“البيض” يغيب عن موائد المواطنين .. خروج عدد كبير من مربي الدواجن من سوق العمل يزيد الطين بلة ..

تعاني شريحة كبيرة من المواطنين اليوم صعوبة تأمين أهم الاحتياجات الغذائية حتي بالحدود الدنيا فالغلاء الفاحش يطول كل الاحتياجات بالمعنى الحرفي للكلمة بدءاَ من التكاليف للنقل لأجور اليد العاملة لتكون النتيجة أسعار لاتتناسب بالمطلق مع دخل الأغلبية العظمى التي تحولت من طبقة متوسطة إلى طبقة تحتاج للكثير من الأساسيات وتعجز عن تأمينها…

واليوم المقلق أكثر عجز الأسر عن تأمين احتياجات غذائية ستكون لاحقاَ وبعد زمن قصير السبب بأمراض لايستهان بها ونقص فيتامينات ومعادن بالنسبة للأطفال و الدخول بدوامة البحث عن أدوية ومكملات تضع الأسر في خانة اليك و العجز الكلي عن ترميم النقص وحديثنا اليوم عن مادة البيض بالتحديد و التي تعتبر أساسية في ظل غياب البروتين الحيواني والفيتامينات و غيرها من المعادن مع غياب اللحوم و عدد كبير من أنواع الفواكه عن قائمة المشتريات…. و على اعتبار أن حصة الفرد الواحد أربع بيضات أسبوعياَ على الأقل أي مايعادل صحن بيض كامل شهرياَ يصل سعره اليوم إلى 15500 ل. س مع ارتفاع تجاوز 20٪ دون سابق إنذار ودون مبرر واضح للمستهلك الذي تتكاثر عليه الاحتياجات وبالتالي فالأسرة المكونة من أربعة أفراد تحتاج لـ60ألف ل. س ثمنا لمادة البيض فقط و وهو رقم يتجاوز نصف راتب موظف من الفئة الأولى يجد المواطن أن الاستغناء هو الحل الأفضل وهو أمر يطبقه على كثير من الأساسيات…

مواطنون التقتهم العروبة أكدوا أن البيض لم يدخل بيوتهم منذ فترة طويلة مماثلاَ في غيابه الكثير من الأساسيات التي يعجز رب الأسرة عن تأمينها فالدخل لايتناسب مع المصروف ومنطق ارتفاع الأسعار التصاعدي دون مبررات لايتمكن عاقل من فهمه أو التعايش معه….

احد مربي الفروج البياض أوضح لـ العروبة انه قام مؤخراَ ببيع كل الإنتاج و الفروج بسعر أقل من التكلفة وتوقف عن العمل و هذا كان الحل الوحيد لوقف مسلسل الخسارات المتلاحقة التي يتكبدها منذ سنوات عدة، كاشفاَ أن الأمور خرجت عن الحد المعقول منذ أشهر و لم يعد يتمكن من تلبية احتياجات مزرعته مؤكداَ أن عدداَ كبيراَ من المربين لايجدون أمامهم إلا هذا الحل رغم صعوبته و ضياع فرص عمل متعددة…

احمد كاسر العلي رئيس غرفة زراعة حمص أوضح أن الارتفاع الأخير بأسعار البيض سببه المباشر خروج عدد كبير من المربين من سوق العمل نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد و المحروقات ومختلف مستلزمات الإنتاج… كاشفاَ أن السعر السابق للبيض وهو بحدود 12000 ليرة الصحن لم يكن سعراَ حقيقياَ و لم يكن يصل لتغطية التكلفة وهو أمر راكم الخسائر على عدد كبير من المربين ما أدى لخروجهم من سوق العمل وتحدث عن الأثر السلبي الكبير لموجة الحر الأخيرة التي تسببت بنفوق عدد كبير من الفروج و انخفاض إنتاج البيض في مزارع البياض كاشفاَ أن السعر الحالي سواء للفروج أو البيض لايكاد يصل لتغطية رأس مال الإنتاج دون أي تغطية لخسارة سابقة…

أخيراَ.. نلاحظ اليوم سلسلة من الحلقات المفقودة تدخل المنتِج و المستهلِك بدوامة الخسائر و الحاجة دون إيجاد حلول و يبدو أن أساليب الدعم المعتادة لم تعد تجدي نفعاَ ولابد من البحث عن سبل تستثمر الإمكانيات بشكل أفضل وتساهم في سد الهوة بين مستوى الدخل و الإنفاق لتحقيق توازن ولو بالحدود الدنيا….

العروبة هنادي سلامة

 

المزيد...
آخر الأخبار