ثورة الثامن من آذار انطلاقة حقيقية لنشر العلم والمعرفة.. صيانة وتأهيل المدارس بعد عودة الأمان لربوع المحافظة

يحتفل الشعب العربي السوري بذكرى ثورة الثامن من آذار المجيدة , في وقت يمر فيه الوطن العربي وسورية بظروف وتحديات كبيرة نتيجة التآمر الخارجي وتصاعد الهجمة الأمريكية والصهيونية والتمزق العربي غداة تحول بعض الأنظمة العربية إلى أدوات لتنفيذ هذه المخططات الغربية والأمريكية التي تواجهها سورية بتمسكها بثوابتها الوطنية والقومية وتعزيز القرار الوطني المستقل والسير باتجاه بناء سورية المستقبل.
وحققت سورية في ظل ثورة الثامن من آذار وبعدها الحركة التصحيحية تحولات وانجازات ونجاحات هامة على مختلف الأصعدة ,ورسخت الحركة التصحيحية أسس قيام نهضة شملت جميع مناحي الحياة باتجاه النهوض والتطوير والتحديث الداخلي في جميع المجالات بهدف تحقيق التنمية الشاملة حيث حققت على مدى عقود قفزات واسعة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربية والتعليم, التقينا مدير التربية في حمص أحمد الابراهيم ليحدثنا عن تطور قطاع التعليم في ظل ثورة الثامن من آذار وتأثر واقع التعليم في ظل الحرب التي تعرضت لها سورية على مدى ثماني سنوات…

نشر العلم وتوفير مستلزماته
بدأ مدير التربية حديثه قائلا : لقد تطور قطاع التربية في ظل ثورة الثامن من آذار تطورا متميزا من حيث عدد المدارس والمعاهد المتوسطة وتأهيل المعلمين ومن حيث تأمين تقنيات حديثة تواكب تطور المناهج والارتقاء بها.
وأضاف : أولت ثورة الثامن من آذار اهتماما متميزا لبناء الإنسان واعتبرت عملية بنائه هي من أولى اهتماماتها باعتبار أن الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة وهو من أهم أدوات التطور والتغيير نحو الأفضل .
وسعت بعدها الحركة التصحيحة إلى نشر التعليم وتوفير مستلزماته وتحقيق ديمقراطية التعليم وتطوير مضامينه وفروعه بوصفه وسيلة للتقدم والتنمية المستدامة ومصدرا أساسيا في بناء اقتصاد المعرفة , وفي هذا الإطار انصب الاهتمام على التعليم والتعلم وقضاياه وقوة المعرفة ودفع مسيرة العمل التربوي والتعليمي والبحث العلمي والقائمين عليه وتحسين التعليم والوصول به إلى مستوى التميز , وتطوير المناهج والأساليب الحديثة وتوظيفها في خدمة إنتاج المعرفة من أجل تنمية المجتمع لتطويره والارتقاء به فكريا وعلميا واقتصاديا ومعرفيا .
استمرار النهج
وأضاف : أصبحت مدارسنا ومعاهدنا مشاعلاً يشع منها نور المعرفة والعلم , وينتشر في جنباتها الحب , وقد أكد القائد المؤسس حافظ الأسد على نشر العلم والمعرفة من خلال وعي علمي وحضاري وإنساني يأتي من خلال الدور التربوي الاجتماعي العلمي الذي تؤديه المدارس والمعاهد ..
و استمر هذا النهج في عهد السيد الرئيس بشار الأسد الذي عمل دائما على الارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية في سورية من خلال نهج التطوير والتحديث والاستمرار في دعم التعليم وتطويره بكل المقاييس والمفاهيم لكي يواكب التعليم في بلدنا التطورات العلمية والمعرفية القائمة في العالم .. فلقد استمر بناء المدارس والجامعات وإحداث مراكز لتطوير المناهج التربوية وإحداث مركز التقويم والقياس التربوي , وهناك سعي دائم إلى النهوض بالمستوى التعليمي والثقافي للإنسان في سورية لكي يحقق التقدم والازدهار في بلدنا الذي نفتخر بالانتماء إليه .
