بالتعاون مع مدرسة الفن المسرحي قدمت مديرية المسارح والموسيقا العرض المسرحي أكاديمية الضحك ” من تأليف الكاتب الياباني كوكي ميتاني ، إخراج د. سمير عثمان الباش وتمثيل لجين إسماعيل ، كرم حنون وذلك مساء أمس على مسرح قصر الثقافة بحمص وتابع العرض عد كبير من الجمهور .
قصة العرض قُدِمَت عبر شخصيتي رئيس مكتب رقابة النصوص المعين حديثا والذي كان مديرا للرقابة في إحدى مؤسسات الدولة وجسدها الفنان لجين إسماعيل مع شخصية المؤلف المسرحي الذي يسعى للحصول على موافقة الرقيب لمسرحية أعدها عن مسرحية روميو وجولييت وجسد هذه الشخصية الفنان كرم حنون ، الذي يصطدم بضحالة معرفة الرقيب بعالم المسرح والذي يفرض شروطه على النص المقدم فتبدأ عمليات التعديل على النص المقدم أملا في تجاوز ملاحظات الرقيب التي تعتبر شرطا أساسيا للحصول على الموافقة فيبدأ بطلب الحصول على موافقة المؤلف الأصلي (شكسبير) وحين يعلم الرقيب بأن المؤلف متوفى منذعام1916 ينتقل إلى شروط أخرى منها تحويل النص المعد إلى تراجيديا مع انه كتب بشكل كوميدي بهدف الإضحاك والمتعة ولا يتوانى الرقيب عن إبداء رأيه بأنه ضد الكوميديا و لا يحب الضحك وأنه لم يشعر خلال قراءته للنص بأنه مضحك أو أحس بحالة الضحك وهو مع التراجيديا لأن المرحلة التي نعيشها لا تحتاج للضحك بل أن نكون جادين …
وهو لا يحب روميو ويجب تغيير اسمه في النص المكتوب ، ويقوم الكاتب بتنفيذ طلبات الرقيب واضعا عباراته التي قالها في النص المكتوب ، لكن الرقيب يفرض شروطا أخرى كإدخال شخصية هاملت بدلا من روميو كونها جادة ، وبالطبع يقوم الكاتب بالتعديل ، وتتالى الطلبات بالتعديل لأكثر من عدة مرات وفي كل مرة يقوم الكاتب بالتعديل إلى أن يحصل في النهاية على الموافقة ,وهنا يقوم الكاتب بالبوح للرقيب بالتنازلات التي قدمها في سبيل ذلك معتبرا أنه كان أمام تحد كبير فإما أن ينتهي ككاتب وينسحب أمام رفض إجراء التعديلات وإما أن يستمر وتستمر الفرقة التي يعمل لأجلها ومع ذلك لم ينج من اتهامات الفرقة له بتقديم التنازلات وخضوعه للرقيب بالتعديل ولذلك فقد اعتدى عليه أعضاء الفرقة وضربوه ، لكنه كان أمام تحد كبير فإما أن يستمر وينجح وإما أن ينسحب ويتوقف ومع ذلك فإن الرقيب يلغي الموافقة ويبدأ بالحديث عن خاتمة جديدة للعرض الذي يراه مغامرة ناجحة بعد أن يتخلى الكاتب عن نصه لأنه سيلتحق بالخدمة الإلزامية وهنا يحصل التحول بالرقيب الذي تتحول شخصيته من ذلك الرجل الذي لم يكن يشعر بالكلمة إلى إنسان يحس بالموقف وبالكلمة التي تضحك وهو الذي قال انه ضحك 83 مرة أثناء قراءة نص الكاتب في المرة الأخيرة و يتقمص أفكار الكاتب في نهاية المسرحية في دلالة كبيرة على التأثير الكبير الذي أحدثه الكاتب في شخصية الرقيب الذي كان يقرأ كل النصوص المعدلة بل أنه خرج بنهاية مذهلة حين اقترح نهاية لقتل جولييت بالسم بطريقة مختلفة عن الطريقة المعتادة التي جاء بها النص الأصلي .
عرض أكاديمية الضحك من العروض الجميلة والرائعة والقليلة التي عرضت على مسرح قصر الثقافة منذ تأسيسه وحتى الآن وذلك للإعداد والإخراج الذي قدمه المخرج الدكتور سمير عثمان والأداء المتقن للفنانين لجين إسماعيل وكرم حنون اللذين استطاعا على مدى ساعتين أن يشدا الجمهور ويقدموا عرضا متألقا وضاحكا .
عبد الحكيم مرزوق