حلقة البحث هي صلة الوصل بين الطالب وأستاذ المقرر ليبرهن من خلالها ،ما اكتسبه من علوم ومعارف ومعلومات تفيده في دعم حلقة البحث التي سيناقشها ،بالإضافة إلى ذلك تكسب الطالب الكثير من الثقافة ،وخصوصاً فيما يتعلق بمجال اختصاصه ،ولكن مع ذلك هنالك بعض المعوقات التي تحول دون القيام بحلقات بحث بالشكل الأمثل ولنعرف أكثر حول هذا الموضوع التقينا الدكتورة روعة الفقس وهي نائب عميد كلية الآداب للشؤون العلمية قسم اللغة العربية .
أهمية حلقات البحث
وتقول الدكتورة الفقس :حلقة البحث هي أهم من المحاضرة ،لأن المحاضرة محددة الأفكار مسبقاً ،أما حلقة البحث على العكس تماماً (المجال مفتوح )وهي وسيلة لتنمية ثقافة الطالب في أي محور يختاره ،لأن الجامعة لا تعطي أو تعلم كل شيء ،فالأستاذ يثير نقطة ما وبناء عليه وحسب اهتمامات الطالب ،حيث يعمل على هذه النقاط من أجل تنمية ثقافته أكثر فأكثر ،لأنها رديفة للمحاضرة ، ففي المحاضرة تعطى الأمور النظرية وفي حلقة البحث تطبق عمليا.
المعوقات
وعن المعوقات تضيف :يمكن أن نصنف المعوقات نوعين ،الأول تتعلق بطبيعة الموضوعات التي يختارها الأستاذ ،فأحياناً بعض الأستاذة يجبرون الطلبة على إعداد حلقات بحث لا تتناسب مع ميولهم ،فمن المفترض أن يختار الطالب حلقة بحثه بما يتناسب مع ميوله الشخصية ومستواه العلمي ،والنوع الثاني يتعلق باستهتار بعض الطلبة لأهمية حلقة البحث ،فعندما يحين موعد المناقشات يلجأ الطلبة إلى أقصر الطرق في إعداد حلقة البحث وهي شراؤها من المكتبات الخاصة مهما كان ثمنها ،والتي قد تصل سعر الواحدة منها ما يقارب الـ(2000)ل.س ،فهي ثقافة عامة الطالب قبل أن تكون مادة أساسية أو الاعتماد على طالب يسبقه بسنوات ،لينوب عنه في كتابة حلقة البحث .
وفرة المصادر والمراجع
وتتابع نائب عميد كلية الآداب عن مقاييس حلقات البحث الناجحة ،وتعتبر الالتزام التام بحضور مادة حلقة البحث من أهم المقاييس الناجحة ،للاستفادة من تعليمات أستاذ المقرر حول المناهج التي ستكتب من خلالها حلقة البحث ومنهجيتها، كذلك وفرة المصادر والمراجع عامل هام لاغناء حلقة البحث من جهة ،وتطوير ثقافة الطالب من جهة أخرى والكتابة بلغة سليمة خالية من الأخطاء النحوية والإملائية وإتباع منهجية كتابة حلقة البحث من (توثيق –الأمانة العلمية –الترتيب الصحيح لقائمة المصادر والمراجع ).
جدية الآداء
وفيما يتعلق في جدية أداء حلقات البحث سواء بالجهد أو التعب من قبل الطلاب ،تعقب بالقول بعض الطلبة جرد حلقة البحث من أهميتها ،من خلال الاتكال على الآخرين سواء الطلاب في سنوات سابقة ،أو شراء حلقة البحث من المكتبات الخاصة ،على الرغم من أنها جهد شخصي للطالب يبحث في المصادر والمراجع عن موضوع معين ،ومن خلال ذلك تبنى شخصية الطالب البحثية تمهيداً للمرحلة اللاحقة (مرحلة الدراسات العليا )
الافتقار للمراجع الحديثة
وعن المراجع العلمية والأبحاث المتوفرة في مكتبة الكلية ،ومدى استفادة الطالب منها.
تعقب النائب العلمي :إن مكتبة كلية الآداب غنية بالمصادر والمراجع القديمة لكنها تفتقر للحداثة ،والدوريات (صحف –مجلات –جرائد)لذلك نحن أحدثنا على صفحة الكلية ما يسمى (المكتبة الالكترونية )التي تتواجد فيها مئات الكتب على صنيعة (pDf) تمكن الطالب من أن يسد النقص في حصوله على المراجع غير المتوفرة ، كما أن حلقات البحث تباع في المكتبات الخاصة ويستطيع أي أستاذ اكتشاف ذلك من خلال الحوار مع الطالب أثناء مناقشة حلقة البحث عوضاً عن ذلك ،بإمكان الطالب أن يأخذ حلقة البحث جاهزة من (الشابكة )وبدون الإشارة إلى ذلك من قبل الطالب ،وهذا مناف لقواعد البحث العلمي ويعتبر غير مقبول (سرقة أدبية )، كما أن الاستهتار بحلقة البحث تبدأ مع طالب الجامعة منذ السنة الأولى ،ويستمر معه إلى مرحلة الدراسات العليا ،ويعزى السبب (لا يعدّ الطالب حلقة البحث بنفسه ،بل يلجأ للاتكال على غيره ،أو من خلال المكتبات الخاصة أو الشابكة )وهنا يشعر طالب الدراسات بالعجز وبالتالي يكون غير قادر على اختيار موضوعات أبحاثه المقرر انجازها لعدم وجود مرجعية لحلقة بحثه )بالإضافة لعدم قدرته الفصل بين المصادر والمراجع ،والتي تعتبر من أبسط الأمور في إعداد حلقات البحث والتي من المفترض أن يكون على دراية بها منذ السنة الأولى ، فبعض طلاب الدراسات العليا غير قادرين أحياناً على الاستفادة الحقيقية من تلك المصادر والمراجع ،لعدم وجود المعرفة والخلفية المسبقة في كيفية العودة للمصادر والمراجع والاستفادة منها .