وأشار مدير التربية إلى أن التطور في مجال التعليم والفكر ينعكس إيجابا على تحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي وثقافي مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في بلدنا ونوه إلى أن عملية التطوير أتت على مناح أربعة في العملية التعليمية التعلمية أولها تطوير وتحديث البناء المدرسي وبناء المناهج الحديثة المطورة التي تعد الإنسان إعدادا علميا واجتماعيا ومعرفيا يستند فيها إلى طرائق تربوية حديثة وتقنيات عالية متطورة
تحديات كبيرة
أما عن واقع التعليم في ظل الحرب التي مرت بها بلدنا خلال السنوات الثماني الماضية فقال : في ظل الحرب الناجمة عن مؤامرة كونية استعمارية نتيجة لمواقفنا الصامدة والشجاعة , وقد تأثر قطاع التعليم بسبب استهدافه , مما أدى إلى خروج ما يقارب (418) مدرسة عن خدمة التعليم بسبب الأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعات التكفيرية الظلامية, وأدى ذلك إلى استشهاد عدد من المدرسين والمعلمين والطلاب , وبخروج بعض المدارس من الخدمة أصبحت مراكز إيواء , مما جعل التحديات كبيرة أمام العملية التعليمية التعلمية , ولكن إرادة الحياة والصمود عند الإنسان السوري جعلت الكادر التعليمي والإداري يستمر في الدوام بالمدارس متحديا كل أشكال الحقد والظلم الذي تقوم به العصابات الإرهابية من رمي القذائف على الطلاب في مدارسهم والذين لم ينقطعوا مع مدرسيهم عن الدوام وإجراء الامتحانات , والعمل على محاربة الفكر الإرهابي الظلامي , و مدارسنا منارات تشع فكرا تقدميا وطنيا وفكرا علميا معرفيا , وتدعو إلى نبذ كل أشكال الفكر الظلامي الوهابي التكفيري , ونحن مع طلابنا ومدرسينا نقف جميعا مع الجيش العربي السوري الباسل الذي يسطر أروع الملاحم والانتصارات على الإرهاب من خلال استعمال سلاح القلم والفكر لنهزم الظلام , فسورية رغم كل هذه الهجمة الشرسة صامدة وعزيزة ,أبية وقوية بفضل حكمة واقتدار وشجاعة قائدها وتضحيات جيشها وصمود شعبها .
85 ٪ من المدارس مفعلة
وحول واقع المدارس قال : كان وضع المدارس صعبا نتيجة لتعرض بعضها للتخريب على يد الظلاميين , فأصبح هناك نقصا في عدد المدارس مما اضطرنا لإيجاد البدائل , ومنها عودة الدوام النصفي للمدارس تلافيا للنقص وقمنا وبمساعدة الجهات الحكومية العمل على استمرار العملية التعليمية التعلمية حتى في المناطق التي كانت تحت سيطرة العصابات المسلحة واستمرار دوام المدارس فيها رغم كل التحديات والصعوبات , كما تم تأمين قدوم الطلاب في تلك المدارس لتقديم الامتحان في مدينة حمص .
وأضاف : بعد تحرير كل منطقة من رجس الارهابيين كنا نباشر مع بقية المؤسسات لإعادة تأهيل المدارس وترميمها وافتتاحها قبل عودة المواطنين الى تلك المناطق وبالتالي تمت صيانة وإعادة عدد كبير من المدارس في الأحياء المحررة وفي الريف الذي تم تحريره بشكل كامل .. موضحا أنه تم إعادة تفعيل 85% من المدارس التي كانت مراكز إيواء وتأهيلها وصيانتها .
