بعد ارتفاع أسعارها …تأمين أدوية الأمراض المزمنة عبء ثقيل على المرضى… د. عودة: صعوبة تأمين بعض أدوية الأورام كونها مستوردة …. د. طرابلسي : عدم توفر المواد الأولية اللازمة لتصنيع بعض الزمر الدوائية…
ارتفعت في الآونة الأخيرة أسعار الدواء بشكل عام مابين (70 إلى 100%) ومنها أدوية الأمراض المزمنة الأمر الذي يشكل عبئاً مادياً كبيراً على شريحة كبيرة من المرضى .
والشكوى واحدة بالنسبة للكثير من المرضى الذين التقينا بهم ، سواء كانوا مرضى (ضغط ، سكري ،قلب ،غسيل وزرع كلية ، تلاسيميا ، أمراض مفصلية وهضمية مناعية ، هرمون النمو ) ناهيك عن أدوية أمراض الأورام التي هي معاناة أخرى في كيفية تأمينها وكلفتها المادية المرتفعة وجميع هؤلاء المرضى أوضحوا معاناتهم في تأمين الدواء وفي حال وجوده النادر فإن أسعاره كاوية وهي مختلفة بين صيدلية وأخرى , مع الإشارة أنه في الوقت الحالي أصبحت الأدوية متوفرة بشكل دائم بعدما ارتفع سعر الدواء بشكل خيالي طبعاً
تأثر المنظومة الصحية
يقول الدكتور عمار عيسى في إحدى مستودعات الأدوية : تأثرت المنظومة الصحية بشكل كبير خلال الحرب ،لافتا أن سبب انقطاع أدوية الأمراض المزمنة في بعض الأحيان يكون بسبب صعوبة استيرادها.
وأوضح أن معامل الأدوية ليست بمنأى عن المعاناة من ارتفاع تكلفة إنتاج الدواء ورغم ذلك تستمر في الإنتاج حرصاً على تأمين الدواء في السوق المحلية وبالنسبة لأدوية الأورام فهي مستوردة علماً أننا بدأنا بإنتاج بعض الأصناف محليا وتسعى المعامل جاهدة لإنتاج الأدوية أو الزمرة الدوائية للأمراض المزمنة وهي تغطي ما يقارب (الـ 90% ) من حاجة السوق المحلية لها
وأضاف: أغلبية تلك الأدوية متوفرة وكانت بعض المعامل جاهزة لإنتاج أدوية الأورام ولكن ظروف الحرب حالت دون إتمام المشروع وهذه الأدوية متوفرة الآن ولكن بسعر باهظ الثمن للأسف الشديد.
و أوضحت رئيسة شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة حمص الدكتورة غدير صليبي أن وزارة الصحة تسعى لتأمين كافة احتياجات أدوية الأمراض المزمنة علماً أن هناك صعوبة بسبب (الحصار الاقتصادي ) الذي يقلل من توفر المادة الدوائية لدينا, وإن إنتاج بعض الأصناف غير محلي مما يجعل انتظار المرضى طويلاً أحياناً وخاصة ” أدوية الأورام” كون الأدوية يتم تأمينها حصراً عن طريق وزارة الصحة .
ولا يوجد عدد محدد لكل نوع دواء وإنما حسب عدد المرضى المراجعين .
ضبط آلية صرف الدواء
رئيسة الخدمات الطبية بمديرية صحة حمص الدكتورة فرقد عودة قالت : نعاني أحياناً من صعوبة تأمين بعض أصناف الأدوية المزمنة تحديداً الأورام كونها مستوردة كما أن هناك مراكز متخصصة لعلاج الأورام وهما مشفيا ” الباسل بالزهراء وكرم اللوز” والأدوية يتم تسليمها للمشافي المذكورة بموجب طلبات شهرية منظمة من قبل إدارة المشفى والكميات الموزعة حسب تلك الطلبات كذلك الأمر لأدوية الأمراض المزمنة والتي يتم صرفها من قبل لجان خاصة .
وتتابع : بالنسبة لأدوية الضغط والسكري يتم استلامها وتوزيعها للمشافي العامة والمراكز الصحية حسب الاحتياج وهي مجانية يتم صرف الدواء بطريقة منظمة وذلك بهدف ضبط آلية التوزيع وضمان وصول الدواء للمريض المعني بذلك كما نقوم بجولات ميدانية دائمة على المشافي والمراكز الصحية للاطلاع على واقع العمل وفي حال إيجاد أي خلل ما تطبق العقوبة اللازمة بحق المخالف وفي بعض الأحيان تصلنا عينات مجانية مقدمة من منظمة الصحة العالمية يتم توزيعها على المشافي والمراكز الصحية .
