معركة ميسلون .. أسطورة في التحدي والإصرار على دحر المعتدين

جسدت معركة ميسلون بقيادة البطل يوسف العظمة ملحمة وطنية شكلت منعطفا في تاريخ النضال والمقاومة في سورية فكانت القاعدة الصلبة لإنجاز الاستقلال ودحر المحتل الفرنسي عن أرض الوطن وتحقيق الجلاء.

الموجهة الاختصاصية ومنسقة مادة التاريخ في مديرية التربية بحمص منى كنجو قالت :

معركة ميسلون… هذه الملحمة التاريخية التي حدثت في الرابع والعشرين من شهر تموز عام 1920   أسست لمرحلة جديدة من النضال الوطني ضد الغزاة والمستعمرين وأججت الشعور الوطني وعكست ارتباط الجندي العربي السوري بأرضه ووطنه واستعداده لبذل روحه ودمه في سبيل كرامة سورية وعزتها وحريتها واستقلالها مظهرة للعالم أجمع إرادة ذلك الجندي في مقاومة المحتل ورده على أعقابه مهما كلف ذلك من تضحيات ومهما تعاظمت قوة المحتل وجبروته.

وأضافت : في يوميات معركة الشرف والإباء”ميسلون”  سجل التاريخ في صفحاته مقاومة الشعب السوري لكل محتل مر أو حاول المرور على أرض وطنه وهذا ما كان في عام 1920 حين أعلن السوريون رفضهم إنذار غورو لفرض الانتداب الفرنسي على الشعب السوري وحل الجيش الوطني فما كان من وزير الحربية آنذاك يوسف العظمة ورفاقه والمتطوعين إلا الإسراع لمواجهة هذا الإنذار بكل بسالة وشجاعة واتجهوا إلى ميسلون لمجابهة القوات الفرنسية الغازية التي تحركت باتجاه دمشق رغم معرفة البطل العظمة بعدم تكافؤ القوى مع المستعمر الفرنسي المدجج بأعتى أنواع الأسلحة.

هذه المعركة الخالدة أسفرت عن استشهاد البطل العظمة وعدد كبير من المقاتلين بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية فداء للوطن حيث أراد البطل يوسف العظمة ورفاقه المناضلون من معركة ميسلون أن يحفظ هيبة تاريخ سورية المقاوم كما أراد أن يسجل موقفا أمام الشعب السوري نفسه بأن جيشه حمل لواء المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي منذ اللحظة الأولى وأن ذلك سيكون نبراسا لهذا الشعب في مقاومته للمحتل ليهتدوا بهديه.

معركة ميسلون التي لم تكن متوازنة من حيث العدد والعتاد مع القوات الغازية لكنها أثبتت بأبطالها أن المقاومة تعد الأسلوب الأنجع في مواجهة المحتل وأن السوريين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخلوا عن إرادتهم الوطنية وتمسكهم باستقلالهم ووحدة أراضيهم وحريتهم أو ينصاعوا لإرادة الأعداء.

كما وضعت تلك المعركة الخالدة في تاريخ سورية الجنرال غورو أمام حقيقة راسخة أنه لا يمكن كسر إرادة الشعب السوري حيث تحولت هذه المعركة إلى شرارة أشعلت المقاومة في وجه المحتل الفرنسي في كل أرجاء سورية لتحقيق جلاء المستعمر الفرنسي عنها عام 1946 بعد حقبة من النضال الطويل والمشرف تحولت خلاله معركة ميسلون إلى أسطورة في التحدي والإصرار على دحر المعتدين و رد أطماع الغزاة الفرنسيين في سورية من خلال التضحيات العظيمة لأبطال الجيش والمتطوعين من الشعب السوري.

ويستلهم اليوم الشعب السوري وبواسل جيشه قيم ومعاني ودلالات معركة ميسلون من خلال خوضهم لأشرس معركة عرفها التاريخ في مواجهة تنظيمات إرهابية مدعومة من الغرب الاستعماري وكيان الاحتلال الإسرائيلي وتركيا ليثبتوا للعالم أن سورية ستبقى كما كانت وفية لمبادئ رجالاتها وقادتها العظام الذين لم يفرطوا يوما بالأرض أو يساوموا على ذرة تراب واحدة وأن النصر حليفها على الدوام بفضل تضحيات أبطالها منذ فجر تاريخها إلى يومنا هذا.

هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار
البيان الختامي للقمة العربية في البحرين: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً ورفع الحصار عنه الرئيس الأسد يبحث مع الرئيس العراقي التعاون بين البلدين الرئيس بشار الأسد يلتقي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الرئيس الأسد يبحث مع ملك البحرين سبل تعزيز العلاقات بين الدول العربية بما يخدم مصالح شعوبها البيان الختامي للقمة العربية في البحرين: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً ورفع الحصار عنه بوتين في رسالة للقمة العربية: إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بات أمراً ملحاً الرئيس الأسد يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود على هامش اجتماع الدورة العادية الـ... بمشاركة الرئيس الأسد.. انطلاق أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة بمشاركة الرئيس الأسد.. قمة المنامة العربية تنعقد وسط تحديات كبيرة تشهدها المنطقة العربية الرئيس الأسد يصل المنامة للمشاركة في أعمال القمة العربية بدورتها الثالثة والثلاثين