سجال دائر بين الأدباء حول تصدر الرواية للمشهد الأدبي وإزاحة الشعر من مكانته المعروفة عبر التاريخ والتي تلخصت بعبارة الشعر ديوان العرب ,أما الذين ينتصرون للرواية في هذا الجانب يرون أن وسائل الإعلام هي من عززت هذه الفكرة لدى الوعي الجمعي العربي, عندما نقلت الرواية من الكتب إلى الشاشات دون أن تكون هناك حاجة لتعليق نعوة الشعر ,إنما تأكيد على تراجع دور الشعرفي الحياة العامة , ولعل الكم الكبير الذي يصدر من الروايات عن المطابع له دور في تعزيز هذا الكلام بالإضافة لقدرة الرواية على التأثير في المجتمع فلم يعد الشاعر هو الناطق الرسمي باسم القبيلة وصارت الرواية أكثر قدرة على تصوير الواقع والإيغال في التفاصيل وفضح الممارسات السلبية وتعرية الفاسدين، كما يؤكد النقاد أن التجريب في الشعر قد أفقده متابعيه لصالح الرواية والبعض يذهب إلى أن التلقي السريع الذي كرسته وسائل التواصل الحديثة ساهم في خلق متابع كسول يفضل الحصول على الجمال والفن من خلال الشاشات دون أي تعب في القراءة والتذوق وهذه مشكلة الفنون الكتابية بعامة فالصورة هي المسيطرة على قلب وعقل المتلقي ولعل منطق التطور يفرض ذلك ،وما على الشعراء إلا مواكبة هذا التطور والإفادة من تقنيات التواصل في خلق نتاج شعري جديد يصل للملايين ,من خلال مواقع التواصل فالكتب والمجاميع الشعرية لم تعد هي الشكل الكثر تداولا وحضورا في المشهد الشعري وما يبث وينشر على مواقع التواصل من شعر مسموع ومحبوك مع الصورة والمشهد إلا شاهد على أن الشعر سيبقى هو المعبر عن القيم والاخلاق و الجمال .
ميمونة العلي
المزيد...