قدم محمد الدنيا أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص محاضرة بعنوان سامي الدروبي المترجم والمفكر والإنسان بحضور عدد من متابعي الأنشطة الثقافية والمهتمين في رابطة الخريجين والجامعيين .
وأكد المحاضر أن الدكتور سامي الدروبي شخصية موسوعية الثقافة شمولية الاطلاع .. ولد في حمص بـ 27 نيسان 1921 وتوفي في دمشق بـ12 شباط 1976،وهو علم من أعلام الترجمة وسياسي بارع وأستاذ جامعي وسفير ووزير وأديب ومفكر، درس الفلسفة في مصر ، ونال الدكتوراه من فرنسا وعمل سفيرا ومستشارا ثقافيا في عدة دول وترجم أكثر من سبعين عملا فضلا عن أعمال دويستوفسكي وتولستوي, حيث ترجم لمؤلفين وفلاسفة وشعراء كـ” بوشكين وتورغينيف وليرمنتوف والفيلسوفين الفرنسيين هنري برغسون وجان بول سارتر والروائي اليوغسلافي ايف اندريتش” كما ترجم أعمالا مشتركة مع الدكتور جمال الأتاسي وعبد الله عبد الدايم .
ورأى المحاضر أن دراسات سامي الدروبي تتميز بالإخلاص والشمول لذلك فإن الدروبي يمثل علما مهما من أعلام التجديد والإصلاح الفكري العربي المعاصر ،وغدت نتاجاته الفكرية والفلسفية والأدبية تأليفا وترجمة مرجعيات مهمة في تأصيل الذات والمحافظة على الهوية ومعرفة الآخر والانفتاح عليه وفي التعبير عن شخصية المفكر العربي.
وأعطى الدروبي درسا بأن العمل في أي مجال هو إسهام في بناء البلاد والعقل والإنسان ، وكانت رؤيته للترجمة رسالة سامية وليست وظيفة يتكسب منها ،فكان إذا أعجبه عمل قام بترجمته مجانا . وكان يرى أنه يجب أن تتوفر في المترجم عدة شروط كالتمكن من اللغة الأجنبية التي ينقل عنها والتمكن من اللغة العربية التي ينقل إليها ،والتمكن من المادة التي هي موضوع الكتاب، كما يجب أن يتوفر الذوق الأدبي وهذه موهبة و بلوغ القدرة على تذوق الشعر والإحساس بموسيقى اللغة الأجنبية والمعرفة التامة بها.
وتابع : أضاف الدروبي بترجماته إلى العربية رصيدا بالغ الثراء من الألفاظ والتراكيب والمعاني والأخيلة والإيقاع.
عبد الحكيم مرزوق