استثمار حديقة حي الأرمن يحرم الأهالي من المتنفس الطبيعي الوحيد

الشارع الرئيسي لحي الأرمن يعتبر واحدا ً من أهم شوارع الأحياء الشرقية لمدينة حمص نظرا ً لكثرة المحال المتواجدة فيه الغنية بتنوعها من حيث الأصناف التي من الممكن أن تتسوقها بمجرد المرور فيه حيث يوجد محال للألبسة وللمعجنات ومثلها للحلويات إضافة لمحال الخضار والفواكه وهو ما يجعل منه ذو قيمة تجارية عالية ,إلا أن بعض المشاكل بدأت بالظهور حيث باتت معاناة أهالي الشارع المذكور شبه يومية دون وجود حلول لها ,ومن هذه المشاكل انتشار البسطات العشوائية على أرصفته ووجود بعض الأكشاك التي لا يعلم الأهالي إن كان أصحابها قد حصلوا على التراخيص التي تخولهم إنشاءها والعمل بها أم لا ,وهو ما يعيق حركة المرور في الشارع وعلى أرصفته ويعرض المارة للخطر بسبب الازدحام الكبير خلال أوقات الذروة بالسيارات والمشاة ..
إلا أن المشكلة الأكبر بنظر أهالي الحي تكمن في الحديقة الموجودة في منتصف شارع الأرمن الرئيسي والتي تعتبر المتنفس الوحيد لهم حيث أنهم حرموا منها بسبب قيام مجلس المدينة بطرح هذه الحديقة للاستثمار بجزأيها الواقعان على يمين ويسار الطريق وبالفعل تم استثمارها بجزئها اليميني كمقهى أما الجزء اليساري فتم استثماره على شكل محال وجبات سريعة ومعجنات وحلويات…
وقال الأهالي في شكواهم إن المستثمر وضع يده على كامل الحديقتين ومنع الدخول إليهما إلا لرواد المقهى الذي تحول إلى مطعم بدوره حيث تقدم فيه كافة أنواع الأطعمة إضافة إلى المشروبات, وتقام فيه حفلات لكافة المناسبات وباتت روائح الطبخ والشواء تشكل إزعاجا ً إضافيا ً للأهالي حسب قولهم ,وطالبوا بإلغاء الاستثمار وتأهيل الحديقة من جديد ليتمكن أطفالهم من دخولها واللعب على مرجها الأخضر وليتمكنوا من ارتيادها والتفيؤ بظلال أشجارها ولاسيما في فصل الصيف الحار, وبالتالي التخلص من إشغالات الأرصفة العشوائية والروائح المزعجة
الإدارة جديدة والدخول مسموح
ولمعرفة الواقع تماما زارت جريدة العروبة شارع الأرمن الرئيسي ودخلت إلى الحديقة والمقهى الموجود فيها حيث التقت بالمدير الجديد للمقهى واستفسرت منه عن معاناة المواطنين فأجاب : نقوم حاليا ً بإعادة تأهيل للمقهى بالكامل ولا نقدم فيه سوى المشروبات الباردة والساخنة منذ عدة أشهر بعد أن تم تجديد العقد حيث نقوم ببناء مطبخ ملاصق للمقهى الذي سيتحول لمطعم من تصنيف نجمتين بعد موافقة مديرية السياحة ومجلس المدينة كما سيتم في القسم الثاني من الحديقة افتتاح محال وجبات سريعة وتأهيل الحديقة بشقيها من حيث الكراسي والطاولات والإنارة ,إضافة لعدد من الألعاب الخاصة بالأطفال..
وعن إمكانية دخول أبناء الحي للعب ضمن الحديقتين أشار المستثمر إلى أنه بإمكان أطفال الحي الدخول وبالمجان واللعب متى يشاؤون شرط أن يحافظوا على نظافة وسلامة الألعاب أما عن الروائح التي ستنتج من افتتاح مطعم في الحديقة فقال : خلال عملية إعادة التأهيل سنقوم بتركيب أجهزة حديثة مهمتها منع تشكل الروائح وأي إزعاج للجوار سنقوم بمعالجته فورا ً ونحن على استعداد لتقبل أي شكوى أو ملاحظة والعمل على تلافي أي أخطاء قد تقع ..
قيمة العقد / 3 / ملايين ليرة سنويا ً
وأجرت العروبة اتصالا ً هاتفيا ً مع مديرة شؤون الأملاك في مجلس مدينة حمص الهام شبيب لمعرفة كيفية ومدة وقيمة استثمار الحديقة حيث قالت : تم استثمار الحديقة في شارع الأرمن الرئيسي بقرار من المكتب التنفيذي لمجلس مدينة حمص في العام 2013 بعقد يمتد لخمس سنوات وينتهي في العام 2018 وذلك بعد ورود قرار من وزارة الإدارة المحلية بضرورة استثمار أملاك البلديات بما يحقق دخولاً إضافية لصناديق مجالس المدن والبلديات ,وبعد نهاية العقد تم التجديد للمستثمر لمدة / 3 / سنوات إضافية قابلة للتجديد وبقيمة / 3 / ملايين ليرة سورية سنويا ً .وهنا نقول والكلام للمحرر أن هذه القيمة متواضعة جدأ وبحسبة بسيطة يتبين لنا أن المستثمر يدفع شهريا أجار 250 ألف ليرة بينما أجار أي محل صغير شهريا في نفس الشارع أكثر من 100 ألف ليرة ومطعم بهذه المساحة في مكان آخر يدفع شهريا 750 ألف ليرة .
وبينت أن صيغة العقد تنص على أن تستثمر الحديقة كمقهى فقط ..
لا شكاوى مسجلة
أما عن شكاوى أهالي الحي من الأكشاك وإشغالات الأرصفة والروائح الناتجة عن عمل المطعم فبينت شبيب أنه لا يوجد لدى مجلس المدينة أي شكوى بهذا الخصوص وفي حال ورود أي شكوى سيتم معالجة الأمر أصولا ً وإنذار المستثمر وفي حال تكرار المخالفة من الممكن إلغاء الترخيص بشكل نهائي أما عن الأكشاك فبينت أن مجلس المدينة لم يمنح سوى موافقة لإقامة كشك لأحد ذوي الشهداء بعد أن حصل على موافقة من إحدى الجهات المعنية وأي كشك أو إشغالات للأرصفة في الشارع المذكور ستتم معالجتها وإزالتها فورا ً

العروبة – يوسف بدور

المزيد...
آخر الأخبار