مستودع الامتحانات
وتختم الدكتورة روعة عن مصير حلقات البحث بأن أغلبها وبعد أن يضع أستاذ المقرر العلامة عليها تذهب إلى مستودع الامتحانات في الجامعة (للحفظ)والسبب يعود للأعداد الكبيرة والهائلة من الطلاب ولكن حلقات البحث المميزة ترى النور من خلال نشرها في المجلات العلمية والمختصة وهذا تابع لجهد الطالب أو الأستاذ المشرف وحالياً نشجع طلبة الدراسات العليا على المشاركات في المؤتمر القادم لكلية الآداب بعنوان : ( الشعر وآفاق التجريب ) والهدف منه تحكيم أبحاث الطلاب من قبل أساتذة مختصين من سورية وخارجها من خلال الحوار البناء معهم .
علامة مساعدة للطالب
كما استوضحنا آراء طلبة كلية الآداب حول حلقات البحث فقالوا : فائدة حلقات البحث بأنها علامة مساعدة للطالب فنحن طلاب كلية الآداب لايوجد عندنا ما يسمى ( بمشروع التخرج ) وهنا تأتي أهميتها بالإضافة الى بعض المواد في قسم اللغة العربية التي هي بحاجة لحلقات البحث أما في قسم التاريخ يتم الاستفادة من اللوحات ( لوحات لعصور محددة أو خرائط ) تقدم بدلاً عن حلقة البحث حيث بعض الطلاب قدموا ( شكل المنجنيق) بدل حلقة البحث .
أما عن المعوقات , فيتابعون بقولهم : بعض الطلاب لا يستطيعون تقديم حلقات بحثهم يسبب إقامتهم في الريف وصعوبة المواصلات وهنا ترفض حلقة البحث بسبب عدم وجود درجة حضور كما أن استغلال بعض المكتبات الخاصة للطلاب وبيعهم لحلقات البحث الجاهزة بأسعار ممكن أن تصل ما بين ( 4000- 5000) ل .س وغياب الحرية المطلقة للطالب في اختيار حلقة بحثه من قبل أستاذ المقرر والسبب شراء بعض الطلاب لحلقات البحث جاهزة في المكتبات وفي الحالتين يلجأ الطلاب لشرائها من المكتبات باستثناء بعضهم وبالنهاية لا نلقى الاستفادة من حلقات البحث التي نقدمها سوى في العلامات لضمان النجاح الأمر الذي يؤدي الى ضعف حلقة البحث وأن لا تؤخذ كرسالة ماجستير أو دكتوراه وهناك نقطة هامة هي إن دكتور الجامعة لايرشد الطالب حول كيفية كتابة حلقة البحث وهذا يؤدي الى ضعف أداء الطالب بالإضافة الى عدم إعطاء الدكاترة العلامات الجيدة وحتى وإن كانت حلقة البحث بالمستوى الجيد .
حلقة البحث بوصلة الطالب
ويؤكد قينان أحمد خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية بأن حلقة البحث هي بوصلة الطالب الوحيدة التي تمكنه من التعرف الى شريحة من المفاهيم المهمة في ميدانه العلمي والتي تلزمه في سوق العمل خارج الجامعة وتنصب الغاية الأهم من كثرة حلقات البحث في التعليم الأكاديمي للمرحلة الجامعية الأولى للطالب في صقله بمهارات تترسخ في ذهنه مدة طويلة ولكن ما نواجهه اليوم هو التهميش الجذري للأمور الآنفة الذكر فنلاحظ الطالب بعد أن يكلف بعنوان بحثه يخرج لشراء حلقة البحث جاهزة من المكتبات سواء داخل الكلية أو خارجها ثم يقوم بحفظها وتسميعها للأستاذ المكلف وهنا تتحول حلقة البحث الى سلعة جامدة تتراوح قيمتها بين ( 2000 -2500 ) ل .س وبهذه الحالة يتساوى الطالب المجتهد مع المقصر وضمن إطار الخطط والحلول اللازمة اقترح إلغاء القسم العملي الجامد في بعض الأقسام النظرية وأخص قسم اللغة العربية ووضع مشروع بحث كامل على ألا يتخرج الطالب من الجامعة إلا من خلال إعداده وفق الخطط والشروط اللازمة , بالإضافة الى وضع أفكار جديدة بديلة عن حلقة البحث وأخيراً أرى من المفترض إعادة النظر بموضوع حلقات البحث وفق منظور إصلاحي لننقذ أجيالاً كادت أن تتهاوى وتتزلزل وأن نغرس في أذهانهم حب الاستكشاف والبحث الدائم بالطريقة الصحيحة .
إعادة النظر
لابد من إعادة النظر في كيفية استثمار حلقات البحث بما يخدم العملية التعليمية وتطويرها والتعلم من الأخطاء والعثرات التي قد يقع فيها الطالب والتركيز على خلق طاقات للإبداع والابتكار للطلاب المميزين والاهتمام الأكثر لحلقات البحث من كافة جوانبها لما قد تحمله من رؤى مستقبلية وربط الجانب النظري بالجانب العملي وتجسيده على أرض الواقع في سبيل تطوير العملية التعليمية وخدمة المجتمع من خلال تخريج طلبة جامعة يعون متطلبات مجتمعهم واحتياجاته الأساسية .