استثنائيون صاغوا قصة مجد في ساحة المعركة وعادوا بإصابات حرب متفاوتة زادت من عزيمتهم و لم تثنهم عن صوغ حكاية مجد وبطولة تليق بكل فرد منهم…. و بدعم لا متناه من مشروع جريح الوطن قادر ومتمكن حجز جرحى حمص مكانهم بجدارة بين الناجحين في شهادتي الثانوية و التعليم الأساسي .
مدير المشروع بحمص عهد محمد أكد أن نسبة الناجحين من الجرحى المتقدمين لامتحانات الشهادتين كانت جيدة و نتمنى في الأعوام القادمة من تحقيق نسبة نجاح كاملة، موضحاَ أن عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية كان 32 جريحاَ نجح منهم 23 ورسب 9 فقط و بحسب معايير وزارة التربية يحق لسبعة من الراسبين الإكمال في امتحانات الدورة التكميلية و هم اليوم يتلقون دروساَ مكثفة بدعم كامل من المشروع ليتمكنوا من تحقيق النجاح, أما بالنسبة للجرحى المتقدمين لامتحانات شهادة التعليم الأساسي أوضح المحمد أن عددهم 12جريحاَ نجح منهم 9 جرحى ولم يتمكن 3 جرحى من تحقيق النجاح لكن الهمة قوية و المحاولات لن تتوقف… وتحدث المحمد أن المشروع يدعم تعليم الجرحى بدءاَ من محو الأمية و حتى الماجستير ورسالة الدكتوراه وكانت سابقاَ تقدَم هذه الخدمة لجرحى العجز من نسبة 80٪ فما فوق أما هذا العام تميز المشروع بتقديم الخدمة لجرحى العجز الجزئي من صفوف الجيش و قوى الأمن الداخلي والقوات الرديفة المشمولين بالمشروع و الذين تنطبق عليهم المعايير و الغاية من توسيع شريحة المستفيدين لتحقيق فائدة ودعم أكبر يمكن الجريح من دخول سوق العمل بقوة…
وأكد أن الجريح محور اهتمام المشروع بكل كوادره و إمكاناته و خلال العام الدراسي لم يدخر المشروع جهداَ أو طريقة لدعم الجريح بكل السبل متحملاَ كل التكاليف المادية ومراعياَ ظروف الجريح ، لكن داخل المركز الامتحاني يعامل الجريح كطالب عادي و يخضع لقوانين و تعليمات وزارة التربية مؤكداَ أن الجرحى لم يحصلوا على أية ميزة عن بقية الطلاب و النجاح جاء ثمرة جهد الجريح وتعاون أهله و دعم المشروع.. وأضاف :شريكنا الأساسي بدعم التعليم هو وزارة التربية و كانت نتائج وبنود اتفاقية المشروع مع الوزارة واضحة و مميزة منها تقديم الكتب و دورات تعليمية و التسجيل بدائرة الامتحانات و تأمين المركز الامتحاني الصحي والذي كان واضحاَ فيه دور الصحة المدرسية و حضورها و تواجد طبيب و ممرضين اثنين بكامل تجهيزاتهم خلال الفترات الامتحانية كلها و مواءمة المركز لمرور كرسي مدولب أو ووكر بما يتناسب مع الوضع الصحي للطلاب….
وعن أهم الصعوبات التي واجهها جرحانا هذه العام أوضح المحمد أنها تتمثل بفترة الانقطاع الكبيرة عن الدراسة بين فترة الإصابة و التعافي و العودة للدراسة و بالتالي المهمة الصعبة بتعويض الفاقد التعليمي و بشكل خاص للجرحى الذين نالوا العام الماضي شهادة التعليم الأساسي و تقدموا هذا العام للشهادة الثانوية… أما المشكلة الأكبر التي واجهت الجرحى خلال الامتحانات عدم توفر مدرسين اختصاصيين للكتابة عن الجريح الذي لا يسمح له وضعه الصحي بالكتابة… و نعمل حالياَ على تقييم عملنا خلال العام الفائت من خلال سبر آراء شريحة المستفيدين من الخدمة لدراسة الإيجابيات و تعزيزها و البحث عن السلبيات لتلافيها لإمكانية تطوير عملية دعم التعليم…
وأكد أن المشروع يتطور في مجال دعم التعليم ليشجع كافة الجرحى لمتابعة التحصيل العلمي الذي هو أحد الخطوات باتجاه الشهادة الجامعية ومن بعدها الدخول لسوق العمل وفق التخصص… ومانراه من نتاج في السنوات الأخيرة من تميز للجرحى في بعض الاختصاصات الجامعية هو ثمرة جهود كبيرة من قبلهم و بدعم من المشروع و هم يشكلون نموذجاَ إيجابياَ لتحفيز بقية الجرحى.. و أكد المحمد أن مشروع جريح الوطن قادر و متمكن هو المظلة الراعية لكافة الجهات الشريكة و صاحبة الدور بأي خدمة تقدم للجرحى وهو صديق ورفيق الجريح بمشواره و الجهة الميسرة لوصوله لهدفه و تحقيق النجاح الذي يليق به..
العروبة هنادي سلامة