أيام متشابهة تمر على معظم السوريين ،رتيبة ، أما فرحة العيد فلا لون لها ولا طعم ،فكيف يفرح المواطن بالعيد مادام همه الأول تأمين لقمة العيش ،هذه اللقمة التي بات يركض خلفها وهي تسبقه بأشواط وذلك نتيجة القدرة الشرائية الضعيفة جدا ،والارتفاع الهائل للأسعار .
لقد تحمل السوريون ويلات الحرب ، والقذائف ،والدمار،والحصار ،و تخطوها بشجاعة وإيمان ،إنما وما يمرون به اليوم من غلاء و”فجوة ” اقتصادية يرهق كاهلهم …
العيد جاء ،والمواطن السوري يفكر كيف يمكنه تأمين الحد الأدنى من مستلزمات العيد التي حلقت عاليا .
تقول أم محمد :مابين عيد مضى ،وعيد حل نراوح في مكاننا..مضى عيد الفطر السعيد وها نحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك وأسرتي لا تشعر أن أعياد مرت عليها بل أيام عادية كباقي الأيام…
طلبات عديدة كانت تنتظر الأعياد لتنفيذها ، كاحتياجات اللباس والطعام ،أما اليوم لا تستطيع الأسرة تلبية أي شيء ﻷن إمكانياتها المادية تكاد لا تكفيها قوت يومها فإن كان الإفطار جيدا وفرنا وجبة الغداء ،والعكس صحيح أما العشاء فقد ألغي من جدول الوجبات …
مريم طالبة جامعية قالت : معظم الأسر أصبحت تتحايل على هذه الحياة لتستمر فيها ،وقد اعتادت أمي وهي خياطة على عملية إعادة تدوير الملابس ،فالقطعة القديمة تعيد خياطتها بشكل جديد فتظن أنها قطعة جديدة تم شراؤها لمناسبة العيد ،ولكن هناك أشياء لكثرة إعادة تدويرها لم يعد ينفع معها هذا الأمر .
ويقول أبو أكرم : المضحك المبكي في الأمر أن الرقابة التموينية تنشط في فترة الأعياد ،وما الفائدة إن كانت الأسعار المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لاتتناسب مع دخل المواطن ؟ وأكبر مثال سعر البيضة اليوم الذي وصل مابين 1200 ليرة ،ومازالت الجهات المعنية تسعى جاهدة لتخفيض السعر إلى 1000ليرة ،ولكن بعد هذا الوصول المحمود -إن حدث – هل ستحل المشكلة ؟
إن الأسرة المؤلفة من أربعة أفراد عليها أن تدفع 60 ألف ليرة شهريا ثمنا للبيض فقط على أقل تقدير (للفرد نص بيضة ) فماذا سيتبقى من الراتب الذي يقارب 100 ألف لباقي الاحتياجات ؟ وهل بقي مجال للحديث عن مستلزمات العيد ؟
كلمة
يبدو أن المواطن وجد ليبقى واقفا شامخاً في وجه الريح ..وكل عام وأنتم بخير
منار الناعمة