“خاصية انتقال الصوت في العمارة التراثية ” عنوان المحاضرة التي قدمها الفنان رامي درويش المدرس في كلية الموسيقا بجامعة البعث في حديقة رابطة الخريجين الجامعيين بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية حيث رأى أن الصوت والموسيقى عبارة عن اهتزاز ينتقل إلى الإنسان عبر الهواء وأشار إلى القدماء كيف كانوا يخططون مسارحهم ، وكان عملهم في دراسة هندسة العمارة فائق الدقة من خلال دراسة الأصوات ، ورأى أن المكان إذا لم يكن مدروسا صوتيا بشكل جيد ستحدث مشكلة على الجهاز العصبي .
وقال : إن المعماري الإغريقي بنى أول مدرج يتسع لـ 17الف متفرج يسمعون العازف أو الممثل بدقة حيث قام المعماري بفلترة الصوت.
كما أن المعماري الإغريقي بنى أرضية المسرح من حجارة الصوان وهي صخور كتيمة وبدا ذلك حين تم تصميم المدرجات التي تعتمد على مركز وبؤرة منصة المسرح, فالحجر القاسي الذي استخدم في أرضية المسرح هو الناقل الأولي للصوت .
وتحدث عن مصطلح “التبئير” وهو تحويل الأصوات إلى بؤرة تنتقل من المسرح الذي يتواجد فيه الممثلون أو العازفون أو المطربون من بؤرة الحدث إلى الجمهور الجالس في منطقة التلقي على المدرج المصمم لهذه الغاية .
وتابع: جاء الرومان بعد الإغريق واستخدموا ذات التكنيك في انتقال الصوت ، وأضافوا إليه المحاريب، التي أوجدوها في( المساجد والكنائس ) حيث توضع المحاريب خلف المصلين كي تعكس الصوت وبذلك يتم توجيه الصوت عبر المحراب .
وأوضح أن المعماريين استفادوا من المحاريب في تصميم مدرج بصرى الذي يتسع لـ 17 ألف.
كما استفادوا منها في مسرح تدمر الأثري و إن أبسط استثمار للصوت هو سماعة الطبيب الني استخدم فيها أسلوب التبئير .
وقال في نهاية محاضرته : إن العالم استخدام الديناميت في إزالة الأبنية والآن يستخدم الصوت في إزالة الأبنية القديمة من خلال الصوت وتبئيره باتجاه الهدف المراد إزالته ، وأضاف إن هذه التقنية تعتبر أهم تقنية في هدم المباني القديمة عبر الأمواج الصوتية .
عبد الحكيم مرزوق