أجور المعاينات الطبية همّ جديد يضاعف أوجاع المرضى .. أسعار خيالية في المشافي الخاصة وأصحابها يبررون..!
ارتفاع أجور معاينة الأطباء أصبح أشد قسوة وصعوبة من الألم الذي يعاني منه المرضى , فأجور المعاينات تفوق طاقة غالبية المرضى الذين يفضلون تحمل الآلام – قدر الإمكان- بدلاً من زيارة الطبيب أو المشفى الخاص بعد أن تم رفع الأجور إلى أرقام خيالية بحجة الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد وتكاليف العلاج .
والسؤال الذي يطرح نفسه أين دور الجهات الرقابية ؟.. خاصة و أن المواطن هو من سيتحمل وزر ارتفاع أسعار المعاينات و التي تضاف إلى همومه المعيشية ومعاناته اليومية
…
تناولنا في مادتنا هذا الجانب الهام والتقينا عدداً من المواطنين لمعرفة رأيهم بارتفاع الأسعار و انعكاسها على حالتهم الصحية فكانت الآراء التالية…
أحمد “موظف” قال : تعرضت لنوبة قلبية وأكد الطبيب ضرورة إجراء عملية قثطرة قلبية في أحد المشافي الخاصة .. وقد بلغت كلفتها حينذاك حوالي 700 ألف ل.س دون أجرة المشفى والتي بلغت 200 ألف ل.س ” مقابل تدفئة وفندقة وتعقيم غرفة العمليات وإنارة دائمة وما إلى ذلك ..!؟ كما هو متعارف وحسب ما يدعون !
أم محمد “ربة منزل” قالت : أعاني من انقراض الفقرات وأوجاع الديسك ..و يتم إسعافي إلى إحدى المشافي الخاصة -اضطرارياً- التي لا يهمها سوى جني الأرباح الخيالية و لا أستطيع وصفهم إلا “بالتجار” فعملهم أبعد ما يكون عن الإنسانية التي تتميز بها مهنة الطب….!
أبو بهاء”موظف” قال : خضعت زوجتي لعملية ولادة قيصرية دفعت ما يفوق نصف مليون ليرة سورية .
أم فهد”ربة منزل” قالت : اضطررت لتركيب مفصل ، و كلفتني العملية مايزيد عن 6 ملايين ليرة ..
النقابة ليست المعنية ..
وبالتواصل مع فرع نقابة الأطباء بحمص علمنا أنها ليست المعنية بتحديد الأسعار فوزارة الصحة هي من تضع التسعيرة, واليوم هي بصدد تعديل أجور المعاينات من جديد ..إذ لا تزال الأجور على أساس تسعيرة عام 2004 و ستعدل بما يتماشى والسعر الرائج لكل الأمور , وتشكلت لجنة من نقابة الأطباء المركزية ووزارة الصحة مهمتها تحديد التسعيرة للمشافي والعيادات الخاصة.
الدكتور محمد الرئيس رئيس دائرة المشافي بمديرية صحة حمص أكد أن الأسعار الحالية اليوم بالمشافي هي ذات التسعيرة المحددة عام 2004 فمثلا ً معاينة الطبيب حينها كانت 500 أو 400 ل.س .. ولم تصدر اليوم التسعيرة الجديدة .
وفيما يخص الشكاوى الواردة أو المخالفات قال: تتم معالجة الشكوى وفق الأسعار المقررة عام 2004 ويسترد المواطن المبالغ نظامياً .
وحول عدد المشافي الخاصة المخالفة وقيمة المبالغ المستردة منها للمواطنين .. اعتذر الدكتور عن الإجابة !
لقاء الخدمات
أحد مدراء المشافي الخاصة أوضح سبب ارتفاع أسعار المعالجة والعمليات الجراحية هو الغلاء الذي طال كل شيء جراء الحرب والحصار الاقتصادي,و عند اضطرار المريض الدخول إلى المشفى للعلاج يتوجب عليها تقديم كافة الخدمات الطبية والتمريضية والدوائية والخدمية من تدفئة وإنارة طيلة فترة إقامته ، وعلى سبيل المثال كان ليتر المازوت قبل الحرب بسعر 15 ليرة سورية واليوم وصل إلى 1700 ليرة .. ولابد من النظر إلى فروقات الأسعار والتي تحدث بين الفينة والأخرى .
مدير آخر لمشفى خاص قال: يعود ارتفاع الأجور إلى ارتفاع أسعار الأدوية والمازوت ، إذ نضطر لتشغيل المولدة على مدى 24 ساعة , إضافة إلى ارتفاع رواتب وأجور العاملين بالمشفى وارتفاع تكلفة العمل الجراحي الذي لا يتماشى مع ما يتقاضاه المشفى من المريض كما أن تكلفة الخدمات المقدمة والضرائب المالية المفروضة مرتفعة فيجب تعويضها .. .
وأضاف: لايمكن العمل بتسعيرة عام 2004 إذ تبلغ قيمة معاينة الطبيب 400 ل.س فقط ، لابد أن توازي ما هو رائج من ارتفاع الأسعار ,وللأسف المواطن هو من يدفع فروقات الأسعار في الطبابة والنقل والطاقة وغيرها .. وكذلك الطبيب لديه احتياجاته اليومية يجب تلبيتها وأخذها بعين الاعتبار ..
نبيلة إبراهيم