يعد شعور الثـقة بالنـفس عاملا مساهما في توسيع معارفنا ولاحقا كافة إنجازاتـنا…كونها القرار أو الموقف الذي يسمح لنا بزيادة خبراتنا وتجاربنا الواقعية والحياتية .. والانفلات من الروابط أو التجارب القديمة التي تقيدنا .. لذلك يسعى الأهل إلى تعزيز الثقة بالنفس لدى أطفالهم منذ نعومة أظفارهم دعما لشخصيتهم مستقبلا ..
يتمتع بعض الأبناء ونتيجة التربية التي تلقوها بثقة عالية بأنفسهم بينما يعاني أطفال آخرون من الخجل الشديد .. فهل هناك رابط وراثي أم التربية فقط هي المسؤولة عن ثقة أولادنا بأنفسهم أو قلة هذه الثقة .. وماذا يترتب على الأهل معرفته عن هذا الموضوع حتى يمنحوا لأولادهم تربية تجعلهم أولاداً متميزين في مجتمعهم واثقين بأنفسهم ثقة كاملة ..
المرشدة الاجتماعية رولا الخضر قالت : يعود السبب وراء شعور الطفل بالخجل أو بالثقة بالنفس إلى سببين أساسيين هما التربية ثم الوراثة.. مبينة أن الأهل يلعبون دوراً أساسياً في كيفية تطور ثقة أولادهم بأنفسهم وأن الدراسات أثبتت وجود جينة( الخجل) عند بعض الأطفال وهذه الجينة تنشط إذا عاش الفرد في عائلة تسودها أجواء التوتر المستمر ..
و بغض النظر عن كونها صفة موروثة أم لا، فإن الثقة بالنفس من أقوى الصفات وأكثرها صعوبة للتحديد، وهي مزايا يمكن أن تساعد على النجاح في الحياة ويحتاج الأولاد إلى انخراط أهلهم في العملية لكي يبلغوا أقصى حدّ ممكن من الثقة بالنفس.
وأضافت : إن بناء الثقة يعني أن أطفالنا يكتسبون الشجاعة لتجربة أشياء جديدة ويلعب التشجيع دورا فعالا في بناء الثقة و يستطيع الأهل استخدامها في الوقت المناسب.
وبينت أن الأطفال لا يتعلّمون ممارسة المهارات التي لا يبرعون فيها بشكل متعمّد إلاّ عندما يقول لهم أحدهم بوضوح إنه يثق بهم وإن الأخطاء هي الطريقة الوحيدة ليتحسّنوا في شيء ما.
ففي المدرسة والتي يجب عدم إغفال دورها يقضي الطفل نصف يومه تقريباً فيها وهي البيت الثاني لذا من الضروري جداً أن يشعر بالراحة والاطمئنان وبناء علاقات ناجحة مع الزملاء في الصف ومع المعلمات.. وكل ذلك يحتاج بالتأكيد إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه.. فالثـقة بالنـفس في المدرسة موقف من الضروري امتلاكه عند التعلّم.
وأضافت : هناك أمورا على الأهل القيام بها حتى يساعدوا فيها أطفالهم على تعلم الثقة بالنفس في المدرسة .. وإنَّ إحدى الطرق التي تسمح بجعل الأطفال يختلطون فيما بينهم بسهولة هي في بناء الثـقة الاجتماعية والتي تأتي من اختلاط الأولاد بأطفال آخرين.
فدعوة الأصدقاء إلى البيت للعب أو ذهاب الأبناء إلى بيوت أصدقائهم أو عند الأقارب أو اللعّب في الحديقة العامّة وغيرها من الأنشطة التي تسمح باختلاط الأولاد بالآخرين، هي طريقة جيدة لجعل الأولاد يتـفاعلون مع بعض.
وركزت المرشدة الاجتماعية على فكرة أن الأولاد يتعلّمون الكثير من أهلهم فإذا افتـقر الأهل إلى الثـقة بالنـفس أو شعروا بالعجز والقلق، فمن المؤكَّد أنَّ هذا ما سيشعر به أولادهم أيضاً.
العروبة – بشرى عنقة