قدم مسرح قومي حمص العرض المسرحي الراقص “سنوايت والنت” إعداد وإخراج سحاب جحجاح على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور كبير من المهتمين والأطفال .
فكرة العرض مأخوذة من القصة الشهيرة سنوايت بياض الثلج الطفلة الفقيرة فائقة الجمال التي تتوفى والدتها ويتزوج والدها امرأة مغرورة بجمالها تحاكي صباح كل يوم مرآتها وتسألها من أجمل منها وتكون الإجابة أن سنوايت ستكون الأجمل حينما تكبر وهنا تبدأ رحلة التخلص من سنوايت عبر سلسلة من المؤامرات التي تفشل جميعها ففي القصة الأصلية يرأف الحارس بحالها فيتركها في الغابة تلاقي مصيرها وحيدة لكن الأقزام السبعة يأخذونها لتعيش بينهم وتستمر الحياة وفي العرض المسرحي يأخذ الحارس الطفلة إلى أحد أقربائه لتعيش بينهم وهكذا تعلمهم الترتيب والنظافة وغيرها من الأمور ولا تتوقف محاولات التخلص من بياض الثلج إذ ترسل زوجة الأب تفاحة مسمومة لتأكلها وتتخلص منها وفي الحكاية الأصلية يأتي الأمير ويقبلها قبلة الحياة لتعود إليها الروح وتعيش في قصر الأمير بعد أن يتزوجها وفي العرض ينقذها أصدقاؤها ويقضوا على زوجة الأب الشريرة في مشهد يصور الصراع بين الخير والشر حيث ينتصر الخير في العرض المسرحي .
العرض يستحضر التطور الحضاري وهيمنة النت على أطفال الحاضر ويطلق صرخة بضرورة مراقبة الأطفال وهم يستخدمون هذه التقنية لما لها من جوانب سلبية فيما لو تركت دون ضوابط كما يركز على الشرور الموجودة داخل النفس البشرية التي تفتعل الحروب الكثيرة التي تجري والدمار الذي تخلفه تلك الحروب ومحاربة تلك الشرور والقضاء عليها ليعيش العالم بأمن وسلام . اعتمدت المخرجة في العرض على أصوات مستعارة مسجلة وموسيقا وحوارات كانت ترافق الممثلين في تقديم العرض إضافة إلى الاستعانة بجهاز الإسقاط في خلفية المسرح للإيحاء بمكان المشهد المفترض : القصر – الغابة – بيت الأصدقاء . .. الخ . بالإضافة إلى الاستفادة من الخلفية بتقديم حوار المرأة مع الزوجة الشريرة . وكذلك الاعتماد على العديد من الرقصات التي قدمت دلالات عديدة عن لعب الأطفال وعن الصراع بين الخير والشر فالغربان التي ترتدي الزي الأسود كانت تشير للشر فيما كانت الفراشات ترتدي الأزياء البيضاء و الملونة التي تشير للخير وللبراءة المشعشة في نفوس الأطفال .
أخيرا
عرض سنوايت عرض بذلت فيه جهود كثيرة من الممثلين وفريق الراقصين والراقصات الأطفال وقدموا عرضا حاز على إعجاب وتفاعل الأطفال .
عبد الحكيم مرزوق