انخفاض طارئ على سعر البطاطا لحظناه خلال الأيام القليلة الماضية جعل المواطن يتنفس الصعداء فأكلة البساطة و التي كادت تغيب هي الأخرى عن مائدته )العامرة بالصبر( رحمته قليلاً بأسعارها التي وصلت حتى 900 ل.س وفي سعار الأسعار نجد أن هذا الرقم فيه شيء من العقلانية بالنسبة للمشتري أما التاجر فجيبه عامر بكل الأحوال فمنشار تسعيرته يأكل ذهاباً وإياباً.. لتبقى الحلقة الأضعف هي الفلاح وفي خضم أزمة محروقات ويد عاملة وتكاليف باهظة يضطر مكرهاً لا بطلاً الخضوع لمزاجية التاجر وتسعيرته … بحسب أحد المزارعين فالعروة الخريفية من البطاطا لم تختلف عن سابقاتها ويردف قائلاً لست متفائلاُ بأسعار العروة الشتوية والسبب ارتفاع التكاليف لأرقام غير منطقية نعجز عن تغطيتها.
رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي حمص وفى المصري أكد أن الأسعار منخفضة بالنسبة للتكاليف وهو أمر جيد للمستهلك لكنه غير منصف للفلاح الذي يتكبد عناء الزراعة وتأمين مستلزمات المحصول .. ويوضح المصري أن هذا الانخفاض نتيجة لتوقف التصدير , وبدورنا كاتحاد نحاول دعم الفلاح بشتى السبل الممكنة ولكن الإمكانيات المتاحة حالياً متواضعة تجعلنا نصب الاهتمام الأكبر على محصول القمح…
مديرية زراعة حمص أوضحت أنه تم تنفيذ 11 هكتاراً من البطاطا الربيعية وتسويق الإنتاج المقدر بحوالي 220 طناً في السوق المحلي, وبالنسبة للبطاطا الخريفية تم تنفيذ المخطط بنسبة 100% ومازال تسويق الإنتاج المقدر بحوالي 140 طناً مستمراً في الأسواق المحلية..
لابد لنا من الحديث أن البطاطا ذاتها وفي الفترة ذاتها لم تشهد أي انخفاض بأسواق الريف الأمر الذي عزاه باعة الخضار إلى أنهم يضطرون لرفع الأسعار لتوزيع تكاليف النقل على الكيلو وبالمحصلة لم ينخفض سعر كيلو البطاطا ذات النوعية الجيدة عن 1200 ليرة..
ختاماً يبدو أننا ندور في حلقة مفرغة من تراشق المسؤوليات مع التأكيد أن الحلول لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين موجودة وليست مستحيلة .
هنادي سلامة