تربية الدواجن والأبقار لا تزال تنتظر الدعم الحقيقي لإنقاذها… كاسوحة : المربون بحاجة لتسهيلات تخدم المهنة لتنعشها من جديد
عشرات التقارير الإعلامية التي أعدت لإيصال صوت المربين للجهات المعنية و للبحث عن السبل الحقيقية والفعالة لدعم تربية الدواجن والأبقار والحفاظ على مصدر رزق شريحة تتجاوز 15٪ من إجمالي السكان على أقل تقدير… ورغم ذلك تبقى الإجراءات دون المأمول…
مربون أكدوا خلال لقائهم العروبة أن العمل بات خسارة بخسارة و التوقف عن العمل أكثر ربحاَ لأنه على الأقل لا يزيد حجم الخسارات التي تتضخم مع كل فوج، وتصل لأرقام مرعبة مؤكدين أن تكلفة كيلو الفروج الواحد اليوم تتجاوز 24الف ليرة حتى تاريخ إعداد التقرير و التقلبات بسعر الصرف و عدم استقرارها تزيد الطين بلة وغياب منتجات علفية محلية تضعنا تحت منشار الاستيراد و تبريرات التجار التي لا تنتهي إلا بمضاعفة الأسعار كل مرة… والحال ذاته بالنسبة لمربي الأبقار و الأغنام.
و بحسب الدكتور ساطع كاسوحة أمين سر غرفة تجارة حمص فإن نجاح أي عملية اقتصادية أو إنتاجية يبدأ بتخفيض تكاليف وسائل الإنتاج ونحن سنبقى في حالة تراجع طالما نحن نعاني من ارتفاع التكاليف ولن نحقق إنتاجاَ جيداَ بأسعار تناسب المربين و المواطنين… وعن مرسوم إعفاء مزارع الأبقار والدواجن من ضريبة الأرباح الحقيقية ذكر كاسوحة أنها مكرمة مهمة وهي تتكرر بشكل دوري إذ يتم فيها لحظ الخسارات التي يعاني منها المربون بشكل عام… ولكن المشكلة الحقيقية ليست في الضرائب بحد ذاتها وإنما مشكلتنا الأكبر تكمن في الأسعار الخيالية لوسائل التربية والإنتاج بدءاَ من الأعلاف إلى الأدوية وصولاَ إلى المحروقات ناهيك عن النفقات والرسوم الإضافية المفروضة على كل خطوة من العمل وخاصة الرسوم الجمركية على الأدوية البيطرية والأعلاف والإضافات العلفية المستورَدة…
و تحدث كاسوحة عن الجائحات المرضية التي تصيب أفواج الدجاج أو رؤوس الأبقار ووجود أمراض غير مشخّصة تأتي على القطيع كله والسبب الحدود المفتوحة مع دول الجوار وارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وعدم جدوى المهرَبة منها وهنا تحدث كاسوحة عن الشغل الشاغل للمربين وهو الأدوية البيطرية وغلاء أسعار النظامية منها بشكل لا يتناسب أبداَ مع قدرتهم الشرائية الأمر الذي يضطرهم للجوء للدواء المهرب وهو غير مضمون… ليطفو على سطح الحوار مرة أخرى التأخر المفروض بسبب تمويل استيراد الأعلاف و المواد الأولية للأدوية البيطرية عن طريق المنصة وارتفاع التكاليف لأكثر من ثلاثة أضعاف بسبب التأخر لأشهر… وأوضح كاسوحة أن الخسارات الكبيرة و المتتالية أرهقت المربين و أخرجت معظمهم من العمل وبالتالي انخفضت كميات الإنتاج في الأسواق وهذا أمر يرفع بالضرورة الأسعار إلى مستويات غير منصفة للطرفين المربي والمستهلك.. وهنا أكد كاسوحة بأننا بحاجة لتسهيلات تضع يدها على الوجع و تخدم هذه المهنة بشكل حقيقي وفعال لَعلّها تنعش ما تبقى من رمق وتحمينا من الوقوع بمشاكل فقدان المواد من الأسواق..
مصدر في دائرة الأسعار في مديرية حماية المستهلك بحمص أكد انه من الطبيعي أن تؤدي الإجراءات الحكومية والتي كان منها صدور مرسوم يعفي مربي الدواجن والأبقار من ضرائب الأرباح الحقيقية بالإضافة إلى السماح بالعمل في المنشآت غير المرخصة وغيرها من التسهيلات إلى انخفاض في التكاليف على ارض الواقع… ولكن هناك عدة عوامل أخرى تسبب زيادة تكاليف الإنتاج مثل ارتفاع سعر العلف عالميا والتكاليف العالية لاستيراده نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا وكذلك انتشار أمراض الدواجن في الآونة الأخيرة والتي أدت إلى خسائر كبيرة وقلة في العرض بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وبقية بنود التكاليف مثل المحروقات وأجور النقل كلها عوامل أدت إلى خروج شريحة كبيرة من المربين والمنتجين وبالتالي انخفاض كبير في العرض الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الذي نعيشه…
ولابد لنا هنا والكلام للمحررة من الإشارة إلى أن تحليق أسعار منتجات الدواجن و الأبقار تؤثر بشكل سلبي ومباشر على المواطن سواء من إمكانية التزود بها للاستهلاك أو حتى إمكانية إيجاد فرصة عمل فكما أسلفنا إن نسبة كبيرة من الناس يرتبط مصدر رزقها بهذه المهنة بدءاَ من المربين إلى العاملين في معامل الأعلاف و الأدوية البيطرية ثم إلى العاملين في محال بيع المنتجات بمختلف أنواعها وتسمياتها وغيرها من تفرعات العمل…
و لابد من القول: إن دعماَ حكومياَ حقيقياَ يجب أن يطبق على اعتبار أننا بلد محور اقتصاده القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ويبدو أن جلّ هذا الدعم يجب أن يكون في تخفيض الرسوم الجمركية إن لم نقل إلغاءها على الأدوية البيطرية والأعلاف بالإضافة لدعم زراعات علفية بشكل ينسجم مع التوزع المائي…
هنادي سلامة