مشكلة الازدحام تتفاقم يوميا والمواطن يدفع الثمن … انتظار ساعات طويلة ودفع أجور مضاعفة للظفر بمقعد … مدير النقل الداخلي : الشركة تعاني نقصا بعدد السائقين والفنيين …

الواقع بات مريرا والحالة لا تطاق .. بهذه الكلمات بدأ بعض المواطنين الذين يقفون على موقف بانتظار باص النقل الداخلي أمام جامعة البعث .. أكثرهم طلابا .. منهم من يريد الذهاب إلى الكراج الجنوبي  وعدد يقصد الكراج  الشمالي كونهم من سكان الأرياف .. وهناك من ينتظر الباص الذي يقلهم إلى حي الزهراء كون فرصة الظفر بمقعد في أحد السرافيس المتوجهة إلى الأحياء بات شبه مستحيل .. وهذا لا يعني أن باقي سكان الأحياء  ” مساكن الشرطة – النزهة – ضاحية الوليد – مساكن الادخار – وادي الذهب – الأرمن – المهاجربن وغيرهم من باقي الأحياء ..) يعيشون نعيم توفر وسائط النقل .. فالكل يشكو معاناته اليومية في الذهاب إلى العمل أو الجامعة أو لقضاء احتياجاته .. ورغم شكاوى المواطنين المتكررة والمتزايدة يوميا إلا أن المشكلة تتفاقم وحتى الآن لا حلول مجدية من الجهات المعنية  ..

معاناتنا بلا حدود
الطلاب قيس ومالك وسليمان وراما ومي ولين قالوا : معاناتنا يومية فالباصات المخصصة لأحيائنا ” وادي الذهب – الشبابية – حي الورود – الزهراء – الوعر “غير كافية والازدحام بات ظاهرة طبيعية , فتواتر الباصات غير منضبط وهي تتأخر باستمرار , وعند وصول الباص يتراكض المنتظرون على الموقف لأكثر من ساعة ليحظوا بمقعد والتدافش سيد الموقف  وقبل أن يتابع الباص طريقه تكتشف أن عدد الركاب أضعافا مضاعفة عن العدد المخصص ولا يعد بإمكان الراكب تحريك يده خلال وقوفه من كثرة الازدحام ” والجميع مضطر ” للوصول إلى الجامعة أو العمل .. فما الحل ؟؟ ولم يعد أحد يفكر في الأمراض التي قد تنجم عن ذلك الازدحام  ، وحتى ارتداء الكمامة بات سلوكا غائبا ..

تقول أم عيسى ” ربة منزل ” أبلغ من العمر 65 عاما .. لا أقوى على الوقوف طويلا بانتظار الباص .. أسكن في حي الورود ، أضطر للوقوف لأكثر من ساعة حتى أحظى بباص  لأصل إلى دوار السيد  الرئيس ثم لأستقل سرفيس حي النزهة حتى أصل إلى  مشفى الباسل بحي كرم اللوز …و لا أستطيع السير على الأقدام ..   وليس باستطاعتي استئجار تكسي لغلاء الأجرة كثيرا أفلا يكفينا ما نعيشه من واقع معيشي صعب ..

