نبض الشارع    .. عقد تربوية ..

الصدمات الناتجة عن أخطاء في تصحيح أوراق امتحان الشهادات وجمع العلامات وإدخالها  على الكمبيوتر، أشد مضاضة من الرسوب الناتج عن إهمال الطالب وكسله …

فمن المفارقات المؤلمة كمية  الاعتراضات التي تعد بالآلاف ، بمعنى أن نهج الخوف والقلق كرسته جهاتنا التربوية لدى الطلبة وأهاليهم بدل نهج الطمأنينة وراحة البال والذي يتأتى جراء شعورهم  بأن أوراق أبنائهم بأيد أمينة، حيث تحولت قلة تركيز وانتباه المتابعين لعملية التصحيح إلى ثقافة قائمة مثلها مثل ثقافة المخالفات والفوضى التي تتكرس بالتقادم والإهمال وعدم المحاسبة وترك الحبل على الغارب …

نعلم بأن المصححين أناس مثلنا يخطئون ومن لا يخطئ  لا يتعلم ، لكن هنا الخطأ كارثة ” و الخطأة بكفرة ” كما يقولون ، والعلامة لا تقدر بثمن ، ونعلم كذلك علم اليقين بأن الاعتراض لا ينصف الطالب وإنما هو عبارة عن عملية إعادة جمع العلامات فقط ومن الصعب تصور الأثر الذي تتركه هذه الفترة بين صدور نتيجة الاعتراض والتحضير للتكميلية من تلف أعصاب وإرهاق ودفع أجور دروس خصوصية لأن احتمال الرسوب بالمادة وارد بل كبير ومعلوم  الأعداد الكبيرة من  الطلاب الذين يتقدمون باعتراضاتهم عقب صدور نتائج الامتحانات …

وكثيراً ما نسأل : الخطأ مسؤولية من؟ فالشهادات ليست تسلية  ومستقبل  الطلاب يستحق الكثير من العناء والدقة والمتابعة موازاة بالسهر والجهد والتعب الذي عاناه الطالب على مدار السنة وعلامة واحدة كفيلة بتغيير مستقبله .. ويفترض حيال هذا أن يكون المصحح متقداً حماسة للعمل بصفاء ذهن يصاحبه هدوء وحذر وصدق…

نعلم أن القائمين على عملية التصحيح ليسوا بأفضل حال ويواصلون الليل مع النهار في ظروف مادية ومناخية صعبة حيث لا مواصلات أو مكيفات أو تعويض مادي يبل الريق ويرفع المعنويات ويحفز على حمل الأمانة بكل صدق ووجدان .. والصورة التي تم تداولها  على مواقع التواصل الاجتماعي لمصححي أوراق شهادة التعليم الأساسي في محافظتنا أثناء تصحيح الأوراق على ضوء فلاش الموبايل ، هذه الصورة للحظة تحسبها مفبركة ومغرضة لكن للأسف واقعية مئة بالمئة وتم توثيقها من قبل جهة إعلامية عبر التواصل مع المعني في تربية حمص الذي أكد فيها أن الكهرباء انقطعت واللدّات  ضعفت ” …يعني دبر حالك يا مصحح ؟!..

ولا تسأل أنت المواطن المسكون بالقلق والانتظار  إن غفلت عينا المصحح عن شاردة أو واردة في ورقة ابنك الطالب الذي عايش كل ظروف القهر من حر وفقر لتأتي القشة  التي قصمت ظهر البعير …

أحلام مشوبة بالألم ، ونتائج رسخت لدى الأهالي قناعة مسبقة بأن هناك أخطاء ستقع وأن عجلة تصحيح مواد أبنائهم خلال فترة قصيرة وبظروف صعبة  ستظهر بعض الأخطاء وحلها يا مواطن إذا فيك تحلها .. عقدة بدها ألف حلاّل وحلاّل ..

حلم شدود

 

 

المزيد...
آخر الأخبار