سألت الموظفة التي تبيع كتب الأطفال في معرض لكتاب الطفل ضمن فعاليات مهرجان الطفولة الذي يقام بمناسبة العطلة الإنتصافية في قسم الطفل في مديرية الثقافة سألتها عن حجم المبيعات وأنا لا أرى أي طفل يقف في جناح الكتب ,فأومأت باللاشيء ,وأشارت بيديها للاجدوى ,رغم الحسومات المغرية التي أوصلت سعر قصة للأطفال لأقل من ثمن بسكويتة إلا أن المبيعات لم تتحسن فالأزمة الاقتصادية الخانقة التي نعيشها قد أرخت بظلالها السوداء على قطاع كتب الأطفال أيضا ,عدا عن توفر أشكال أخرى لتقديم قصص الأطفال كانتشار ظاهرة اليوتيوبر المتخصص بأدب الطفل المترافق مع الفيديو والموسيقا التصويرية وهذه كلها عوامل جذب للطفل غير متوفرة في الكتاب الورقي رغم يقين الجميع بفوائد القراءة من الكتاب الورقي وأضرار القراءة من الشاشات التي تنبعث منها الأشعة المضرة بالعين إلا أن التكلفة المادية تحول بين الكتاب وبين الطفل, وتنبهت وزارة الثقافة لهذا الموضوع فهي تقدم حسومات مغرية دورية لمجلات الأطفال الصادرة عن الوزارة حتى وصل سعر المجلة لمئتي ليرة وهو ثمن علكة حاليا ,وهي إصدارات مهمة ومكفولة من حيث الأخطاء الإملائية واللغوية والفائدة التربوية التي تقدمها للطفل ,عدا عما يقدمه اتحاد الكتاب العرب من إصدارات طفلية بأسعار رمزية وحسومات مغرية لكل راغب باتخاذ الكتاب كصديق ,ورغم ذلك نسب المبيعات والقراءة مخجلة , وهذا أمر غير مبشر للكتَّاب الذين سيعزفون حتما عن المجازفة بمبالغ كبيرة كأجور طباعة دون مردود لتبقى الطباعة حلما تهدده أسعار الصرف بالتحول إلى كابوس
ميمونة العلي