تسرب مياه الصرف الصحي الآسنة يهدد آبار ومزروعات المخرم التحتاني ..وافتقار لوجود سوق لتصريف المنتجات الزراعية للفلاحين
المخرم التحتاني إحدى قرى ريف حمص الشرقي تبعد عن مدينة حمص ما يقارب 37 كم و عدد سكان يقارب /5500/ نسمة وبمساحة تقديرية تقارب 3400 دونم كما تقع ضمن مخطط تنظيمي يفوق 126 هكتاراً, وهي الأخرى أرخت الحرب الكونية أوزارها عليها وانعكست سلباً على واقع خدماتها في مختلف المجالات .
التقت العروبة بعض الأهالي و المختار ونادر الحسين رئيس البلدية للحديث عن واقع القرية الخدمي والصعوبات التي يواجهها الأهالي فيها .
الشبكة مهترئة
لعل من أكثر القضايا الخدمية التي تؤرق حياة المواطن في القرية هو تسرب مياه الصرف الصحي الآسنة إلى الآبار والمزروعات وقدم القساطل وتكسرها , عدا عن الروائح الكريهة والتلوث البيئي الناجم عن تسرب هذه المياه , وخطرها على الصحة العامة وانتشار الأمراض الجلدية و الحشرات القارصة عن عدم قدرة المصارف المطرية من استيعاب مياه الأمطار والمياه المالحة التي بدورها تسربت الى الأراضي الزراعية يقول رئيس البلدية : يبلغ طول الشبكة 24 كم حيث تم تنفيذ ما يقارب 90 % منها عام 1982 وهي اليوم قديمة جداً ومهترئة إذ تعرضت للكسر والهبوط في التربة الأمر الذي يتطلب إعادة صيانة واستبدال القساطل ذات القطر الضيق بأخرى أكبر وحديثة .
ويضيف :إن بلديات كل من المخرم الفوقاني والسنكري وأم جباب وأم السرج والمخرم التحتاني تقع ضمن محور إقليمي واحد مع القرى والمزارع التابعة لها ويخدمها خط صرف صحي رئيسي يبلغ قطر القسطل فيها 50 سم فقط كما يعبر الأراضي الزراعية ويحدث مجرى سيلي عند نقطة التصريف ولا تتمكن القساطل من تصريف مياه الأمطار ولا المياه المالحة المتراكمة عند المصارف المعطلة الأمر مما يلحق الضرر بالمواطن بيئياً وصحياً .
مشاريع مؤجلة
ونوه إلى أن شركة الصرف الصحي قامت عام 2010 بدراسة إمكانية إحداث خط رديف وداعم لشبكة الصرف الصحي الموجودة في القرية واستبدال القساطل الحالية بأخرى ذات قطر 100 سم ولكن للأسف المشروع توقف الى أجل غير مسمى بسبب الحرب الكونية على بلدنا, كذلك الأمر فقد أجرت جامعة البعث دراسة لإحداث محطة معالجة عام 2008 عند نهاية المصب والذي يقع ضمن أراضي القرية لمعالجة غزارة المياه المالحة التي كانت سبباً في إلحاق الضرر بمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وإحداث التلوث البيئي وانتشار الحشرات وتوقف المشروع أيضاً !؟
مزاجية .. وبدون نقل !
أشار الكثير من الأهالي إلى عدم وجود وسائط نقل مخصصة للمخرم التحتاني , ويعانون الأمرين .. فمنهم الموظف والطالب و… الخ , باستثناء سرفيس عابر للقرية يعمل على خط سير أبو حكفة – تلقطا فقط وصاحب هذا السرفيس يتحكم بالأجرة ويرفعها إذ يتقاضى تسعيرة الراكب الواحد 250 ل .س في الوقت الذي حددت فيه التسعيرة بقيمة 175 ل .س خلف ذريعة أنه يعمل على خط السير المذكور .
واقترحوا مع المختار الحل لمعالجة هذه المشكلة اليومية الدائمة من خلال إعادة تفعيل خط سير المخرم الفوقاني كعهده سابقاً قبل بداية الحرب وتسيير سرفيس الى قرية أم العمد وسرفيس آخر إلى المخرم التحتاني ,لاسيما أن المواطن يقصد مراجعة الدوائر الحكومية والرسمية الخدمية بالمنطقة وهو يقف ساعات بانتظار أن يقله سرفيس عدا عن الازدحام والتكلفة المرتفعة التي أثقلت كاهله ..؟!
