إيجار بعض المحال المستثمرة في محطتي الركاب أكبر من الموجود في عقد الاستثمار …تكديس الركاب وحشرهم بحجة تيسير الأمور وتقاضي تسعيرة زائدة

تقدم محطتا الانطلاق الجنوبية والشمالية خدماتها للمواطنين في السفر والتنقل السهل والمريح , فتوفر الخدمات بشتى أنواعها فيهما أمر في غاية الأهمية و تختصر على المواطن الكثير من المتاعب والمشقة، وفكرة نقل مراكز الانطلاق إلى خارج المدن لتخفيف الضغط والازدحام عن مركز المدينة نظرا لعدد المسافرين الكبير , ولكن هذا الأمر هل لاقى استحسانا لدى المواطن بتقديم خدمة لائقة من والى هذه المراكز وتوفير الوسائط اللازمة لذلك،‏ وفي حمص تعتبر المحطتان منطقتا تجمع رئيسية لانطلاق المسافرين إلى وجهاتهم المختلفة .
ولتسليط الضوء أكثر عن هذا الخدمات التي تقدمها محطتا نقل الركاب الشمالية والجنوبية كانت لنا اللقاءات التالية …

كراج مؤقت
أشار مصطفى فياض – مستثمر محطة الكراج الجنوبي إلى أن موقع الكراج كان مخصصا كناد للفروسية ، تم اعتماده ككراج مؤقت ريثما يتم بناء كراج جديد . لكن الحرب التي تعرضت لها البلاد حالت دون ذلك, كما تم اختيار موقع الكراج هذا كونه يقع باتجاه دمشق وأيضاً باتجاه القرى الواقعة على طريق تدمر – القريتين – الشعيرات وأكد أن مساحة الكراج كافية بالنسبة لعدد السيارات العاملة فيه .

وقت محدد
ونوّه أن عدد السيارات المتواجدة يومياً في المحطة بشكل تقريبي من 160 إلى 70 سيارة تخدّم 42 خطا ً لريفي حمص الجنوبي والشرقي ، وبين أن السيارات العاملة على خطوط الريف تتواجد في المحطة من الساعة السادسة وحتى الساعة الثالثة والنصف أي حتى انتهاء الدوام الرسمي لأغلب الدوائر الحكومية , أما سيارات دمشق تبقى في المحطة حتى الساعة السادسة مساءً .

متغيبة بشكل ملحوظ
أوضح محمد أحد المسافرين الدائمين من المحطة أن بعض الخطوط عدد وسائط النقل المخصصة لها كبير ولكنها غير موجودة فعليا , لالتزام أصحابها بعقود خارجية « طلاب جامعة – موظفين….إلخ « كخط الشعيرات الذي من المفروض أن يخدمه 86 سيرفيسا ً , لكن المتواجد منها 25 سرفيسا ً بشكل فعلي ,وهذا العدد غير كافٍ ،
كما تحدّثت لورين الخضر موظفة في الزراعة عن معاناتها اليومية مع باقي الموظفين من قرية الشعيرات في رحلة الذهاب والإياب وذلك لاضطرارهم الانتظار صباحاً لفترات طويلة في الحر والبرد علّهم يظفرون بوسيلة نقل تقلهم إلى عملهم في الوقت المحدد لكن دون جدوى .
أما مأساتهم الكبرى فتكمن في موعد عودة سرافيس الشعيرات الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً ، ما يضطر علي «موظف» في قطاع التربية وكثير من أبناء قريته لاستئجار سيارة خاصة مع عدد من الموظفين تقلهم إلى قريتهم ليترتب على كل واحد منهم 300 ليرة سورية بشكل يومي ، ما يثقل كاهلهم ويحملهم أعباء مادية كبيرة .

التزام كامل
من خلال الجولة التي قمنا بها في المحطة أكد كل الركاب الذين التقيناهم التزام السائقين الكامل بالتعرفة الموضوعة كلّ حسب الخط العامل عليه ، علماً أنه يتواجد عناصر من قوى الأمن الداخلي في المحطة تتابع حركة انطلاق جميع السيارات إلى الريف بالإضافة لقيام عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدوريات منتظمة كل ثلاثة أيام تقريباً إلى المحطة لمتابعة أي مخالفة وتنظيم الضبط المناسب بحق صاحبها .

