متحف حمص ذاكرة المدينة ..

ضمن مبنى تاريخي يوجد متحف حمص الذي تأسس عام١٩٧٤, ويعرض فيه العديد من القطع الأثرية التي تؤرخ  لتاريخ وعراقة المدينة وريفها.

 للاطلاع أكثر على طبيعة المتحف وآلية العرض والمحتويات تحدثت لبانة العلي أمين متحف حمص “للعروبة” عن عراقة المتحف من حيث البناء واللقى الأثرية حيث قالت : خصص الطابق الأرضي للقطع كبيرة الحجم من منحوتات حجرية و لوحات فسيفساء تعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية ، يوّزع العرض في قاعتين و بهو و أهم تلك القطع تمثال لقائد روماني صنع من الرخام الأبيض  و مجموعة من لوحات الفسيفساء تزينها لوحة تمثل مدينة الرستن و نهر العاصي بالإضافة إلى نواويس من الحجر الكلسي الطري تعود للفترة الرومانية و خصصت في الطابق الأرضي قاعة للمنحوتات التدمرية لتعطينا فكرة عن آثار تلك المدينة العريقة .

في حين شغل الطابق الثاني مجموعة كبيرة من خزائن العرض تنوعت في محتوياتها  و تمّ مراعاة التسلسل الزمني في العرض ابتداء من عصور ما قبل التاريخ, كما تمّ تخصيص قاعة للفن الحديث .

تنوعت القطع المعروضة في الخزائن من أواني فخارية و أسلحة و تماثيل و حلي و نقود و دمى و غيرها لتعطينا فكرة شاملة و موسعة عن تاريخ المدينة و ريفها, فأثناء مشاهدة العرض نبدأ بعصور ماقبل التاريخ لنشاهد أقدم دمية مكتشفة تعود إلى موقع تل عرجون ,بالإضافة إلى أسلحة و أدوات تخبرنا عن تلك المرحلة الزمنية , لننتقل إلى قدر جنائزي عليه رسومات رائعة و يعود للألف الخامس قبل الميلاد , بالانتقال إلى العصر البرونزي نشاهد مجموعة كبيرة و متنوعة من الأواني الفخارية و الأسلحة و الحلي و الدمى و غيرها من القطع العائدة لمواقع مختلفة أشهرها تل الشعيرات و قطينة التي تعود بتاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد و التي أعطت فكرة غنية عن تاريخ هذه المرحلة و الأدوات المستخدمة , بالإضافة إلى مجموعة من القطع من مدينة قادش (تل النبي مند) التي تعتبر من أشهر الممالك في الألف الثاني قبل الميلاد و التي اشتهرت من خلال معركة قادش الشهيرة و كانت على صلات وثيقة مع المصريين , تبقى أهم المعروضات و التي زادت من غنى المتحف هي المجموعة الرائعة و المهمة التي قدمتها مملكة قطنا (تل المشرفة) و التي تعود إلى العصر البرونزي , حيث تمّ اكتشاف مدفن ملكي بكامل محتوياته في عام 2002 و التي أغنت العرض بمجموعة نادرة من الأواني من حجر الغرانيت و الألباستر بالإضافة إلى الحلي و الدمى و الأواني الفخارية الرائعة و الأدوات البرونزية و المنحوتات العاجية أعطتنا فكرة عن عراقة تلك المملكة و تاريخها و علاقاتها بالممالك الأخرى ،  حيث تمّ اكتشاف مجموعة من القطع المصرية التي كانت مقدمة من فرعون مصر إلى ملك قطنا كهدية .

و في المتحف مجموعة غنية من القطع التي تعود إلى حفريات و تنقيبات داخل مدينة حمص  تنوعت مابين أسرجة و أواني زجاجية و فخارية و حلي ذهبية و نقود , و من أهم تلك التنقيبات حفرية نادي الضباط وسط المدينة و التي تمّ التنقيب فيها عام 2005 و من خلالها تمّ العثور على مجموعة من القطع العائدة للفترة الرومانية و أهمها تمثال للربة فينوس من المرمر و مجموعة من الحلي التي تزينها الأحجار الكريمة بالإضافة إلى أواني زجاجية رائعة تخبرنا عن أهمية طقوس الدفن في تلك الفترة  ، و يعتبر المتحف غنيا بالقطع المتنوعة العائدة للفترة البيزنطية من أواني زجاجية و برونزية و أسرجة و التي تعود لحفريات ضمن مدينة حمص .

و بالحديث عن الفترة الإسلامية فقدمت لنا الاكتشافات الأثرية في المدينة مجموعة من الأواني الفخارية و الزجاجية و غيرها و التي تجسد جمال الصناعة ، و أهم المعروضات مطرة فخار عليها تزيينات رائعة من الضفائر , و في الوسط سيف اكتشف في حي الأربعين و تعود للعصر المملوكي , لينتهي العرض بالفترة العثمانية التي شملت مجموعة من الأواني النحاسية المنقوشة بحرفية عالية و دقة ، و في قاعة الفن الحديث تمّ عرض صور ضوئية لمكتشفات مملكة قطنا لتعطينا رؤية واضحة عن أهمية تلك المملكة.

تجدر الإشارة إلى أن العرض متوقف حالياً منذ عدة سنوات نتيجة الأحداث التي شهدتها المدينة و التي اقتضت ذلك .

العروبة -عصام فارس

33.jpg

333.jpg

المزيد...
آخر الأخبار