طرق ترابية
يبلغ طول الطريق العام الرئيسي حوالي 10 كم , تعبيده قديم ومليء بالحفر ولم يتم إجراء أي صيانة له ويحتاج إلى مد قميص إسفلتي .. فهو يصل القرية مع بويضة سلمية .. أما الطرق الفرعية الأخرى فجميعها ترابية وطينية موحلة بكثرة شتاء وتعيق حركة المشاة وخاصة الأطفال وصعوبة وصولهم إلى المدارس .
الغاز لا يكفي
لم يعد الأمر خافياً على أحد صعوبة تأمين اسطوانة الغاز المنزلي, يوجد في القرية معتمدان اثنان , ويبلغ عدد الاسطوانات المخصصة شهرياً للقرية 900 اسطوانة فقط مع الإشارة إلى أن عدد العائلات المسجلة « القاطنين» في القرية 1280 عائلة, فالكمية غير كافية قبل الحرب .. فكيف اليوم مع سنوات الحرب الطويلة وتداعياتها الكثيرة !!
يشير رئيس البلدية إلى أنه تم توزيع الدفعة الأولى من مادة المازوت بنسبة 75% فقط وتم تشكيل لجنة تضم رئيس الجمعية الفلاحية والمختار ورئيس البلدية للإشراف على التوزيع وأكد محمد عكلة رئيس الوحدة الإرشادية ذلك …
خدمة جيدة
إن خدمة الهاتف الثابت جيدة وتتبع القرية إلى مركز الاتصالات مدينة المخرم الفوقاني وهي شبكة أرضية , كذلك خدمة النت مقبولة وتمت معالجة الأعطال الفنية الطارئة دون تلكؤ ومباشرة !
بحاجة إلى خزان مياه
يبلغ طول شبكة مياه الشرب في القرية حوالي 25 كم وهي بحالة فنية جيدة ولكن المشكلة تكمن في أنها لا تصل إلى كافة المنازل.. كثير من الأحياء لا تصلها المياه يومياً منها كل يومين وأحياء أخرى كل ثلاثة أيام وأحياء كل نصف شهر مرة ومنها لا تصله ولا تزوره المياه مطلقاً كما هو حال الحي الغربي .. الذي يعاني سكانه من العطش باستمرار …ويحتاج تقريباً 150 م3 من المياه يومياً .
يؤكد الأهالي والمختار أنه تمت مخاطبة الجهة ذات العلاقة أكثر من مرة , ولكن دون جدوى .. ويقترحون لو يتم إشراف البلدية على عملية ضخ المياه إلى المخرم التحتاني وأن تقوم الوحدة الاقتصادية بدورها على أكمل وجه ؟! ويتساءل البعض : نحن في فصل الشتاء والأمر على هذه الحال .. فما العمل في فصل الصيف مع الجفاف وارتفاع درجات الحرارة , لذلك من الضروري اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الوحدة الاقتصادية المعنية ..
الخبز …غير كاف
يوجد مخبز نصف آلي في القرية ويبلغ عدد المعتمدين 10 فقط ويشير الجميع إلى جودة نوعية وصنع الرغيف .. ولكن المخصصات غير كافية, وتمنوا أن يتم زيادة مخصصات المخبز من الدقيق لوجود الكثير من العائلات الوافدة من مناطق أخرى وعددهم تجاوز400 عائلة , ونظرا لوقوع مقر المخبز على الطريق العام فإنه يقوم ببيع الخبز وتأمينه لمن يقصده من العابرين ..
التيار ضعيف
يوجد ثلاثة خزانات كهرباء لتغذية التيار ومع ذلك فإن الشبكة قديمة ولم يطرأ عليها أي استبدال أو صيانة وهي بحاجة ماسة إلى ذلك .. وتجدر الإشارة إلى وجود ضعف في شدة التيار الكهربائي في الحي الجنوبي الغربي .. الأمر الذي يتسبب بتعطيل الأدوات الكهربائية المنزلية , ونوه رئيس البلدية لعدم وجود استجرار عشوائي للتيار الكهربائي ويجري تطبيق التقنين .. وأكد الأهالي تجاوب عمال الصيانة في طوارىء الكهرباء عند الاستعانة بهم في الحالات الطارئة !
مستوى دون الطموح
يذكر مختار القرية حسام عبد الحميد جمعة أن مستوى التعليم لا يرتقي إلى مستوى الطموح لأسباب عدة ,فالمعلمون وكلاء ومنهم من خارج الملاك ومنهم من هو غير اختصاصي إذ يقوم معلم بتدريس مادة ليست من اختصاصه , خاصة اللغات الأجنبية فهي بحاجة إلى مدرسين اختصاصيين هذا بدوره انعكس سلباً على أداء الطلاب واضطر الأهالي إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية المكلفة والمرهقة معاً وليس بمقدور الجميع تحمل أعبائها !
