أقامت مديرية الثقافة لقاء ثقافيا كرمت خلاله عددا من الشخصيات الثقافية السورية التي تركت بصمة واضحة خلال الحرب بحضور جماهيري واسع من مثقفي حمص وتم خلال الحفل الذي أقيم بالتعاون مع إحدى المؤسسات المهتمة بالثقافة والإعلام تكريم الفنانين التشكيليين: علي عطية فخور وأحمد رمضان العلي وعلي حمود بالإضافة للدراج العالمي علاء حامد الراعي والأديبة خديجة بدور مديرة المركز الثقافي في حمص .
بدأ اللقاء الشاعر نزار علي أحمد وأنشدنا مجموعة من قصائده ,خاطب في قصيدته الاولى أصحاب الأفكار الضبابية فقال: اخلع أفراحك لا تخجل ..لا لا تخجل فسفينة أحلامك حطمها ذاك الأهبل كسر صاريها العالي مزقها واقتلع أشرعتها البيضاء.لا تخجل اخلع ألوان طفولتك الحمقاء لا تخجل.فالكل يفتش عن أوهام الفرح وانت تغوص تغوص للأسفل..ارفع رأسك وارحل فأنا أعرف أنك لن تخجل ويقول: هذه الدنيا فلا تحزن لها / تسرق العمر فترويه ترابا / واسدل الصمت على حال مضى/واسمع الصوت فقد زاد اقترابا/ أيها السوري لا ترض الغفا/انتفض وافتح على التاريخ بابا.
محمد خير داغستاني شارك بمجموعة من القصائد غير معنونة فخاطب رؤساء العالم بالقول: يا رؤساء العالم يا رؤساء / ما أعظم هذا اللقب فكونوا أجدر في دحر الإرهاب …نحن الشهداء الأحياء .
كما بين أن السوريين لم يفقدوا البوصلة أبدا فقال: منذ البداية ما أضعنا البوصلة /حد الحروف على الكلام كوقع حد المقصلة/ أما الظلام فكله متشابه من أي لص في الشوارع ورفع شأن المهزلة ما ظننا بنفوسنا إلا كظن الأرض بالفلاح وهنا البداية والنهاية من دمشق من النعيم في غمار الجلجلة ..حد القصيدة فوق أعناق الظلام كوقع حد المقصلة.
نجود محمد أنشدتنا مجموعة من قصائدها العذاب فقالت: يعاتبني وقد سرقَ ..بريق العين والألق ولم يبق سوى ليل بضوء الليل قد غرقا /دنا صبحي على هدبٍ/ فأحيا من به رمق/ وكان القلب قد خفق/فجنت في مفاتنه عيون بوحها خُلق/ فرات في محبته بطفل محبة رزقا .
الشاعر محمد الوجيه ألقى مجموعة من القصائد الزجلية الغزلية شفت عن روح شاعر عاشق .
الشاعرنزار فخور قال مخاطباً الحبيبة الأرض : وتجملي فوق الجمال تجملي/ناديتها لا ترمني غرم أنا بكحيل عين في سواد أكحل/قالت ودمع العين يملأ مقلتي فيض الصبابة والهوى في مخمل.
ونقطف مما أنشدنا من الغزل : خد كملح البحر ذاب بمائه ما إن نهلت يجف ريقي ويظمأ /خد وضوء خافت وملوحة يأتي بآخر جولة يتلكأ.
الشاعر رفعت ديب أنشدنا من الشعر أعذبه وأصدقه فقال مخاطبا سوريتنا : اغمض جفونك واغرب أيها القمر/فالهول يزحف والأيام تنتظر /وللحديد المدمى في الثرى زجل /أصداؤه الحمر في الجولان تنتشر/تناثرت في الثرى أسرابها مزقا/مثل البعوض على المصباح ينتحر.ومن قصيدته الغزلية نقطف: يا حادي الركب المسافر في المدى/مهلا فقد أضنيتني يا حادي/أنا شاعر وهب الحمائم سجعها /وتلونت كل الدنى بمدادي/أنا شاعر تسقي المناهل لهفتي/ وحروف شعري للجمال صوادي.
السيدة رواء العلي مديرة المؤسسة ,هي أم لشهيد حي وشهيد حق وزوجة طيار فقد عينه خلال الحرب أكدت للعروبة أن المؤسسة تضم اكثر من تسعة آلاف مثقف بينهم شعراء وأدباء وفنانون تشكيليون من الوطن العربي استطاعت أن تنتقل من الموقع الالكتروني الى أرض الواقع لتحقيق وحدة ثقافية. ولفتت العلي إلى أن ثمرة هذه المؤسسة إصدار ديواني شعر ضم كل واحد منهما نتاجات نحو ستين شاعرا من مختلف البلدان العربية وحمل الديوان الثاني عنوان “لمة شمل” تعبيرا عن أهداف المؤسسة في نشر الثقافة العربية في مختلف أرجاء الوطن العربي والأسماء التي تم تكريمها في هذه الفعالية هي شخصيات سورية قدمت الكثير وتستحق التكريم.
المزيد...