تتفاوت مظاهر الغضب والعناد عند الأطفال في عمر دون الخامسة أي في مرحلتي الرضاعة والطفولة المبكرة ، وتتمثل في ضرب الأرض بالقدمين والقفز ، ويصاحب هذه الأعراض البكاء والصراخ ، أو قد يلجؤون إلى العض على الأنامل أو جذب الشعر .
وأغلب أسباب غضب الأطفال في هاتين المرحلتين تعود إلى علاقة الأبوين بالطفل وعلاقته بأخوته ، ومدى تحكم هؤلاء في تصرفاته وفرض رغبات محددة ..
وفي الطفولة الوسطى والمتأخرة تأخذ مظاهر الغضب شكل الاحتجاجات اللفظية وقد يلجأ البعض إلى المقاومة السلبية التي تبدو في التمتمة بألفاظ غير مسموعة وإذا غضبوا لازمتهم الكآبة والميل إلى الانزواء.
أساليب الغضب
عن المظاهر الانفعالية التي ترافق سلوك الطفل وأسبابها تحدث السيد م.ص –علم اجتماع – فقال:
تتلخص أساليب الغضب عند الأطفال بشكل عام في أسلوبين :
الأول : ايجابي ، ويتميز بالصراخ أو إتلاف الأشياء ، حيث يفرغ خلالهما الطفل الغاضب شحنة الغضب ويعبر عنها بصورة ظاهرة ، وتعتبر هذه الحالة فرصة لتفاهم الوالدين معه والوصول إلى حلول مرضية .
-الثاني : سلبي ، ويتميز بانزواء الطفل أو إضرابه عن تناول الطعام ، والطفل الغاضب لايفرغ شحناته الانفعالية بل تظل تؤرقه دون أن يبوح لأحد ، فيكره الحياة ويقع فريسة للأمراض النفسية ، لذلك على الآباء والأمهات أن ينتبهوا إلى إن الطفل الذي لايعبر عن غضبه هو الذي يجب أن نوليه الرعاية الكافية حتى يستطيع أن يعبر عن انفعالاته بوضوح .
إن الطفل الذي يعيش في جو أسري مستقر ، ينخفض معدل غضبه وعناده بشكل ملحوظ ، وإن كلا الوالدين يحب ويحترم الآخر ، ويهيئان له جواً من الدفء العاطفي وينميان قدراته ومهاراته ، ويشعرانه بالأمن والاطمئنان والحب .
أما الأسرة التي تسودها التوترات الانفعالية الشديدة والهياج لأقل الأسباب وسوء العلاقة بين الزوجين ، وعدم القدرة على تجاوز الخلافات والمشكلات وعدم التعاون بينهما حول أسلوب تربية الطفل كل هذه العوامل تؤدي إلى توتره وتعرضه لنوبات غضب وعناد وبكاء . وقد أدى تعرض الآباء للمشكلات الخارجية والضغوط النفسية نتيجة لإيقاع الحياة السريع، الصاخب، إلى افتقار معظم الأسر للهدوء والسكينة والاتزان الانفعالي ،حتى أن الزوجة التي تشارك زوجها أعباء العمل لخارج المنزل، ثم الأعباء التي تنتظرها أيضا ً لدى عودتها إلى المنزل ، كل هذه الأمور تجعلها مشحونة نفسيا ً هذه الأوضاع الأسرية التي فرضتها الظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية، جعلت السمة البارزة للوالدين هي العصبية المفرطة ، سواء في تعاملات كل منهما مع الآخر، أو في تعاملهما مع أبنائهما .. وهنا نؤكد على أنه يتحتم على الآباء نسيان مشاكلهم التي يواجهونها خارج المنزل حتى ينال الأطفال القسط الوافر الضروري من الهدوء والسكينة والاطمئنان .
الإفراط في تدليل الأطفال
يؤدي تدليل الأبوين للطفل إلى ظهور نوبات غضب وعناد لديه ، والتدليل يقوم على الاستجابة لكل مطالبه ورغباته الممكن منها وغير الممكن، وبناء على ذلك لايتعود الطفل على تأجيل مطالبه ورغباته ، وفي مجال آخر يتوقع الطفل أن البيئة سوف تلبي مايصبو إليه ومايريد ، فيعتقد مثلا ً أن المدرسة سوف تتجاوب مع رغباته دون تباطؤ أو تأجيل كما كانت تفعل أسرته، ولكن حينما تتعرض رغبته لنوع من المنع أو الإعاقة تكون الصدمة شديدة وقاسية ، فيلجأ الطفل إلى الغضب والعناد والتوتر، وتدليل الأطفال وإيثارهم على نحو مبالغ فيه يعني عدم تأهيلهم التأهيل الصحيح لمجابهة الحياة بكل مصاعبها ، وتعرضهم لقدر يسير من الإحباط،والطفل المدلل يصبح فردا ً أنانيا ً يرى نفسه فقط ، ولايستطيع أن يدخل الآخرين في حيز حياته أو اعتباره ،ويغضب كلما عجز عن تحقيق رغباته وأهوائه.
والعناد الطبيعي غير المبالغ فيه مرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي للطفل،وله أهمية كبيرة في حياته من خلال الأمور التالية :
يساعد الطفل على الاستقرار واكتشافه الفريد لنفسه
2- يساعد الطفل على إدراكه إنه شخص له كيان وذات مستقلان عن الآخرين.
يصبح لدى الطفل إرادة حرة
ومع مرور الوقت ووصولا ً إلى مرحلة النضج يجد الطفل أن العناد والتحدي ليسا الطريقين السويين لتحقيق مطالبه وغاياته، فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويتفهم أن التعاون يفتح له آفاقا ً جديدة في الحب والإيثار وعلى الأخص لو كان الأبوان يعاملان الطفل بالمرونة والتفاهم والمودة،وفي هذه الحالة ينتقل الطفل من مرحلة العناد والتشبث إلى مرحلة الاستقلال النفسي في الفترة من سن الرابعة إلى السادسة من عمره، وكلما كان الأبوان على درجة مقبولة من الصبر والتفاهم مع الطفل ساعداه على اجتياز هذه الفترة بأمان وطمأنينة ..
رفعت مثلا
المزيد...