عدم تسليم الدواء المطلوب
بعض الصيادلة قالوا : أدوية الضغط والسكري والشحوم والغدد والقلب مطلوبة بشكل كبير بالإضافة إلى الطلب المتزايد لأدوية الاكتئاب وعند انقطاع بعض أدوية الأمراض المزمنة هنا نلجأ لإقناع المريض بالدواء البديل في حال كان مصراً على دواء معين بالإضافة إلى ذلك بعض الأحيان عند طلبنا لأدوية معينة لا يسلمونا الدواء المطلوب إلا إذا أخذنا بعض الأصناف الدوائية التي لسنا بحاجة إليها وتكون مدة صلاحيتها قد شارفت على الانتهاء مما يكبدنا خسائر منوهين أن تسعيرة الدواء صادرة عن وزارة الصحة حصراً وفق معايير وأسس محددة علماً أن كل الأدوية ارتفعت ما بين “70-100%” .
آلية عمل
وأوضحت رئيسة شعبة الصيدلة بمشفى كرم اللوز منى درويش أنه يتم استجرار الأدوية من مستودع المديرية حصراً ولدى المشفى مركز لتوزيع أدوية السكري تحديداً وأغلبها ابر أنسولين بأنواعها –خافضات السكر الفموي-ومنظمات السكري” وبالنسبة لأدوية الضغط يتم توزيعها بكميات قليلة والحصة الأكبر للمراكز الصحية والسبب أننا كمشفى نتعامل مع مرضى الضغط عن طريق الأمبولات وهي متوفرة بشكل كبير .
بالإضافة لحبوب الضغط وهي متوفرة دائما ً وتعطى حصرا ً للمرضى المقيمين في المشفى ، وبالنسبة لأدوية الأورام نطلبها من مستودع المديرية وتصرف أصولاً للمريض الذي لديه اضبارة في المشفى حصرا ً ، أما مريض الربو يخضع لمعاينة في العيادة الصدرية بالمشفى وبموجبه تصرف الوصفة اللازمة له حسب الكمية المتوفرة .
وتضيف: بالنسبة لأدوية الأمراض المزمنة ( المفصلية والمناعية ) فهي مكلفة وباهظة الثمن وغير متوفرة / ونحن كمشفى نتعامل مع لجنة برامج الأمراض المفصلية المناعية، ويعتبر مشفى كرم اللوز، المشفى العام الوحيد المتعامل مع هذه اللجنة، من أجل صرف الدواء وحسب المتوفر، وحسب الأضابير النظامية للمرضى، بالإضافة إلى ذلك نتعامل مع لجنة أمراض هرمون النمو والبلوغ أيضا ً، وأدويته مكلفة جدا ً للأسف ويتم التعامل بذات الآلية .
نشرة التسعيرة الجديدة
الدكتور شادي طرابلسي نقيب صيادلة حمص قال: بعد صدور نشرة التسعيرة الجديدة لوزارة الصحة مؤخرا ً أصبح هناك توفر لأغلب الزمر الدوائية مع وجود بعض الانقطاعات لبعضها بسبب عدم توفر المواد الأولية اللازمة لتصنيعها مع (وعود) بإمكانية إعادة توفرها في الأسواق الدوائية حين توفر مستلزمات التصنيع ، وسبب هذا الانقطاع هو الخسارة المالية لمعامل الأدوية في الفترة السابقة قبل صدور نشرة التسعيرة الجديدة .
موضحا ً دور النقابة في مراقبة عمل مستودعات الأدوية من حيث توريد الأدوية من المعامل ومتابعة توفرها في المستودعات وبالتالي في الصيدليات .
مضيفا ً : قد يحصل انقطاع لبعض الأصناف الدوائية ومنها المزمنة وفي هذه الحالة يتم العمل على البديل ومن ذات التركيبة الدوائية من شركات أو معامل الأدوية ، وبما أن جميع المعامل الدوائية المصنعة تخضع لرقابة كاملة من قبل وزارة الصحة فإن جودة الأدوية السورية تخضع بشكل دائم للرقابة من قبل وزارة الصحة من خلال مخابر التحليل الخاصة التي تمتلكها الوزارة ، حيث لايحصل المعمل على إذن طرح لأي مستحضر دوائي إلا بعد حصوله على موافقة وزارة الصحة له .
رأفة بالمريض
بعد استطلاعنا لكافة ما ذكر آنفا ً ، نرى المتضرر الأول والأخير هو المريض، فأسعار الدواء أصبحت خيالية تفوق قدرة المريض ماديا ً ، فالشريحة الأعظم هي من ذوي الدخل المحدود، ولولا المشافي والمراكز الصحية العامة ، لمات المريض هما ً، نتمنى إيجاد آلية عادلة قدر الإمكان من وزارة الصحة في سبيل مساعدة المرضى والرأفة بهم .
رهف قمشري