باسل محمد : اختارتني ثمرة القرع للحفر عليها وأوصلني إحساسي للتميز والتفرد

شغفٌ خلقه إحساس غريب شدّ باسل محمد الشاب إلى ثمرة القرع… إحساس لم يعرف له سبباً لكنه سيطر على مشاعره ليتمكن منه و ليأخذه لناصية أخرى و يزرع عنده إيمان بأنه قادر على تحقيق التميز برفقة هذه الثمرة… باسل و هو خريج كلية الهندسة الزراعية استثمر معلوماته من خلال دراسته ليتعرف على الثمرة العشق كما يسميها و يفهم تفاصيلها أكثر… بحثه في مواقع التواصل الاجتماعي عن إمكانية استثمار هذه الثمرة بأعمال فنية لم يشبع شغفه واستمر في البحث ليلاً نهاراً وعندما تعرف أكثر على ثمرة كان يجدها مجففة في المنزل أيقن أنه قادر على الإبداع و الإنجاز دون أن يكون على دراية بالتفاصيل التي أخذته بعيداً ليتعامل مع قشرة خارجية للثمرة سماكتها تتراوح بين 0.4 و 0.6 ميكرون و البحث عن سبل إزالتها دون المساس بالطبقة تحتها و التي يتم عليها الحفر و هي بسماكة تتراوح بين 0.3و 0.5 سم و لينظف الثمرة من الداخل و يستخرج البذور و يعيد زراعتها للحفاظ على مورد للثمار… أما البحث عن المعدات اللازمة للعمل كانت مغامرة و حكاية استثنائية فالآلات الكهربائية لم تكن مطواعة بما فيه الكفاية وحتى أدوات حفر الأسنان لم تلب الحاجة و من خلال البحث والتجريب وجد باسل ضالته في “البيكار” على أنه رأس مدبب يسهل التحكم به و يمكنه من إنجاز ما يرغب بحرفية يدوية عالية…  بصبر يليه صبر استثنائي وثبات تمكن باسل من إنجاز قطعته الأولى و بعدها تحدى نفسه بنموذجين هما الأندر على مستوى العالم الأول و هو زخرفة لآية الكرسي بكلماتها الـ 42 و بكل النقاط و التشكيلات على ثمرة عرضها بين 13-15 سم و طولها 60 سم …. استغرق منه إنجاز هذا العمل ستة أشهر بمعدل ست ساعات يومياً تعرض خلالها لضغط نفسي كبير حتى أنه عانى من جروح و نزف في يده خلال الشهر الأخير لكنه لم يستسلم و تمكن من تحقيق غايته المنشودة بإنجاز تحفة لا مثيل لها… أما إنجازه الثاني فكان ثمرة حملت مجسم السيدة العذراء وتميز هذا العمل بوجود تفريغ جائر و كبير ميزها عن غيرها من الأعمال على مستوى العالم…. فالمجسم مفرغ وموصول بجسم الثمرة بعروق نباتية مابين 1-2 ملم مع إضاءة من التاج حول الرأس و المحيط و العروق النباتية.. و مؤخراَ أنجز باسل تحفة استثنائية ورسم الخريطة الأغلى وهي خريطة سورية على ثمرة قرع… بطريقة نحت و تفريغ ليس لها مثيل في العالم… نقل باسل نمطية الصور الموجودة للنصوص الروحية على الخشب أو الزجاج من أسطح مستوية لتحف ثلاثية الأبعاد عمرها طويل جداَ عند الاعتناء بها بشكل صحيح ودوري و ذلك بعيداً عن الأسطح السهلة والأدوات الكهربائية التي تفرِّغ العمل من روحانيته… وبدعم لا متناه من والده و زوجته و أسرته تابع باسل السعي الحثيث خلف إحساسه و بروح معنوية تؤمن بأن التفرد للمتميزين فقط و لأصحاب الجهد العالي ابتكر باسل فكرة ينحت من خلالها قطع إكسسوارات بشكل يدوي من ثمرة القرع تصاميمه المميزة جذبت زبائن على مستوى العالم و بتسويق شخصي استطاعت هذه القطع أن تصل لدول عربية و أجنبية حاملة معها إبداع سوري تحدى الظروف و غياب الدعم والاهتمام الحكومي و تمكن من أن يتحول إلى علامة فارقة في عالم الإبداع… انتسب باسل لاتحاد الحرفيين ولبى الدعوة للمشاركة في مهرجان القلعة و الوادي و التي أكد باسل انه لن يعيدها في ظل وجود استهتار بالقطع الفنية و عدم حمايتها من الصدمات وكذلك الأمر بالنسبة لأي معرض لا يقدم حماية للقطع الفنية المشاركة… مؤكداً أن هذه النقطة بالذات تقف عائقاً أمام انتشار تحفه عالمياً لعدم وجود شركات تنقل القطع الفنية بشكل آمن و احترافي.. باسل يوثق مراحل العمل من الألف إلى الياء و يعتزم البدء بدورات تدريبية بعد تحقيق خطوات محددة لنشر هذا الفن بطريقة صحيحة و ليكون استثناءً جميلاً يضاف للسوريين…

العروبة -هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار