الملاذ الآمن للناجيات من العنف…. وحدة حماية الأسرة تقدم للمرأة خدمات الدعم و تمكنها معرفياَ و اقتصادياَ
أفرزت الحرب وقبلها بعض عادات ومفاهيم خاطئة منها الكثير من حالات العنف الأسري المعلَنة و غير المعلَنة و تطور بعضها ووصل بضحاياها إلى ما لا تحمد عقباه فظهرت العائلات المفكَكَة و العلاقات الأسرية الهشة و الأمراض النفسية و الجسدية وزادت خطورة بعضها ووصلت إلى جرائم القتل و غيرها من الحالات التي لا تمر فترة إلا ونسمع بإحداها عن طريق القيل و القال… و سبب كل هذه الضبابية التي يعيش فيها عدد لايستهان به من الأسر هو الحاجة الفعلية للتثقيف و تعزيز قوة كل الأطراف و نسف مفاهيم بالية و تعزيزها بأفكار صحيحة وصحية تلائم مجتمعنا… وتعد فئة الفتيات و النساء الأكثر تضرراً من حالات العنف الأسري وهو واقع تبرهنه الكثير من الأحداث القريبة منا ربما… و لن نبدأ بزواج القاصرات و العنف من الزوج أو الأب أو الأخ و لن ننتهي بالتعنيف أمام الأولاد. وانطلاقا من إيمان الدولة السورية بأن المرأة عماد الأسرة ، وقوتها تعني قوة الأسرة، ولضمان عدم تفكك الأسرة كانت وحدة حماية الأسرة التي تشكل ملاذاَ آمناَ للناجيات من العنف و بسرية كاملة بهدف البحث عن حلول …
وفي تصريح لـ “لعروبة” أكدت رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان سمر السباعي أن الوحدة تؤمن حماية مؤقتة ورعاية اجتماعية متكاملة مجانية للناجين من خطر العنف من النساء و الأطفال عبر اعتماد منهجية إدارة الحالة و تقديم الرعاية الفردية الأسرية والمجتمعية موضحة أن وحدة حماية الأسرة دائرة حكومية تتبع للهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وهي هيئة بحثية تنسيقية حددت مهامها بالمرسوم المعدل بعام 2017 و إحدى هذه المهام إنشاء وحدات لحماية الأسرة ورغم الظروف والتحديات تستقبل الوحدة اليوم الكثير من الحالات المتضررة من العنف الأسري كمركز إقامة مؤقت ويقدم خدمات متعددة تراعي مبادئ الاحترام والخصوصية والسرية وعدم التمييز و يتم تقديم كل خدمات الدعم الاجتماعي و الصحي و النفسي و الأهم من ذلك كله تمكين المرأة معرفياَ و اقتصادياَ ليكون عندها عمل يكون مصدراَ للدخل بعد خروجها من الوحدة ويتم ذلك من خلال التدريب المكثف والتشبيك مع المجتمع المحلي و تسليمها حقيبة مهنية لتبدأ بها مشوارها الجديد، وفي بعض الحالات يتم تأمين مسكن ملائم، و بالتزامن مع كل ما سبق ذكره تتم متابعة الأولاد المرافقين دراسياَ في مدارس قريبة و تتحمل الوحدة كل النفقات خلال إقامة المتضررين المؤقتة في المركز..
وأكدت السباعي أن المسؤولية ليست سهلة وهذا الملف تشرف عليه الدولة بدءاَ من استقبال الناجين لتنظيم الضبوط والمتابعة القانونية في بعض الحالات التي تتطلب ذلك و حل مشاكل تثبيت النسب أو العنف المؤدي لإعاقة أو غيرها من المشاكل التي تنجم عن العنف و ذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات و الوزارات المعنية..
وكشفت السباعي أن بيت القصيد هو حماية الأسرة و السعي بشتى السبل لتمتين العلاقة الأسرية و نجحنا في حالات كثيرة من رأب الصدع الحاصل بين الأطراف وإصلاح الخلل من خلال توعية الطرفين وتمكين المرأة نفسياَ واجتماعياَ و مهنياَ لتشارك وتكون عنصراَ فاعلاَ وقوياَ..
وتحدثت السباعي عن التخوف الذي يعتري بعض المعنَفات من اللجوء للوحدة مؤكدة أن المعالجة تتم بشكل سري تماماَ وبحماية مطلقة و الهدف الحفاظ على الأسرة و توعية الناجيات من العنف لتلافي أخطار نحن بغنى عن الوقوع فيها خاصة وأن المرأة كانت و مازالت حجر الزاوية في التنمية و النهوض منوهة إلى أن سورية حريصة على المشاركة بالالتزامات والاتفاقات الدولية ذات الصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، وأن دور الهيئة المحوري تقديم الخدمات القانونية والاجتماعية والمهنية لتمكين المرأة ودعمها لتأسيس حياة كريمة ومستقرة وحماية الأسرة وتعزيز تماسكها، متحدثة عن أهمية العمل التشاركي لضمان عدم التفكك الأسري .
أخيراَ…
إن كنت من المعنَفات أسرياَ أنت لست وحيدة (وحدة حماية الأسرة) موجودة لتمكنك من تحسين الواقع و إصلاح الخلل…
العروبة – هنادي سلامة