لم يرتبط الزيتون بتاريخنا من باب العبثية , فبلادنا كانت و ستبقى المنبع الحقيقي لكل ما ينبض بالروعة والتميز.. و أكدت دراسات علمية متعددة أن زيت الزيتون غني بالدهون الصحية كونه يحتوي على نسبة تصل إلى 73% من حمض الأوليك الأحادي غير المشبع و الذي يساعد على تقليل مسببات الالتهاب و له آثار إيجابية على الجينات المرتبطة بمرض السرطان و يساعد على منع انتشار الخلايا السرطانية و يقلل من تأثيرها على الجسم , كما أنه يحتوي على خصائص قوية مضادة للالتهابات وتساعد بدورها على درء و إبعاد عوامل الإصابة بالأمراض المزمنة ويقلل من مشاكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية و التخثر وغيرها..
ولكن الأمر الملفت هو غياب شبه كامل لمشاريع استثمارية تابعة لاتحاد الفلاحين تعنى بالشأن الزراعي خاصة و أن المواد الأولية متوفرة و بأرخص الأثمان و بأقل التكاليف إذا ما قورنت بأي مشروع آخر ..
تساؤلات كثيرة مطروحة عن مطالبات بإقامة مشاريع استثمارية مثل محطات وقود أو محال تجارية يعود ريعها للمنظمة الفلاحية مع غياب كامل لبعض الأفكار الخلاقة مثل إنشاء معاصر زيتون أو شراء جرارات زراعية أو إنشاء مداجن أو غيرها من المشاريع المعنية بالشأن الزراعي لتكون فرصة حقيقية لخلق فرص عمل من جهة و لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للفلاحين من جهة ثانية …
وحالة اليوم فيها من الاختلاف الشيء الكبير إذ تستعرض(العروبة) التوقف الطويل عن الاستفادة من مشروع استثماري مهم للفلاحين و البحث عن أسباب عدم تزويد بناء المعصرة الذي كان حلماً في يوم مضى..
فالبناء مشاد منذ 22 عاماً بعد بذل جهود كبيرة جداً إلا أن المصير كان التوقف و ترك أبواب المنشأة مشرعة تصفر فيها الريح مع غياب كامل عن أي نشاط استثماري يعود بالنفع على المنظمة بشكل عام , وعلى فلاحي المنطقة بكل خاص ,ونشير هنا إلى أن الاستثمار الخجول و الذي بدأ منذ خمس سنوات فقط يعود ريعه للقطاع الخاص و بأجار سنوي بسيط .. و خلاصة القول :إن تزويد المعصرة بالآلات سيكون له الفائدة الاقتصادية الأكبر للفلاحين ..
هنادي سلامة
المزيد...