ليس المهم أن نضع أيدينا على الجرح و نعري الأخطاء .. بل الأهم أن ترتقي الجروح و ترأب الشروخ في ظل انهيار القدرات المادية من خلال السيطرة على تضخم الأسعار و السعي لرفع الرواتب المتدنية.
ألححنا بالشكوى وأصررنا في وطن سماؤه تمطر و أرضه تجود ينبوع متدفق بالخيرات و الغلال فلم نحصد إلا الزؤان.
ليرسم انتظارنا ألف إشارة استفهام يتسلل من نوافذ الحرمان حول الصحة وغلاء الأدوية و تداعيات الجائحة… انقطاع الكهرباء المتكرر مع ارتفاع قيمة الفواتير ..شح المياه و الاضطرار لشرائها من الصهاريج بأسعار ملفتة للنظر …المواصلات و عرقلتها لحركة المواطن …قلة وسائل التدفئة…مشاكل التعليم… البطالة … ارتفاع أسعار السكن و أجار البيوت و ليس آخراً حالة الفساد المستشري في بعض دوائرنا.
كل ذلك احدث خللاً و تأرجحا بين قدرات المواطن المادية و احتياجاته الحياتية أوقعه في حالة عوز شديد.
نجمع المعلومات نتقصاها هدفنا المساهمة في الإصلاح أملا في الوصول إلى ما يبرد اللهفة
ومع ذلك فصدورنا مازالت مفتوحة تستقبل وفود الآمال و الأماني من أوسع الأبواب في ظل هبات الرياح القوية و التحديات التي أكسبتنا قوة في الصبر بعد أن توطدت الهموم و توثقت الآلام ،نبتلع الغصات عله يكون ثمة تحول ايجابي فلم ندع يوما أفكارنا تولد ثم تموت بأرضها فربما تورق حطبتنا اليابسة بقطرات الندى بدل أن تظل قرباناً لنيران الحاضر القاسي .. فإن نصل متأخرين خير من ألا نصل أبداً في ظل سنة جديدة أتحفتنا بالوعود و ما زلنا منتظرين للفرج القريب فآخر الصبر لا بد أن يكون خيراً .. و التاريخ شاهد على ما أقول …
عفاف حلاس