تعد تربية الأطفال من أصعب المهام التي تواجه الأهل وذلك لأن نتائج هذه التربية لا تقتصر على الوقت الآني بل تتعداه إلى المستقبل حيث تساهم هذه التربية ببناء شخصية الطفل ولذلك يشعر الكثير من الأهالي بالمهام الصعبة الملقاة على كاهلهم وكثافة الضغوط التي يتعرضون لها .
يتساءل الكثيرون : هل هناك أغلى وأثمن من الأطفال نتعامل معهم بتفاهم لتتم تنشئتهم بالصورة الصحيحة؟!
كثيراً ما يخطئ الوالدان في سلوكهما مع الأبناء ، حيث غالباً ما يظنان أن سلوكهما صحيح لكن يواجه ذلك السلوك بالنفور والسلبية من الأبناء وهذا ما يبعث على قلق الوالدين ويجعلهما يشعران بالذنب لفشلهما في معرفة الطفل جيداً ومساعدته ، ولا يملكان حينئذ إلا الاستسلام للواقع وترك الطفل نهباً للقلق والتوتر والوحدة .
ماذا عن آراء بعض الآباء وكيف يمدون جسور التواصل مع الأبناء ؟
ترى ماجدة – ربة منزل أنها تواجه صعوبة كبيرة في التفاهم مع طفلها البكر فهو دائماً “معترض “على أي شيء ويُشعرنا أننا لا نحقق رغباته مهما فعلنا رغم أنه مدلل من صغره وقد أثر هذا على أخويه الأصغر سناً .
أحلام – مدرسة قالت : أحاول قدر الإمكان التفاهم مع أطفالي وقد علمتهم منذ الصغر أن يتخذوا القرارات المتعلقة بهم فبعد أن يبلغوا درجة من الوعي ( أي يستوعبوا الكلام) فعلى سبيل المثال كنت أُخيرهم بين البقاء في المنزل أو الذهاب لبيت جدهم أثناء ذهابي للعمل … وأخيرهم بأي سلوك أو أي قرار, وبذلك أصبحت لديهم حرية الاختيار وهذا ينمي فيهم الشخصية القوية والتي ستتحمل المسؤولية في المستقبل.
ناصر – موظف قال : يقول المثل الشعبي ” إذا كبر ابنك خاويه ” أي تحدث معه وناقشه كالأخ أو الصديق ، ولكن هذا لا يعني أن الابن في مرحلة الطفولة ليس له أهمية أو اعتبار فهو مسؤولية كبيرة يجب أن نوليها الأهمية الأكبر لأن ما نؤسسه اليوم في أطفالنا الصغار سيقوم عليه هيكل الشخصية في المستقبل لذلك يجب أن نتعامل مع طفلنا بحسب عمره وطريقة فهمه وأيضاً بحسب الموقف الذي نحن فيه .
نبيلة لها وضع مع طفليها لا تحسد عليه فهي تشعر أنها أنجبت توءم لأن الفترة الزمنية بين عمري الطفلين لا تتجاوز السنة ولا تعرف كيف تتعامل معهما وتقول : عندما تبدأ نوبة البكاء أقف عاجزة فإن بكى أحدهما تبعه الآخر مباشرة حتى لو لم يكن يعاني من أية مشاكل وإنما الغيرة والتقليد تدفعه لذلك ثم أني لم أستطع أن أنظم لهما برنامجاً لوقت الطعام والنوم والنزهة وغيرها …
تعلم وتكيف
منال الشيخ أحمد – إرشاد نفسي قالت : نحن بحاجة إلى تعلم كيفية الإصغاء للأطفال و التفاهم معهم وكيفية معاملتهم والتكيف مع جميع المواقف وفهم حالاتهم وما يريدون ، ففي عصرنا هذا حيث نحرص على الوقت ونستغله إلى أقصى حد لتحسين الوضع المادي والجلوس أمام الموبايل لساعات طويلة أو نقضي جل وقتنا في السهر خارج المنزل ، نجد أنفسنا بالضرورة غير مستعدين لمناقشة قضايا أولادنا ومشاكلهم ، وتصبح خلافات الأطفال مع والديهم وإخوتهم واضحة في الطفولة المتأخرة من هذه المرحلة ،أي في سن السادسة إلى الثانية عشرة وخاصة في السنوات الأخيرة من هذه المرحلة ، وبعد ذلك يتغير اتجاه الطفل نحو والديه ويتغير اتجاه الوالدين نحو الطفل ، ويصبحان أكثر نقداً وعقاباً له ، وأقل عطفاً وحناناً في علاقتهما معه ، وقد يحدث هذا التغيير في العائلات الكبيرة لتحول اهتمام الوالدين نحو الأطفال الأصغر سناً وخاصة في سن الثالثة أو دون ذلك .
فهل يدرك الآباء والأمهات هنا أين الخطأ ؟
منار الناعمة