“جحا والأصهب” لقومي حمص… بسيط بشكله عميق في مضمونه
قدمت فرقة المسرح القومي بحمص كوميديا شعبية بعنوان “جحا والأصهب” من تأليف وإخراج الفنان زيناتي قدسية على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة المسرحية .
يقدم المخرج قدسية قصة ببطلها الشعبي جحا صاحب النوادر والطرائف التي يحفل التراث الشعبي بها من خلال شخصيته الطريفة والمحببة صاحبة الظل الخفيف التي جسدها المؤلف والمخرج قدسية متكئا على قصة يفترضها بتوليه وكالة إحدى القرى من خلال فرمان يصدره والي المدينة بعد أن يتم التخلص من الوالي السابق بمؤامرة يقوم بحياكتها نوري أغا التي جسد شخصيتها افرام دافيد بالتعاون مع صفوان أفندي محاسب القرية وجسد شخصيتها حسين عرب مع رئيس الدرك وجسدها طارق جبور حيث تبين الأحداث التي تجري على خشبة المسرح تآمر هذه الشخصيات الثلاث للامساك بزمام الأمور والتخلص من كل يقف بطريقهم، ولكن جحا يتمكن بحنكته من كشف هذه المؤامرات والإمساك بالمتورطين وتحقيق العدالة وتخليص المجتمع من شرورهم بأسلوب كوميدي وأداء تمثيلي بسيط يشبه إلى حد كبير مسرح الأطفال الذي يقترب كثيرا من جمهور الصالة حيث تفاعل بحيوية مع ما قدم على الخشبة .
و اعتمد المخرج على كسر الإيهام ودخوله من قلب صالة الجمهور مجسدا شخصية جحا للانتقال إلى خشبة المسرح متابعا أداء العرض المسرحي وكأنه أراد القول إن هذه الشخصية الشعبية الطريفة تمثل شريحة من الجمهور البسيط والعفوي بفكره وأسلوبه وطريقة عيشه ولذلك استطاع من خلال معايشته للطبقة الفقيرة حل المشكلات والمؤامرات بالاستناد على هذه الطبقة التي منها خرج وعاش معها ، وهي التي قدمت له العون لاحقا لينتصر على المؤامرات التي حيكت في السابق واستمرت في عهده ، ولعلها فلسفة عميقة أراد إيصالها بمنتهى الذكاء بأن من يعتمد على القاعدة الشعبية ويكون منها سينتصر على الفاسدين وصانعي الدسائس.
عرض جحا والأصهب بسيط بأسلوبه وطريقة أدائه وديكوره وأزيائه وعميق في مضمونه , استطاع الوصول للجمهور الحضور بكل سهولة ويسر مبتعدا عن الخطابات الرنانة فحقق إعجابه.
عبد الحكيم مرزوق
