نقطة على السطر …… احذروا داء الفقر !!!

عند سماع الجهات الرسمية لأي وباء أو جائحة ولو على الصعيد العالمي سرعان ما تستنفر كامل طاقاتها وتوظف كل إمكاناتها لمحاربة هذا الوباء القادم الجديد وآخرها كان  وباء كوفيد19 الذي ملأ الدنيا وشغل الناس حتى غدا في وقت من الأوقات حديث الشارع العام وحديث الناس في سهراتهم وفي أي مكان تحل فيه تجد هذه الظاهرة حاضرة بقوة وتناقش مخاطرها وأبعادها كاملة وأساليب الوقاية والعلاج وتقوم الجهات المعنية بكامل مفاصلها برصد المبالغ والإمكانات وإقامة الندوات الإرشادية لتوعية المواطن لأخذ الحيطة والحذر للتصدي لهذا الوباء الخطير الذي إذا استشرى و يحصد الأخضر واليابس ولايبقي على شيء أمامه !!

وذهب الـ ” كوفيد ” وحل قادم جديد انه ” الكوليرا ” الذي نعيش هذه الأيام تفاصيل أسبابه وطرق انتشاره و الوقاية والعلاج ولايزال متصدرا حديث واهتمامات ودراسات الجهات المعنية وعلى كافة المستويات …. أما الداء الأخطر على الفرد والمجتمع فهو الفقر .

للأسف الشديد إن هذا الداء السبب الرئيسي لمآسي الإنسان كبيرها وصغيرها ويكاد يكون أيضا المسبب الأول لجميع الأوبئة التي يتم الحديث عنها حاليا وسابقا لأنه مع الفقر يجد المرض البيئة المناسبة للنمو والانتشار السريع كسرعة انتشار النار في الهشيم ومع الفقر تهبط مناعة جسم الإنسان لدرجة الصفر بسبب سوء التغذية وعدم قدرة الجسم الحصول على الفيتامينات الأساسية للنمو السليم المعافى القادر على مقاومة الأمراض والتصدي لها .

ولو نظرنا نظرة الدارس المتفحص لأحوال المجتمع لوجدنا أن معظم المشاكل الاجتماعية والخلافات الأسرية ناجمة عن الفقر فهو المتصدر الأول قائمة الأسباب المؤدية للمشاكل والخلافات وتفاقمها والوصول لحالات مؤسفة.

لاشك أن الوضع الاقتصادي العالمي الجديد بالإضافة للحرب الإرهابية على سورية ساهمت بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الفقر التي نعيشها اليوم وهذا شيء طبيعي لكن الشيء غير العادي والذي يدعو للاستغراب عدم التحرك الفاعل في التصدي له ومجابهته لإيقاف زحفه المخيف الذي يتزايد يوميا وبشكل مرعب بدون ضوابط أو حواجز تحد وتمنع انتشاره وهنا الطامة الكبرى وفي حال بقينا كما نحن الآن مجرد متفرجين سيتحول لوحش ضار لايرحم وسينال منا جميعا دون أدنى درجات الرحمة أو الرأفة .

داء الفقر بدأ ينتشر وعلينا أن نحسن التعامل معه من خلال استنفار جميع الجهود لدراسته بشكل علمي ورصده بالأرقام ووضع الخطط والبرامج اللازمة لمعالجته ومنع استفحاله ومكافحته .

محمود الشاعر