قابلة للتجديد
يوجد في المحطة أحد عشر محلاً تجارياً حلويات – مطعم – أحذية – ألبسة …إلخ لتلبي احتياجات وطلبات المسافرين , وأشار مستثمر المحطة أن مدة عقود استئجار هذه المحال هي ثلاثة أشهر قابلة للتجديد بناءً على رغبة المستأجر ,موضحاً قيامه مؤخراً برفع قيمة هذه العقود لتتراوح قيمتها المالية بين خمسين ومائة ألف ليرة للمحل لأنه سابقاً «والكلام مازال للمستثمر» كان يتقاضى ربع الأجور والبالغ 15 ألف ليرة للمحل وهذا لايغطي قيمة الاستثمار, لذلك تم رفع قيمة هذه الإيجارات والأغلبية من مستأجري المحال موافقون عن قيمة عقودهم الجديدة « على حد قوله »
أكد أبو ابراهيم أحد المستأجرين منذ عام 2011 أنه تم رفع قيمة عقده ليصل الى مئة ألف ليرة تقريباً حيث كانت قيمته أقل من ذلك سابقاً بسبب انعدام الحركة تقريباً في الكراج معرباً عن قلقه من عدم تناسب قيمة العقد مع مدخول محله .
تعد ملحوظ
أما باسل «مستأجر» أكد :أن رفع قيمة إيجار محله التي تزيد عن مئة ألف تناسبه في حال سمح له عرض بضاعة محله على الرصيف ، أما إذا فرض عليه سحب البضاعة المعروضة من أمام المحل فهو لن يحقق المصلحة التي من أجلها استأجر المحل في الكراج تحديدا , خاصة وأنهم يغلقون محالهم الساعة الثالثة ظهراً لتوقف حركة السير في الكراج , علما أن كل أصحاب المحال يستغلون الأرصفة لعرض بضائعهم ، ما يعيق حركة المسافرين بالوقوف والمشي وعند سؤالنا المستثمر كانت إجابته أن حدود أي محل في الكراج هو من باب المحل لداخله .
البطاقة الذكية
أكد فادي المحمد مشرف من نقابة العمال للنقل البري أن تزويد السيارات العاملة في المحطة بمادة المازوت تتم عن طريق صهاريج استثمار خاص ، حيث يتم توزيع من 8- 9 آلاف ليتر وقود يومياً للآليات عن طريق البطاقة الذكية وحسب عدد رحلات كل سيارة .

رسوم
أغلب السائقين العاملين في المحطة ذكروا أنه يترتب عليهم دفع حوالي 1200 ليرة « كراجية « بدل رسوم يتقاضاها المستثمر بشكل شهري ,في حين أكد المستثمر أنه يتقاضى 800 ليرة فقط .

مقبول
واقع النظافة في الكراج مقبول بشكل عام هذا ما أشار إليه أغلب المسافرين من المحطة لتواجد 4 عمال نظافة يتناوبون على تنظيف المحطة ..
وكنا قد علمنا « الكلام للمحررة» أن قيمة عقد المستثمر للمحطة الجنوبية هي 13 مليون و150 ليرة , مع أننا سألناه أثناء حديثا معه , لكنه فضل عدم الإجابة …

مسافرو المحطة الشمالية
أحمد موظف تحدث عن معاناته في تنقلاته اليومية قائلا : يوميا نعيش الكثير من المعاناة في وصولنا إلى عملنا صباحا « كوننا من سكان الريف» مع مزاجية بعض السائقين وتحكمهم بالتسعيرة متذرعين بغلاء الوقود، إضافة إلى ( تكديس) الركاب بحجة تيسير أمر الجميع للوصول إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم باكرا قبل التاسعة صباحا أو سيضطرون للوصول إلى محطة الانطلاق , ومن ثم يعودون إلى وسط المدينة , وكذلك عدم تقيد بعضهم بمواعيد الانطلاق من القرى, فمعظم السرافيس متعاقدة مع الطلاب أو الموظفين , وعدم التزام السائقين بأماكن تجمعهم في المكان المحدد في المحطة , خلال أوقات محددة « فترة الظهيرة» مما يصعب الأمر على الركاب.
أيمن « موظف» أشار إلى المشادات اليومية ما بين السائقين والركاب في وسائل المواصلات، والى سوء تنظيم مواقف السرافيس بشكل جيد في المحطة بالإضافة إلى غياب الخدمات اللائقة وهذا ينعكس على تأمين راحة المسافرين من ناحية مؤكدا على ان محطة الانطلاق يجب أن تكون خدماتها أفضل من ناحية التنظيم والنظافة لان الذين يرتادونها قد يكونوا زوارا وسياحا من خارج المحافظة وينطلقون الى محافظات أخرى ولا يقتصر من المدينة الى الريف وبالعكس ..

التزود بالوقود
فيما تحدثت الطالبة لمياء قائلة: لا نعرف السبب وراء تساهل الجهات المعنية والرقابية مع من يتسببون في زيادة أزمة النقل ,نأمل إيجاد حلولا سريعة وناجعة لها ,على الأقل في ساعات الذروة عدا أن بعض السائقين باتوا يعاملون الركاب بمزاجية قائلين للمواطن «اذا ما عجبك خليك ناطر بالكراج» , ومن الأمور المزعجة أيضا هو اضطرار الركاب للإنتظار بعد فوزهم بمقعد في أحد السرافيس و قيام السائق بالوقوف بالدور المخصص له للوصول إلى الصهريج لتزويده بمخصصاته من مادة المازوت اليومية قبل انطلاق سيارته العاملة على أحد خطوط الريف , مما يزيد من انتظار المواطن وقت الظهيرة ويؤخره في الوصول إلى بيته , عدا عن اعتماد باب واحد لدخول الركاب أحيانا في المحطة» علما أن هناك اثنين واحد لدخول النساء والآخر للرجال مما يسبب ازدحاما شديدا وتدافع الركاب وامتعاضهم قبل تمكنهم من الدخول للمحطة والظفر بمقعد بالسرفيس المغادر .
غلاء الأسعار
فيما تحدث عماد عن غلاء الأسعار ضمن المحطة قائلا : هناك العديد من المحال المستثمرة ضمن المحطة منها مطاعم ومحال حلويات وألبسة ومشروبات ومواد غذائية متنوعة , إضافة إلى محال تحويل رصيد للأجهزة الخلوية وغيرها , ولكن المشكلة كما قال تكمن بالأسعار المضاعفة التي يطلبها أصحاب تلك المحال من المسافرين مستغلين حاجتهم أحيانا ..  

النظافة جيدة
الطالب أمجد قال : نعيش يوميا معاناة حقيقية في الذهاب من الريف إلى المدينة وبالعكس حتى وصولنا للكراج ومن ثم إلى الجامعة ,فأنا مضطر للسفر ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل ,ونحن الطلاب محكومون بالوقت , وأحيانا كثيرة اضطر للوقوف بانتظار السرفيس في وقت أبكر حتى أستطيع تأمين وسيلة نقل ,وبعد انتهاء دوامي في الجامعة ,أواجه صعوبة في الوصول إلى المحطة الشمالية بسبب الازدحام الشديد؛ فأحياناً يستغرق الوقت للوصول إلى المحطة ما يعادل وصولنا إلى قرانا . ، فتواتر الباصات لا يتناسب مع عدد الركاب الذين يقفون بانتظار الباص بشكل يومي.
ونأمل من الجهات المعنية حلّ مشكلة النقل المستعصية كما يبدو، وخاصة السرافيس العاملة على خط حمص – القبو , إضافة الى بعض خطوط المنطقة الغربية , حيث تزداد المشكلة وتتفاقم خلال أوقات الصباح وعند الظهيرة في محطة الانطلاق وهذا يظهر من خلال تجمع طابور كبير من الموظفين والطلاب بانتظار قدوم سرفيس يقلهم إلى وجهتم، من والى المدينة يوميا.
وأشار الى موضوع النظافة في المحطة الشمالية قائلا : هناك بعض حاويات القمامة والنظافة بشكل عام لا بأس بها , إضافة إلى قيام بعض أصحاب المحال بعرض بضاعتهم خارج حدود المحل مما يضيق المساحة المخصصة لعبور المواطنين الى الجهة الأخرى حيث تجمع السرافيس.

صعوبات يومية
أحد السائقين قال :نقوم بنقل الركاب و اغلبهم من الطلاب والموظفين من القرى والعمل جيد لكننا نعاني من أن التسعيرة الحالية لا يمكن أن تفي بالغرض وتمنوا أن يعيد المعنيون النظر في وضع التسعيرة.
أبو أحمد « سائق على أحد الخطوط» قال : هناك صعوبة في تأمين المحروقات التي تعدّ مشكلة كبيرة الأمر الذي دفع بعض السائقين إلى العزوف عن العمل، بالاضافة الى تأمين خدمات لائقة وضرورية كوضع مظلات تقينا من حر الصيف و وبرد الشتاء كما نعاني من ضيق المحطة حيث أن معظم السيارات تصطف خارجها ، ونتمنى ان يكون هناك اهتمام أكثر بالمرافق العامة ونظافتها .
أصحاب المحال
علي سعود صاحب محل ألبسة و حلويات قال: تبلغ قيمة ايجار المحال 300 ألف ليرة بينما علي القاسم مستأجر ثلاث محال ومطعم قال: قيمة ايجار أحد المحال 100 ألف ليرة بالتراضي بعد أن تم طرح المحال بالمزاد العلني ثلاث مرات.
صاحب محل حلويات آخر قال: يبلغ ايجار المحل 185 ألف ليرة بعد القيام بمزاد علني أيضا.

المحطة مستثمرة
أحمد إبراهيم محمد مدير محطة نقل الركاب الشمالية قال :المحطة خدمية ومستثمرة من قبل نقابة عمال النقل البري ونقوم بتنظيم الهيئات الإدارية للسائقين مع القطاع الشمالي ويبلغ عدد الخطوط حوالي 22 خطاً تشمل المنطقة الشرقية –المشرفة – المخرم يتفرع منه عدة خطوط المنطقة الشمالية تلبيسة -الرستن – الغنطو – وحماة – الدار الكبيرة – منطقة الوعر – خط مصياف – فاحل – القبو- الحولة – عوج – المنطقة الغربية – خربة التين – خربة الحمام شين تلكلخ – وادي النضارة .
وتبلغ المخصصات اليومية من مادة المازوت 15 ألف ليتر يومياً , توزع بموجب البطاقة الذكية .
وتفادياً لحدوث الازدحام أشار إلى أنه تم إتباع آلية جديدة في تعبئة السيارات فعند دخولها المحطة تعطى الكمية لنقلة واحدة وعدم خروجها من المحطة إلا مع الركاب
ويبلغ عدد السيارات 560 سيارة وعدد المحال 13 محلاً ومطعماً والمؤجر منها فعليا 11 محلاً ومطعم ..
ولدى سؤالنا عن عدم توفر وسائل نقل بعد الظهر وخاصة للمنطقة الغربية قال :يتعلق هذا الأمر بوجود الركاب لبعض الخطوط وعدد السيارات العاملة عليها ,وهناك سيارات مناوبة تبقى حتى الساعة الثالثة والنصف ظهراً في أغلب الأحيان .

مخالفات وتنظيم ضبوط
وقد أفادنا مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص إلى أنه في العام الماضي تم تنظيم ثلاثة ضبوط على سيارات نقل الركاب شملت تقاضي تسعيرة زائدة و بدل الخدمات وإعلان بالسعر الزائد , وعدم إعلان عن أجور بدل خدمات , وتنظيم ضبطين عدليين بحق المطاعم والمحال الموجودة بالمحطة , أما في العام الحالي فقد تم تنظيم (7) ضبوط شملت تسعيرة زائدة ومخالفات أخرى, وأشار إلى وجود عناصر من المديرية تقوم بسحب عينات من المواد الغذائية التي تباع في المحطتين الشمالية والجنوبية وتحليلها , وفي حال وجود مخالفة يتم تنظيم الضبط اللازم .
شذا الغانم – هيا العلي
ت: الحوراني

 

المزيد...
آخر الأخبار