أنشأ سكان أحياء حمص القديمة منذ القدم، عدداً من المنشآت العمرانية للوصل بين أبنيةِ الحي الواحد، والتي تعرف باسم “السيباطات”.
وكان السيباط يؤمن الظل لمن يستظلون به صيفاً والوقاية من المطر شتاءً والوصول إلى الدار المجاورة دون المرور بالزقاق إذا كانت الداران لمالك واحد
والسيباطات، جمعٌ مفردهُ “سيباط”، ، ويشير البعض أن أصل هذه الكلمة غير عربية وتعني الظل والحماية والملاذ الذي يقي الثياب من المطر .
وفي السيباط أمكنة مفرّغة من أجل وضع الفوانيس بداخلها، وبطريقة فنية رائعة.
الكاتب “محمد فيصل الشيخاني” ذكر في كتابه “حمص عبر التاريخ”: «أن السيباط هو بناءٌ يصلُ بين طرفي طريقٍ أو زقاق أو بنائين ويستفاد منه للوصول بينهما، ويبنى على الأغلب من الحجر العقد، وهو يتخذ شكلاً مستقيماً، كما يتخذ في بعض الأحيان شكلاً متصالباً يصل بين تقاطع أربعةِ أزقة، كما في سيباط “بيت القاضي” الذي تبنى عليه عدة حُجرات، وتسمى هذه الحُجرات “الشرفة” كما في أبنيةِ الأندلس القديمة ، حيث كانت محط اهتمامٍ، وتزين بالنقوش والمقرنصات.
و يرى الأسدي في مجموعته أن كلمة سيباط مأخوذة عن الفارسية (سابة) و تعني الظل و الحماية و الملاذ, و (بوش) و تعني اللباس. و يريدون بذلك الملجأ الذي يحمي الثياب من المطر, كما أن كلمة السَبط جمع سباط وتعني المطر الغزير
كان عدد السيباطات في حمص 20 سيباطاً، يوجد معظمها بجانبِ دورِ العائلات الكبيرة ..