إهمال الأهل لأولادهم يعيق تطورهم  وتفكيرهم…

يعيش الكثير من الأطفال ظروفا صعبة في مجتمعنا .. للأسف.. فهم عاشوا ظروف الحرب بكل تفاصيلها ..والظروف الاقتصادية المترتبة عليها والمعاناة اليومية للأهل في تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة الضرورية … بعض الأطفال فقد  أحد الوالدين أو كليهما أو هجروا من منزلهم .. وقد تعرض العديد من الأطفال إلى العنف الجسدي والنفسي إضافة إلى المعاملة السيئة و التي من النادر يتم التحدث عنها، أو  لفت الانتباه إليها لأنه موضوع  حساس ودقيق وغالباً ما يكون غير واضح وهو  إهمال الوالدين الذي يتميز عن غيره ليس بما يقوم به الأهل من سلوك بل بما لا يقومون به من أجل الطفل.

المرشدة النفسية هلا العيسى تقول : إن إهمال الوالدين للطفل موضوع مهم للغاية كونه يشكل سلب  للاحتياجات الأساسية للطفل التي تساعده على تكوين شخصيته والنمو والتطور.. موضحة بأن  إهمال الوالدين ليس عنفاً مرئياً نشطاً كما هو الحال حين يتعرّض الطفل للضرب أو الإساءة إنما  يتعلق الأمر بطفل يتم إهماله، وعدم الانتباه إلى وجوده .. بل  يتم نسيانه مما يسبب أضراراً في البنيّة النفسية للطفل وفي قدرته على التواصل مع الآخرين ..

حالات موجودة

وأشارت العيسى أن إهمال الأهل قد يكون متعمداً أو ربما غير متعمد.. وقد يكون واضحا كأن تترك الأم ولدها يذهب في نزهة أو زيارة أو إلى المدرسة بملابس غير نظيفة وبدون سندويشة

وقد يكون الأمر غير واضح بشكل مباشر على الأقل إلى أن تظهر الآثار الأولى للإهمال عبر المعاناة والأعراض التي يتسبب بها.

وتابعت القول : يمكن أن يكون الإهمال مدمراً بسبب نقص الرعاية والاهتمام للطفل وقد يكون السبب نقص الحب والتواصل معه ما يعيق تطوره وتفكيره.

وبينت أنه في بعض الحالات، يجعل الإهمال الطفل يعيش في عزلة حسية، ويلغي عقله ببطء وبشكل متواصل ما يحدّ من رغبته في التواصل مع الآخرين وفي استكشاف العالم. كما أن إهمال الوالدين نوع من أنواع الغياب.

وأضافت : للأسف هناك الكثير من الحالات التي يكون فيها الطفل يعيش في بيئة لا ينقصها المال  كما يقال، لكنه يعاني نقصا شديدا على مستوى علاقته مع أهله على المستوى العاطفي ..

والطفل الذي يعاني من إهمال والديه له لا يتحدث عن الأمر ما يجعل القدرة على كشف الحالة صعبةً جداً وتفسر المرشدة الاجتماعية الأمر قائلة : حين يتعرّض الطفل لعنف جسدي أو لفظي أو غيره من التعنيف ، قد يتحدث عن الأمر لأنه واضح  ..ولكن حين يتعلق الأمر بإهمال الوالدين، سيصمت الطفل ويتكيف بطريقة أو بأخرى، لأنه لطالما تلقّى هذه المعاملة من أسرته، وما من وضع سابق ووضع لاحق شهد تغيّراً، على عكس العنف الجسدي والنفسي حيث تتم العملية عادة بشكل تدريجي .. ومن هنا تأتي أهمية التركيز أثناء محاولة رصد حالات إهمال الوالدين ومعالجتها في أسرع وقت ممكن.

وأضافت على الأهل حماية أولادهم  من مخاوفهم عبر مناقشة الأمر معهم.. وذلك بتقييم مخاوف الطفل وجعله يعبر عنها ..وأن  لا تدعوهم  يشعرون بالذنب والخوف وأن تخففوا عنهم أحزانهم بالتقرب منهم وتفهم طبيعة المشاكل التي قد يمرون بها ..
وختاما أن تعملوا باستمرار على إثبات أنكم السند الأقوى الذي يمكن أن يلجؤوا إليه كلما استدعى ذلك وأنكم الملاذ الآمن لهم من كل المخاطر التي تحيط ببيئتهم …
بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار