عمل المرأة دعم للأسرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة

يعيش المواطن السوري في ظل الحرب التي شنت على بلدنا حياة صعبة وقاسية حيث نشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار وزيادة في أسعار معظم المواد الغذائية التي تتطلبها الحياة اليومية، فأسعار كل شيء من زيادة إلى زيادة حتى البطاطا والتي كانت غذاء الفقراء أصبحت من المواد صعبة التأمين « كطبخة للعائلة»
فالغلاء طال كل شيء من الخضار واللحوم والألبان والبيض ومواد التنظيف وغيرها , وصعود الأسعار بات خيالياً لا يتناسب ومتوسط دخل المواطن الذي بدأ يشهد حالة من الضيق ويتساءل عن دور الجهات الرقابية فيما يحصل، ومدى قدرتها على ضبط ذلك والقيام بمسؤولياتها. والعمل على حماية لقمة العيش وكبح التلاعب بها، والمطالبة بضبط المخالفات ومحاسبة الذين يتلاعبون بقوت المواطن .

ووسط هذه الظروف القاسية تبين أن الكثير من الشباب بات يفضل زوجة تحصل على دخل لتعينه في أعبائه المادية اليومية، فمنهم من يعتبر ذلك امرأ عاديا وطبيعيا وقلة من يعتبرون أن المرأة ليس من واجبها أن تشارك زوجها مسؤولياته المادية ولكن بشكل عام يسر الزوج أن يتخلص من الأعباء حتى لو كان مصروف زوجته ولا تشارك في مصروف المنزل فيبدو الزواج من موظفة أكثر راحة ويقال إن الزوجة الموظفة أقل هما إلى حد ما من غيرها
حاولنا استطلاع بعض الآراء حول تفضيل الشباب أن تكون شريكة حياتهم امرأة عاملة أم لا ؟ وما أسباب ذلك وانعكاسه على الأسرة .
نفضل أن تكون معلمة
يرى راغب – معلم – أنه ليس مقياساً أن المرأة الموظفة مطلوبة أكثر وتحظى بشريك حياة أكثر من غير الموظفة والدليل أن نسبة العنوسة بين الموظفات مرتفعة لأن الفتاة التي تصل إلى حد معين من الثقافة وتصبح مستقلة مادياً تبدأ بالبحث عن الزوج المثقف والغني، وفي هذه الأيام نادراً ما تجده، والموظف قلما ترضى به كونها تطمح لحياة أفضل وتشعر أنها تستطيع أن تكفي نفسها مادياً وتستغني عن الرجل في كثير من الأوقات وبالنسبة لي أريد زوجة موظفة وحصراً “ معلمة “ لأن التدريس برأيي أفضل مهنة للمرأة إذ أن هناك العطلة الصيفية والعطلة الانتصافية وأيام الجمعة والسبت عدا عن أيام التفريغ خلال العام الدراسي هذا يمنحها وقتاً جيداً للعناية بالبيت والأولاد أما الموظفة التي تلتزم بدوام يومي سينعكس ذلك بالتأكيد على بيتها وسينعكس على تربية أولادها لأن غياب الأم عن المنزل يفقد الأطفال الكثير من الحنان والعناية.
دعم للأسرة
ميرا – موظفة – قالت : ليس معيباً أن يبحث الشاب عن الموظفة خصوصاً بعد أن وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الغلاء، الموظفة تساعد زوجها على متطلبات وأعباء المنزل وعلى مصاريف الأولاد وفي هذا الوقت إذا لم تكن المرأة موظفة فإن الوضع المادي يكون سيئاً فالرجل يعمل بدوامين وبالكاد يوفر مستوى معيشة مقبول وتصبح المرأة في نظره عالة هي وأولادها ويضطران أن يعيشا بالحرمان فعمل المرأة يكون دعماً للرجل وللأسرة.
المساهمة في تحمل الأعباء
عامر – موظف – قال : شيء طبيعي في هذا الزمن الصعب أن يبحث الشاب عن زوجة موظفة تساعده على توفير حياة لائقة لأولادهما فالشاب في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وغلاء الأسعار لا يستطيع أن يتحمل أعباء بناء أسرة ومصاريفها لوحده وأتحدث عن الشاب الذي ليس لديه أرضية مادية يبني مستقبله عليها وهؤلاء كثر فمنهم من يعتمدون على الراتب لبناء أسرة وشراء منزل وتأمين مستقبل ثم أن العادات والتقاليد الاجتماعية في بلدنا تحمل الشاب أعباء الزواج كلها و عليه تأمين المنزل و الفرش ناهيك عن تكاليف الزفاف والمهر ومصاريف أخرى وحتى أن الأهل لا يرضون إلا بمهر عالٍ وحفلة زفاف فماذا سيفعل الشاب؟..
الحب هو الأساس
قال سالم – مهندس: إن الكفة ترجح فعلاً للفتاة الموظفة وهذا ما أصبحنا نلمسه بشكل كبير في أيامنا هذه بسبب الوضع المعيشي الصعب وأول ما يعجب الشاب بفتاة يسأل عن عملها وإذا كانت لا تعمل شيئاً وأحبها وطرح الموضوع على أهله فإنهم يعارضون وينصحونه بفتاة موظفة حتى أن أصدقاءه ينصحونه بفتاة موظفة، وبالنسبة لي الحب أهم ولا تعني لي الوظيفة مع أن أحوالي المادية عادية المهم أن أحبها . فالشاب الذي يبحث عن موظفة معناها أنه لا يبحث عن الاستقرار والراحة بل يبحث عن بنك أو عن مصدر للرزق وتنتفي هنا صفة الزواج وتكثر المشاكل لأنه بالأصل يفكر براتبها قبل أن يفكر فيها.
متعلمة ولكن !
وشرحت غيداء قصتها فهي “موظفة قطاع خاص” قالت: لقد عانيت من هذا الموضوع وأكثر من عريس تقدم لخطبتي عندما يعرف أن وظيفتي ليست ثابتة أو أنني سأتركها بعد زواجي يعدل عن فكرة الزواج وهذا شيء محبط ومعيب، وبعد كل قصة كنت أعزي نفسي وأقول الحمد لله أن هذا الشاب ظهر على حقيقته وأنه يريد راتبي ولا يريدني لكن في الحقيقة شيء محزن فما ذنب الفتاة إذا كانت متعلمة ولم تحظ بوظيفة.
الراتب لا يكفي
أمجد قال : إذا كان الشاب لا يجد عملاً و حتى إن وجد فراتبه لا يكفيه ومن المؤكد أنه سيبحث عن شريكة حياة موظفة على الأقل توفر عليه مصروفها فالمرأة هذه الأيام تريد ثياباً على الموضة وأدوات تجميل وما إلى ذلك فمن أين يوفر لها الشاب إذا كان راتبه لا يكفي مصروفه إن لم تساعده في مصروف البيت وتريحه على الأقل من مصروفها.
بقي أن نقول
بالرغم من كل الظروف القاسية التي نعيشها يبقى للحب والتفاهم والتقارب الفكري بين الأزواج الدور الكبير في بناء أسرة سليمة تنعم بالاستقرار النفسي أولا والجو العائلي الذي يمنح الثقة للأبناء ليكونوا عناصر فاعلين في المجتمع .

المزيد...
آخر الأخبار