تميزت قصائد اليوم الأول في مهرجان عبد الباسط الصوفي في المركز الثقافي في حمص بالشعرية العالية حيث الرمز والمشهدية وتنوع الأشكال الشعرية والموضوعات والحزن الذي يشف عما يعتمل في الروح .
البداية كانت مع الشاعر إبراهيم الهاشم الذي استحضر روح عبد الباسط الصوفي خلال قصيدة حوارية فيقول له : بالحرف ترسم عند الشط أمسية /فيها القصائد عبر الموج تنقلنا/سللت سيفك من غمد بمحبرة/حتى تحارب في مأساتنا المحن/أمطرت حبك في الأرض التي انتظرت/منك الهطول وأبدت شوقها حسنا/ تمد دمعك للحبات تحضنها / حتى بدوت مع الحبات منعجنا.
ثم غاص الشاعر الجميل أحمد الحمد في براري المعاني التي لم تطأها مخيلة شاعر قبله ،معبرا عن الاغتراب القسري الذي يعيشه الشاعر في هذه الظروف القاسية فقال: تأخر الحلم حتى روحي انقسمت/ شطرا يريه وشطرا زاهدا فيه /كأن في داخلي وعلين من جدل /هذا الصراع بقلبي كيف أنهيه.
الأديبة المتعددة النتاجات من القصة إلى النقد والشعرغادة اليوسف حاولت مقاومة القبح بإشاعة الجمال فألقت قصيدة واحدة من البحر البسيط ذات قافيتين مختلفتين تحدثت فيها عن أقمار غابت عن سماء الحمامصة الذين غادرونا إلى حيوات أخرى ومنهم مصطفى خضر ومحمد بري العواني ومعتصم دالاتي فقالت:برية الله لا برية العدم/ لنا الملائك خير الصحب والرحم /فالبيت منهدم والقلب منكلم/ والحزن محتجب في البرق والظلم/ إن هاجنا الدمع نخفيه ببسمتنا /ما أنبل الدمع في أحداق مبتسم.
ثم كان المنبر على موعد مع الشاعر فرحان الخطيب قادما من محافظة السويداء توجه في قصيدة من البحر البسيط إلى روح عبد الباسط الصوفي التي جمعت الشعراء في هذا المهرجان فقال:حمص العدية والصوفي جمعنا /في دوحة الشعر نستوحي سجاياه/ قد ورث الحزن فاشتقناه في لهف/ تحدو بمركبه الأحزان والآه /ما كان غادرنا روحا مبعثرة/ نلمها مزقا نحن وإياه . الشاعرة سعاد محمد ألقت نصوصا نثرية وهي الوحيدة التي ألقت قصائد نثر فقالت: ثمة من يقولك أكثر مما تحتمل /يوعز لخيالك يؤججك فوق ما يحبذ النبيذ /فتسقي ظنونه الطريق تتنفس على مهل النسيم حتى لا تشتت انتباه الهواء/بينما تعبرك اللقالق يخامرك مطر وحشي من الانفعالات .
ختامها مسك مع الشاعر الذي يشعل المصابيح في كل قافية فتنبثق الرؤيا من مصياف الجميلة الشاعر عباس حيروقة فقال: آت على سرب من الغيمات/ فالشوق يحملني لغير حياتي /آت ومن مصياف أحمل غيمة /فوجدت أظمأكم كنهر فرات/ آت إليكم والمروج تردني/ طفلا وتشرع لوزها للآتي.
متابعة : ميمونة العلي