دعم نفسي
وفي محاولة لترميم ما خربته العصابات الإرهابية المسلحة على المستوى الإنساني قال مدير التربية : قمنا بتوجيه الموجهين التربويين للعمل على غرس القيم الأخلاقية ومحبة الوطن عند الطلاب وضرورة الدفاع عنه بكل الإمكانيات ومحاربة الفكر الظلامي من خلال العلم الذي سيهزم ظلامهم , إضافة إلى قيامهم ببث روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل وأن النصر قريب , وأن الاستقرار والأمان سيعود إلى ربوع سورية , والحث على أن يبقى الأمل هو العنوان الذي يدفعنا للعمل والإخلاص .
ربط التكنولوجيا بالتعليم
وفيما يخص تطور القطاع التربوي والتعليمي قال : تم رفد الجهاز التدريسي بالتقنيات المتواصلة وتعميق التأهيل التربوي وربط التكنولوجيا بالتعليم وإحداث المجمعات الإدارية في المناطق والنواحي البعيدة عن المحافظة ورفدها بالموجهين الاختصاصيين والتربويين لمتابعة سير العملية التربوية والنهوض بها, كما تم الاهتمام بالتعليم الإلزامي ومعالجة التسرب وتطوير المناهج المدرسية التربوية ليكون أبناؤنا بناة حقيقيون للوطن كما أرادهم القائد المؤسس حافظ الأسد وكما يريدهم السيد الرئيس بشار الأسد راعي العلم والعلماء والذي ارتقت في ظل رعايته العملية التعليمية بكل مستوياتها من حيث إعداد الكوادر المتخصصة وتحسين البنى التحتية وتطور المختبرات الحاسوبية وغيرها من بناء مدارس جديدة وإعداد ملاعب للطلاب في المدارس .
وأضاف:تم افتتاح ما يقارب 147 مدرسة في الريف الشمالي , وإعادة تأهيل 74 مدرسة أيضا في الريف الشمالي عام 2018 , وصيانة 15 مدرسة في المدينة من الموازنة الاستثمارية , وصيانة 26 مدرسة من قبل بعض المنظمات ريفا ومدينة.
أما خطة العمل لعام 2019 فهي: صيانة (50) مدرسة في الريف الشمالي بتكلفة 200 مليون ليرة بين صيانة خفيفة إلى متوسطة .
أما الخطة الإسعافية : فمن المفترض صيانة 119 مدرسة بتكلفة تقديرية 992 مليون ليرة سورية .
أخيرا :
أشار مدير التربية إلى أن ثورة الثامن من آذار أصبحت الأكاديمية والمنهل الأساسي لأي إنجاز تربوي وهي منارة عبر التاريخ للأجيال القادمة ومما يميز إنجازات ثورة الثامن من آذار تلازم الفعل مع القول في مسيرة الصدق والوفاء .
وأضاف : إننا حريصون على أن نطبق مقولة القائد المؤسس عن المدارس حين قال:( نحن نريد لمدارسنا أن تكون مراكز إشعاع يتلقى فيها أبناؤنا العلوم بأنواعها, ويقتبسون شعلة الروح الوطنية من معلميهم), والأروع أن يتسلم هذه الرسالة ويقرن القول بالفعل ابن هذه المدرسة السيد الرئيس بشار الأسد , ودليل ذلك التطور الذي شهده قطاع التربية من حيث افتتاح المدارس وتجهيزها بالوسائل التعليمية الحديثة وتطور المناهج التربوية التي توجت بإدخال مادة المعلوماتية إلى المدارس وكذلك تطوير أداء المعلمين والمدرسين عن طريق إلحاقهم بدورات نوعية خاصة لإطلاعهم على أحدث النظريات والأساليب التربوية, واليوم نحتفل بهذه الذكرى ونعاهد السيد الرئيس أن نكون جنداً أوفياء خلف قيادته الحكيمة والشجاعة , نسعى جاهدين للنهوض بالواقع التربوي وتحسينه ونسير جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري الباسل الذي يقدم كل التضحيات لتبقى سورية قوية ومنيعة وصامدة في وجه كافة المؤامرات التي لن تنال من عزتها وقوتها .

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...