاطمة بديوي و محمد ديب الزهر رحمهم الله جميعا, و د. وليد العرفي و رواد عودة و نزار بدور و منذر الحايك و غيرهم و لا بد لي من أن اشكر زوجة الشاعر التي أهدتني هذا الديوان الذي أصدرته إكراما لذكرى زوجها الراحل الشاعر موريس قبق .
عيسى إسماعيل