تغيب الفواكه صنفا بعد آخر عن موائدنا و تسجل أنواع المؤونة غيابها لسنوات كونها تعتمد على خضار وفاكهة و سكر و زيت و غيرها من المكونات التي بات يعجز المواطن عن شرائها …وكنتيجة طبيعية ورغم أهميته لسندويش الأطفال خلال المدارس عكفت معظم العائلات عن إعداد مربى المشمش فالمكون الرئيسي السكر يسجل أرقاما خيالية كما أن المشمش ورغم غزارة الإنتاج إلا أنه يغيب غالبا عن قائمة المشتريات …. ويعتبر المشمش من المحاصيل الرئيسية في منطقة عمل الوحدة الإرشادية بجوسية و التي تضم قرى (ربلة و جوسية و النزارية) و سبب انتشار زراعته في المنطقة هو ملاءمة الترب الزراعية والظروف المناخية لنمو الأشجار وهذا انعكس انخفاضا على تكاليف زراعة هذه الشجرة مقارنة مع غيرها من الأشجار المثمرة كالتفاح مثلا …
تعرض البساتين للقطع و التخريب
مديرية زراعة حمص أوضحت أن المساحة المزروعة بالمشمش منخفضة حاليا مقارنة مع سنوات قبل الحرب بسبب تعرض العديد من بساتين المشمش للقطع و التخريب من قبل المجموعات الإرهابية خصوصا في قريتي جوسية والنزارية وتبلغ حالياً مساحة الأرض المزروعة بالمشمش في قرية ربلة 5311 دونما أما أهم الأصناف المزروعة حسب ما ذكر المهندس يونس حمدان مدير زراعة حمص أنها عديدة وبالترتيب حسب موعد النضج من الأبكر حتى المتأخر بالنضج هي أصناف البسبوسه والتدمري والطلياني والذهبي والفرنسي وهناك أصناف مثل الشكر بارة والعجمي والكلابية مساحتها المزروعة محدودة … أما معدل الإنتاج كما ذكر حمدان يعتبر متوسط مقارنة مع العام السابق لعدة أسباب فبعض الأصناف لم تزهر إما بسبب عدم حصولها على عدد ساعات برودة كافية خلال الشتاء أقل من 7 درجات مئوية مثل صنف الذهبي أو بسبب ظاهرة المعاومة لأصناف أخرى مثل صنف الطلياني بالإضافة لوجود أصناف تمتاز بانخفاض نسبة ثباتية العقد كالصنف التدمري.. وعن أهم الأمراض التي تصيب المشمش ذكر حمدان أنها متعددة ومنها العفن البني (المونيليا) والتثقب الورقي والتقرح البكتيري وذبول الفيرتسيلوم والبياض الدقيق وهو يظهر على بعض الأصناف ويصيب الثمار فيها …
موضحاً أن أهم الحشرات هي الكابنودس وحفار الساق وذبابة الفاكهة وثابتة أغصان الدراق وكل الأمراض والحشرات يتم التعامل معها بالتنسيق مع الوحدة الإرشادية في المنطقة… وعن الجدوى الاقتصادية لزراعة المشمش أوضح المزارعون أنها تصنف جيدة جدا ويمكن أن نقدر إنتاج الدونم الواحد بأكثر من 700 كغ وكون الظروف المناخية والتربة مناسبة يجب أن تشهد زراعة شجرة المشمش دعما معينا يتعلق بترميم البساتين وإدخال مساحات جديدة في الزراعة وضبط موضوع الأدوية الزراعية وغيرها من العقبات التي تخفض من مستوى الإنتاجية … ويبقى بيت القصيد هو عمليات التسويق والتي أكد مزارعون التقتهم “العروبة ” أنها تتم ببيع إنتاجهم لتجار ضمن القرية يقومون هم بتسويقها إلى الأسواق الرئيسية في المدن وهو إجراء غير منصف للمزارع لكنه أفضل وأسهل الخيارات أو يقوم بعض المزارعين بتسويق إنتاجهم إلى الأسواق الرئيسية وهم قلة وتحدثوا عن غياب السورية للتجارة عن عمليات التسويق بشكل كامل وهو أمر سيترك المزارع تحت رحمة التاجر الذي يستغل الظرف في أغلب الحالات و يجني الربح الأكبر ..
هنادي سلامة