انتظار طويل وازدحام كبير تشهده محطات الانطلاق ومواقف السيارات … تخفيض مخصصات المازوت خلق أزمة نقل خانقة في المحافظة !!
أكثر من ساعة كانت مدة انتظار وصول ” السرفيس ” الذي سيقلنا إلى مدينة حمص لنصل إلى مكان عملنا ، و طبعاً خلال هذه المدة الطويلة كان لنا اتصال مع رئيس هيئة الخط الذي أفادنا بأن آلية جديدة لتزويد السيارات بمادة المازوت في محطة نقل الركاب بدأت بالتطبيق و التي تتضمن بأن تكون جميع مقاعد السيارة ممتلئة و هذا ما يؤخر عملياً تزويد السيارات بالمادة كون الركاب في الفترة الصباحية يتوجهون بأعداد كبيرة من الريف باتجاه المدينة على عكس الفترة المسائية و هذا ما خلق أزمة نقل خانقة في فترات الذروة و التي ترافقت مع تعاقد عدد من السيارات مع طلاب ” البكالوريا ” الذين يقدمون امتحاناتهم في هذه الفترة .
لمعرفة أسباب أزمة النقل التي ظهرت بشدة من خلال الشكاوى الكثيرة التي وصلت من غالبية مناطق المحافظة تواصلت “العروبة” مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل المهندس حسام منصور الذي أفادنا بأن تخفيض مخصصات المحافظة من مادة المازوت انعكس بشكل مباشر على واقع النقل بحيث فرض آلية جديدة لتوزيع المادة على الحافلات تتضمن تخفيض عدد السيارات العاملة على الخطوط الداخلية في المدينة و الخارجية بين المدينة و الريف و على كافة المحاور و الخطوط بما يتناسب مع كمية المحروقات المتوفرة حالياً .
و أكد منصور أن هذا الإجراء مؤقت و آني و سيتم العودة إلى الوضع الطبيعي خلال الأيام القادمة حين توفر المحروقات و عودة الكميات المخصصة إلى ما كانت عليه .
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير الدروبي بين لـ “العروبة” أن الكميات المخصصة لمحافظة حمص من المازوت انخفضت بنسبة كبيرة في الأيام الأخيرة حيث وصلت الكمية إلى 6 طلبات فقط و هي ستوزع على قطاعات النقل و الأفران و المشافي إضافة للقطاع الزراعي خاصةً في موسم حصاد القمح و الشعير ، مشيراً أن هذا الأمر انعكس بشكل كبير على قطاع النقل الذي انخفضت مخصصاته الشهرية إلى حوالي 98 طلباً .
عضو مجلس المحافظة المهندسة هنادي العبداللة أشارت إلى ضرورة إيجاد حلول لأزمة النقل و منها أن تقوم الحكومة بتخفيض دوام الموظفين في المؤسسات العامة بما يخفف الضغط على وسائل النقل ريثما تعود الكميات المخصصة لهذا القطاع إلى ما كانت عليه و خاصةً أن أزمة نقص المحروقات تزامنت مع الامتحانات العامة لشهادتي التعليم الثانوي و الأساسي و التي تطلبت وجود عدد لا بأس به من السيارات في خدمة الطلاب للوصول إلى مراكزهم الامتحانية ، و كشفت عن وجود وعود بأن الأزمة لن تطول كثيراً حيث ستعود كميات المازوت المخصصة للنقل إلى ما كانت عليه بتاريخ الثاني عشر من الشهر الجاري كحد أقصى .
دائماً ما يفاجئ المواطن بالأزمات بعد وقوعها و اشتدادها و هذا نتيجة انعدام الشفافية و حجب المعلومات عن المواطنين و عدم التصريح بها لوسائل الإعلام الرسمية منها على الأقل ، و بقاء المعنيين في مكاتبهم خلف توجيهات وهمية بعدم الإدلاء بأي تصريح إلا بموافقات من أعلى الجهات يصعب الحصول عليها متناسين توجيهات السيد الرئيس حول قدرة وسائل الإعلام على طرح الحلول و المشاركة بها على أقل تقدير و توجيهاته أيضاً بضرورة المصداقية مع المواطن لا أن نخفي عنه حقيقة الأمر ليفاجئ بأزمة تلو الأخرى .
نأمل أن تتم معالجة أزمة النقل قريباً في المحافظة باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تخفف من حدتها.
العروبة – يحيى مدلج