صدر حديثا الديوان الشعري (علياء الشروق) المؤلف من 159 صفحة من القطع المتوسط للشاعر وائل غازي شعبان ليغني مكتبتنا العربية بهذا المنتوج الأدبي المميز.
كتب الشاعر شعبان قصائده، بفن واتقان استخدم فيها صورا ومعان في غاية القوة عملت على جذب القارئ وعدم إبعاده عن المعنى الحقيقي للقصيدة ، لتبني مشهدا دراميا تصارع فيه كلماتها القوية الرصينة ذائقة القارىء وتستشف حساسية الشاعر المرهفة ، كما هو الحال في قصيدته (حلم وحنين ) التي نظمها على البحر الكامل يوضح فيها حنينه للأحباء.
أما قصيدة (ياناي ) التي كتبت على البحر الوافر فقد كانت أقل حدة في طرح الفكرة واستخدام المفردات اللطيفة تصف فيها تأثير آلة الناي في النفس وهو يطلب منها أن تصدح بموسيقاها علها تكون دواء لما يشعر به من حنين واشتياق وعلها تكون وسيلة سلام مع الحبيبة التي آثرت الهجر والرحيل.
واذا استقرأنا عناصر البناء الفني للقصائد تجد أنها قصائد تفعيلة للوهلة الأولى تحاكي قصائد الأدب الجاهلي في جمالها وقوتها ومعانيها وصياغة الصورة وتنتقل بك إلى عالم شفيف اختزلت فيها المفردات القطب الفنية بعيدا عن الصخب كقصيدة (في حضرة البدر) الذي يصف بها جمال المحبوبة .
اكتنز الديوان بقصائد الغزل والعتب والحنين وكان للشعر الوطني نصيب واضح التي أسرجت الكلمات بنور حرفها اللطيف عناوين القصائد ببساطة .
وللقصائد الصوفية الحصة الأكبر في الديوان الشعري ,قصائد روحية وجدانية تجلت فيها طهر النفس والروح والعشق الإلهي في طيات سطور شعره الإلهام القلبي وقد تجلى واضحا حبه وتأثره الشديد بشعر العصر العباسي كما في قصيدته (نهر وبحر ) :
وفي أماكن أخرى يصطحبك الشاعر في رحلته ليتقمص شخصية العاشق الولهان الذي ينتظر كي نار الهوى له , ولكن ! لا يعرف ما الذي ينتظره .
شعر الشاعر شعبان تميز بالصبغة الفلسفية والنهايات المفتوحة .وأطياف مختلفة من الوجدانيات فكان الشاعر الصامت بجمال العفوية والبساطة وهو يصف بعض التفاصيل الصغيرة في حياته التي لم يبح بها إلا شعرا فرأيته الشاعر القارئ للحدث بنظرة مفعمة بالأمل ,مع تماوج مشاعر الحنين والذكرى لدمشق في مواضع كثيرة .
قصائده اختصرت واختزلت مقومات الحياة بكلمات قليلة دالة عبرت عن الحياة بواقعيتها في كل المواقف بدون مواربة
مبارك للشاعر وائل شعبان ديوانه الشعري المقفى الذي غزلت فيه كلمات من ياسمين دمشقي وعطر سوري لتكون قصائده أبجديات العبور إلى القلوب.
عبير منون