سعاد رستم ” موظفة” قالت : إلى متى ستبقى الأوضاع هكذا ، ولماذا تصم الجهات المعنية آذانها عما يحصل يوميا ، وهل باتت مشكلة النقل عصية عن الحل لهذه الدرجة .. نحن مضطرون للذهاب للعمل يوميا وأولادنا إلى جامعاتهم فكيف نصل في الوقت المحدد يوميا .. والركاب المنتظرون على مواقف الباصات والسرافيس صباحا وعند العودة ظهرا لا يعدون ولا يحصون ، وقد وصل الأمر بالكثيرين أن يدفعوا أجرة ذهاب السرفيس لنهاية الخط  ثم العودة معه حتى يضمنوا الوصول إلى البيت “ظهرا” أو ليصلوا إلى الجامعة  والعمل “صباحاً” فمثلا نحن سكان حي الأرمن نضطر أن نركب في السرفيس إلى نهاية الخط والعودة معه لنضمن وصولنا إلى العمل صباحا  .. لماذا علينا دفع تلك المصاريف الزائدة في الوقت الذي لم نعد نستطيع فيه تأمين طعام أولادنا؟  علما أن عدد السرافيس غير كاف , لأن القلة من أصحاب السرافيس يعملون وهناك من يقوم ببيع مخصصاته من مادة المازوت في السوق السوداء ليحصل على سعر مضاعف ..
راجعنا شركة النقل الداخلي للسؤال عن مشكلة النقل المتزايدة وعن إمكانية إيجاد الحلول قريبا  فأوضح مدير الشركة تكليفا عبد المالك والي قائلا : يبلغ عدد الباصات العاملة على خطوط المدينة  32 باصا ، 20 منها يعمل على خط الكراج – مركز المدينة … (17 ) باصاً يعمل في الفترة الصباحية و3 باصات من الساعة( 11 – 6 مساء ) وهناك 5 باصات تعمل على خط الجامعة – الزهراء ، وباصان على خط الجامعة – الوعر إضافة لباص واحد مخصص لحي دير بعلبة وباص لحي باب الدريب وباص لحي القصور – الدوير كما تم تخصيص باصين يعملان على الخطوط الخارجية الأول على خط الشرقلية – حمص والآخر على خط مرمريتا – حمص ..

وأضاف الحالة الفنية لباصات الشركة جيدة ولكننا نعاني من نقص بعدد السائقين ، علما أن هناك 19 سائقا مفرغين للمهام الخاصة وهناك 10 باصات عقود عمال مع القطاع العام ..

وعن الازدحام على الخطوط يوميا  قال : لا ننكر وجود الازدحام ومشكلة النقل التي يعانيها المواطن يوميا ولكننا نعمل ضمن الإمكانيات الموجودة فرغم تسيير 20 باصاً على خط الكراج ولكنها غير كافية ويحتاج الخط تسيير 30 باصاً  كحد أدنى , ورغم توفر الباصات في مرآب الشركة إلا أننا لا نستطيع تسييرها لعدم وجود سائقين لها ، علما أننا قمنا بإرسال تعميم إلى كافة الجهات العامة بحاجتنا للتعاقد مع سائقين سواء عن طريق الندب أو النقل أو الصفة القانونية المناسبة لهم كما نحتاج إلى زيادة عدد الفنيين لأن العدد الموجود قليل و يقومون بمختلف أنواع الصيانة للباصات عند الحاجة ..

وطالب والي باستثناء شركة النقل الداخلي من مسابقات التوظيف لما لها من خصوصية فيما يتعلق باختيار السائقين فلا يكفي نجاح المتقدم للمسابقة بالفحص الكتابي إنما يحتاج توفر شروط القيادة “الناحية الجسدية ” منوها بحاجتهم إلى ما يقارب 120 سائقا حتى يتم تخديم جميع خطوط السير بشكل جيد ..

علما أن حصة الشركة من الباصات الجديدة التي وصلت مؤخرا هي 7 باصات تم تشغيل 4 منها على خط الكراج – مركز المدينة ,و باص على خط الزهراء وباص على خط الوعر ولحي دير بعلبة باص أيضا .. ونوه أن الشركة بدأت مع بداية الشهر الجاري بزيادة ساعة عمل  إضافية للباصات التي تعمل على خط الكراج – الجامعة وخط الزهراء -الجامعة أملا في تخفيف معاناة المواطنين والطلاب اليومية في الذهاب الى العمل أو للجامعة ..

بقي أن نقول :

مشكلة النقل تتفاقم يوميا ومعاناة المواطنين تزداد والجهات المعنية مازالت تجرب الخطط والبرامج لتخفيف تلك الأزمة “على حد قولهم ” ويبقى هذا المواطن المقهور من كل الظروف المعيشية الصعبة يأمل بإيجاد حلول ناجعة على المدى القريب عله يرتاح من أحد المنغصات التي باتت تؤرقه ليلاً نهاراً ..

بشرى عنقة

تصوير: إبراهيم حوراني

 

المزيد...
آخر الأخبار