تركيب أول 3 معينات سمعية لـ 3 أطفال مستفيدين من البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة
تتواصل جهود البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، حيث تم اليوم تركيب أول ثلاثة معينات سمعية لثلاثة أطفال مستفيدين من البرنامج، وذلك في مبنى المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” بدمشق.
وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أوضح في تصريح صحفي أن الأطفال الثلاثة تم تشخيص الحالة لديهم بنقص سمع حسي عصبي عميق ثنائي الجانب، ولديهم قصة نقص سمع عائلية، إضافة إلى زواج أقارب، وهي أولى حالات التدخل في البرنامج، لافتاً إلى أنه منذ انطلاق البرنامج حتى الآن تم إجراء الكشف لـ9308 أطفال، تمت إحالة 96 منهم لإجراء الاستقصاءات الإضافية وتم إثبات نقص السمع لدى 7 أطفال.
وبين الدكتور الغباش أنه تم اليوم إجراء جولة على المراكز التابعة للبرنامج الوطني في دمشق للاطلاع على واقع سير عمل هذا البرنامج الذي وصل عدد مراكزه الآن إلى 48 مركزاً للكشف والتدخل، موزعة على امتداد الجغرافيا السورية، مؤكداً أن عدد المراكز سيتم تعزيزه قريباً بهدف تسهيل وصول الخدمة إلى جميع الأهالي.
وتقدم الوزير الغباش بالشكر الجزيل لأهالي الأطفال الذين التزموا برسالة البرنامج بضرورة إجراء المسح السمعي قبل الشهر الأول من العمر، والتزموا أيضاً بمواعيد الإحالات لإجراء الاستقصاءات الإضافية، وكل ذلك في سبيل وصول الطفل الذي يعاني من نقص السمع إلى مستوى يماثل أقرانه بعد التدخل المناسب عبر المعينات السمعية ثم التأهيل.
بدوره رئيس مجلس الأمناء في منظمة “آمال” الدكتور علي تركماني بين أن المنظمة ومنذ سنوات تربطها علاقة وثيقة مع وزارة الصحة، وهي جزء من البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، مشيراً إلى أن عملها يشمل الكشف المبكر والتشخيص والتدخل والتأهيل، إضافة إلى الدمج في المدارس، لافتاً إلى أهمية التوعية وتضافر جهود جميع الجهات المعنية لتحقيق النجاح.
مديرة البرنامج الدكتورة منال الحمد بينت في تصريح لـ سانا أنه بعد إجراء المسح السمعي للطفل، وعدم اجتيازه الاختبار للمرة الثانية يتم تحويله إلى مراكز التشخيص التي يتم التأكد عبرها من وجود مشكلة نقص سمع ليتم تحويله إلى مراكز التدخل، وتركيب معينات سمعية بشكل مجاني.
مديرة مركز الاستقصاءات في المنظمة اختصاصية السمعيات فرح جبري أوضحت أن تركيب المعين السمعي للطفل يتم بعد دخول الطفل ضمن البرنامج عبر إجرائه لاختبار المسح السمعي قبل عمر الشهر ومطابقته للبروتوكول المعتمد للبرنامج، مشيرة إلى أنه بعد تحويل الطفل يتم أخذ طبعات للأذن لتصميم قالب للسماعة ومن ثم برمجتها وتركيبها.
وبعد تركيب السماعة للطفل تتم مراقبته بشكل أسبوعي، وتحديد ردات فعله واستجاباته السلوكية للتأكد من تحقيق الفائدة، وفي حال لم يتم تحقيق هذه الفائدة يتم ترشيحه لإجراء عملية زراعة حلزون، حسب الاختصاصية في علوم السمعيات هبة الرفاعي.
فيما بينت اختصاصية السمعيات مرح سلمى أنه بعد تركيب السماعة للطفل ومعايرتها يتم الشرح للأهل كيفية التعامل مع السماعة، وما هي الإجراءات وكيفية استخدامها وكيفية وضع البطارية وتنظيف أنبوب السماعة.
جدة الطفلة تاله دقاق، أوضحت أنه عند تلقيح حفيدتها طلب منهم إجراء اختبار المسح السمعي، وتم إجراؤه في مشفى الزهراوي، ومن ثم تحويلهم لمنظمة “آمال”، لافتة إلى إحساسها بالسعادة الغامرة عند سماع حفيدتها لأول مرة صوتها بعد تركيب السماعة لها، متوجهة للأهالي بضرورة الاهتمام بصحة أطفالهم، وإجراء الاختبار باكراً لضمان الاستفادة.
والدة الطفل رضا بدوية، أشارت إلى وجود تجربة سابقة مع ابنتها بنقص السمع، حيث تم إجراء عملية زراعة حلزون لها، لذلك حرصت على إجراء الفحوصات اللازمة لطفلها بشكل باكر لتشخيص الحالة، مبينة أنه بعد إجراء تخطيط جذع الدماغ له تبين أنه يعاني من نقص السمع ويحتاج لاستخدام سماعة، وفي حال عدم الاستجابة يتم إجراء عملية زراعة حلزون.
وأطلق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في الـ 12 من آب العام الماضي، برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، وهو ينفذ من قبل وزارات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال”، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري