قد يتراءى للبعض أن من يتبرع لمنكوبي الزلزال الذي ضرب البلاد فجر السادس من شباط الجاري هم فقط أصحاب رؤوس أموال أو تجار أو صناعيين, وبكلمة مختصرة “ميسوري الحال”بل التجربة والواقع أثبتا عكس ذلك …. و بغض النظر عن الفعاليات الأهلية والمحلية والمجتمعية التي انبرت جميعها للوقوف إلى جانب المنكوبين وإغاثتهم واحتضانهم بشتى السبل سواء بالتبرعات المادية والعينية والوقوف إلى جانبهم هناك حالات فردية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أصالة الشعب السوري مهما حاول الكثيرون أن يفرقوا بين شعب تقاسم الكارثة وعاش تفاصيلها حتى ولو كان بعيداً مئات الكيلو مترات, وخير مثال على ذلك هو تلك السيدة السبعينية التي تعيش في السويداء والتي لم تجد لتتبرع به سوى معاشها الذي تتقاضاه بعد وفاة زوجها –حسب ما تناقلته صفحات و مواقع التواصل الاجتماعي-, وليس غريباً على أهل السويداء هذا الموقف النبيل فهم عنوان الكرم والشهامة والأصالة كيف لا وهم أحفاد سلطان باشا الأطرش الذين يعتبرون وقوفهم هذا الموقف الشجاع هو وقوف مع أحفاد إبراهيم هنانو وصالح العلي …فكما وقف الأجداد صفاً واحداً في وجه الاحتلال الفرنسي هاهم الأحفاد يقفون في وجه الكوارث الطبيعية التي تسببت بارتقاء آلاف الضحايا والمصابين وبتهجير مئات العائلات وتشرد آلاف الأطفال والنساء الذين باتوا بلا مأوى بعد أن نال الزلزال من بيوتهم.
وصورة أخرى استوقفتني كما استوقفت الكثيرين هو ذلك الجندي الواقف على أحد الحواجز وإذ بقافلة تمر محملة بمواد إغاثية وغذائية متجهة إلى إحدى المحافظات المنكوبة “حلب- اللاذقية – حماة” فطلب من سائق القافلة والفريق الذي يرافقه التريث قليلاً ريثما يأتي بشيء يتبرع به ولم يجد سوى كيلو رز بين أغراضه فحمّله للمتبرعين ليوصلوه إلى حيث القافلة تسير…
نعم هي مواقف بسيطة إنما تدل على كرم أخلاق و إحساس بوجع الآخرين…. ونحن هنا لسنا بصدد استعراض الحالات الفردية فهي كثيرة جداً قد لا تتسع لها الصفحات إنما هي إضاءة على ما يقوم به السوريون تجاه أخوتهم علهم يمسحون دمعة ويبلسمون جراحاً.
مها رجب