في ظل الأزمات والظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع يبرز الدور المميز للمعلم، لقد شهدنا هذا في ظل الظروف الصعبة التي مرت على بلدنا خلال فترة الحرب الظالمة التي تدخل عامها الثالث عشر’ كان المعلم مثابراً على تواجده بين التلاميذ والطلاب يقدم لهم عصارة علمه ومعرفته متحدياً جميع المخاطر والصعاب.
فمكانة المعلمين في مجتمعنا كبيرة ودورهم مؤثر ورسالتهم عظيمة فهم يقومون على إعداد جيل المستقبل ولهم دور هام في بناء الإنسان القوي المُحصَّن للحاضر وللمستقبل.
واليوم وبمناسبة عيد المعلم أجرت العروبة لقاءات مع بعض المعلمين للحديث عن دورهم وخاصة خلال الأزمات والكوارث…
المعلمة سمر سليمان قالت : من المهم بعد حدوث كارثة الزلزال التي هزت كيان الجميع بما فيهم الأطفال قيام المدرسة بتوفير بيئة مناسبة لتنمية المهارات الاجتماعية وتعزيز قيم المساعدة والتعاون وتطوير المهارات العاطفية كالتعبير عن المشاعر والتحكم والتعاطف ومهارات التواصل والتعبير عن الذات.. وأضافت :ينبغي على المعلمين مراعاة أنه قد يكون هناك في الصف طلابا فقدوا أقاربهم في الزلزال، حتى لو كانوا لا يعيشون في المناطق المتضررة..والتعامل مع الوفاة بقدر عال من الحذر والتقليل من احتمالات إثارة القلق بشكل خاص لدى الأطفال الذين عانوا من تجربة مؤلمة أو فقدوا أحدًا من الأحباء، وهنا يمكن تعزيز التواصل بين التلاميذ والمعلمين بشكل أفضل.
المرشدة النفسية ناهد العبد الله قالت : للمعلم دور كبير في التعرف على احتياجات الأطفال، وتقديم التوجيه اللازم أثناء الكوارث والحالات الطارئة ومن المهم أن يكون على معرفة بالتجارب النفسية للأطفال الذين تعرضوا لكارثة الزلزال مؤخراً
من الممكن أن ينوه المعلم خلال حديثه مع الطلاب إلى تعرض بلدنا إلى الزلزال دون الغوص في تفاصيل الكارثة و تشجيعهم على الكتابة ومشاركة مشاعرهم وأفكارهم مع الآخرين، وترسيخ التعاطف الوجداني مع الضحايا.
ومن المفيد أن يكون المعلمين على دراية ومعرفة بما يجب قوله أو فعله أمام الطلاب والتلاميذ الذين فقدوا أقرباء لهم أو أهل أو تعرضوا لكارثة الزلزال و عدم استخدام مصطلحات مثل ضحايا الزلزال أثناء الحديث مع الأطفال لأن القلق والتوتر يؤثران على الانتباه والتركيز والتعلم لديهم..
ونوهت العبد الله إلى الانتباه أثناء التخطيط لإجراء تدريبات على التعامل مع الكارثة إلى مراعاة الأطفال الذين عاشوا الألم حينها… وقيام المدرسة بتنظيم الأنشطة التي تعزز مسؤولية المجتمع تجاه الطلاب وتقييم تلك الأنشطة لتقديم ما هو أفضل استعدادًا لمرحلة التعافي من آثار الكارثة لاحقا..
محمد سلامة مدير مدرسة المتفوقين (عضو مكتب نقابة المعلمين الفرعي) قال :أطلقت نقابة المعلمين شعار ” المعلم للحاضر قدوة …. وللمستقبل منارة”
حيث يعد المعلم أهم عنصر في العملية التعليمية وتقع على عاتقه مسؤولية تربية الجيل وتعليمهم وإعدادهم لخدمة المجتمع والدولة وتحقيق أهدافها وفلسفتها. …
وأضاف: بعد وقوع الزلزال المدمر الذي تعرضت له محافظات اللاذقية وحلب وادلب وحماة وقف معلمنا متعالياً فوق كل الجراح والمحن والخطوب، يقوم بواجبه خير قيام، ويرى أن المسؤولية الملقاة على عاتقه تتضاعف في مثل هذه الظروف الصعبة، وأنه يجب أن يكون في مقدمة من يواجهون العامل النفسي المؤثر على أبنائنا من هذه الكارثة ويخفف من آثارها السلبية على طلابه.. وذلك من خلال التواصل الإيجابي بينه وبين الطلاب ولا شك أن التواصل الإيجابي هو من أكثر الوسائل تأثيراً في مساعدة الطلاب للتغلب على مشاعرهم الحزينة، والحيلولة دون انغماسهم في مشاعر الخوف والعجز.
كما ويسعى المعلم إلى مساعدة الطلاب على التعبير عن مشاعرهم المرتبطة بما خلَّفته الكارثة… والفهم الصحيح للزلزال علمياً وليس من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الصفراء.
إضافة إلى تمكين الطلاب من تعزيز قدرتهم على التأقلم في حياتهم اليومية مع الكوارث عند حدوثها ,وتشجيعهم على الحوار والسؤال والمناقشة… وتوجيه أسئلة للطلاب تدور حول ما يفعلونه لحماية أنفسهم أثناء وقوع مثل هذه الأحداث الأليمة وما يرغبون عمله في الوقت الحالي , وحثهم على طلب المساعدة إن لزم الأمر، سواء من المعلمين أو أولياء الأمور أو المرشدين النفسيين.
وهنا نؤكد أن للمعلمين دورا حاسما في التعرف على احتياجات الطلاب، وتقديم التوجيه اللازم، ومن المهم أن يكون المعلم على اطلاع واسع بالتجارب النفسية للطلاب الذين تعرضوا للكارثة.
رئيس دائرة الصحة المدرسية في حمص، الدكتور غياث عباس قال :انطلقت حملة الإستجابة لتداعيات الزلزال على الصحة النفسية للتلاميذ والطلاب بكافة مدارس المحافظة في ١٩ شباط الماضي … بهدف إيصال رسائل توعوية وإرشادات عامة عند حدوث الزلزال وما بعده، وتقديم خدمات الإسعاف النفسي الأولي للتلاميذ بهدف وضع إرشادات عامة لكل من المعلمين والطلاب ولذويهم في سبيل تقديم الدعم النفسي للأطفال، وإبعادهم ما أمكن عن وسائل التواصل التي تبث أخباراً وصوراً ومشاهد قد تؤذي نفسية الأطفال مستقبلاً…
ومن أهداف الحملة التثقيف برسائل تدعم تحكّم الأهل والمعلمين بمشاعرهم وتصرفاتهم في حال حدوث أي طارئ، وتقديم إرشادات بكيفية التصرف بهدوء ووعي في حال حدوث زلزال.. مبينا أنه تم تشكيل 11 فريقا يضم أطباء ومثقفين صحيين ومرشدين نفسيين و مساعِدات صحيات، و توزيع المهام بحيث يزور كل فريق عدداً من المدارس في المدينة والريف لتشمل الحملة كافة المدارس في المحافظة و خضعت الفرق التثقيفية المشاركة في الحملة لدورات تعنى بالصحة النفسية والعقلية للأطفال,كما تم إجراء تدريب عملي في اغلب المدارس عن كيفية الإخلاء في حال حصول زلزال أثناء الدوام..
بشرى عنقة