صيانة وترميم
يوجد في القرية مدرستان حلقة أولى يبلغ عدد تلاميذ الأولى 386 تلميذاً وتلميذة والثانية 514 بدوام نصفي في كل منها , تضم معلمين من داخل وخارج الملاك وإحداهما بحاجة إلى وجود مرشد نفسي ,ويوجد مشكلة في تأمين مياه الشرب, والبناء بحاجة إلى ترميم والأثاث إلى صيانة , وباحة وسور للمدرسة أيضاً .
يوجد مدرسة حلقة ثانية و يبلغ عدد طلابها 336 طالباً وطالبة والبناء بحاجة إلى ترميم وصيانة الأثاث المدرسي كما يوجد نقص في عدد مدرسي اللغات .
ويوجد ثانوية في القرية بـ 130 طالباً وطالبة وهي بحاجة لوجود مخبر و مكتبة والى بناء ملحق خاص بها .
خدمات صحية جيدة
يقدم المركز صحي عدة خدمات منها تصوير ايكو وعيادة أسنان ولقاحات وخدمات طبية نسائية وإسعافات أولية وطب عام وإجراء تحاليل مخبرية وإجراء تخطيط قلب وجلسات رذاذ ورقابة صحية إضافة إلى وجود صيدلية وعيادة عامة .
ويتمنى الأهالي لو يتم تأمين فني مخبري لاسيما أن الأجهزة موجودة ومتوفرة بالمركز إضافة إلى إمكانية زيادة مخصصات المركز من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة
كما يعمد الأهالي إلى قصد مشفى المخرم الوطني عند الحاجة.
المصابيح موجودة ..لكنها !
يقول مختار القرية : إن معظم أعمدة الكهرباء المنتشرة في شوارع القرية تحمل مصابيح إنارة ليلية لكنها لا تعمل .. والقرية تغرق في الظلام ليلا ؟! ويشير رئيس البلدية لعدم توفر الاعتماد المالي للبلدية لدفع المستحقات المترتبة لقاء ذلك ..!
مكب القمامة بعيد !
يؤكد رئيس البلدية أنه يتم ترحيل القمامة من القرية والمزارع التابعة لها «مزرعة الدايمية ومزرعة آل علوش «يومان في الأسبوع بواسطة جرار البلدية إلى المكب العام الذي يقع بين مدينة المخرم الفوقاني وقرية أم العمد .
مشيراً إلى التزام الأهالي بمواعيد إخراج القمامة من منازلهم , وأنه يتم رش المبيدات الحشرية صيفاً وفق الاعتمادات المتوفرة , ولكن لا يوجد أية حاويات معدة لجمع القمامة
متفرقات
يوجد في القرية جمعية فلاحية , يبلغ عدد الأعضاء التعاونيين 110 والافراديين 200 عضو وتقوم بتأمين متطلبات المزارعين من بذار وأسمدة وأعلاف للمواشي والمحروقات .
كما يوجد وحدة إرشادية تقوم بإعداد ندوات إرشادية وتوجيهية وتسجيل الحيازات الزراعية وحصر الأضرار إضافة إلى وجود وحدة داعمة تقوم بإعداد ندوات وأيام حقلية ومباريات إنتاجية بين المزارعين .
يقوم أهالي القرية بزارعة الحبوب والكرمة واللوزيات والزيتون ولكنهم يعانون شح المياه والجفاف معاً , ويتمنى الأهالي لو يتم تزويد القرية ببئر ارتوازي يقيهم جفاف الصيف والعطش صيفا.
يربي الأهالي الأغنام والماعز والأبقار ولكنهم يفتقرون إلى وجود سوق لتصريف منتجاتهم الزراعية النباتية والحيوانية .
تقوم إحدى معاصر الزيتون بضخ المياه الناجمة عن العصر وبكميات كبيرة إلى الأراضي الزراعية المجاورة , مما ينعكس سلبا على المحاصيل الزراعية ويلوث البيئة .
يوجد حديقة مدرسية بمساحة 10 آلاف م2.
البلدية بصدد مشروع استبدال وصيانة شبكة الصرف الصحي وحمايتها من السيل من تاريخ 29/10/2018 إضافة إلى مشروع دراسة تعبيد طرق القرية .
عدد الوافدين المهجرين إلى القرية كبير ,الأمر الذي يشكل ضغطاً واضحاً في تأمين الخدمات للأهالي .
تعود تسمية المخرم إلى كثرة الينابيع وكثرة تخاريم المياه في التربة سابقاً ..ولكن للأسف حاليا يعاني المخرم قلة المياه والجفاف معاً .
تحقيق وتصوير : نبيلة إبراهيم